ما يزال جانبرت غزالي (٢٥ عاماً) يتذكّر الرعب الذي شعر به عندما استيقظ على خبر انهيار مدينته إسكندرون في ولاية هاتاي جنوبي تركيا بالكامل على وقع زلزال بقوّة ٧.٨ درجة على مقياس ريختر.
منذ أكثر من عامٍ بقليل، ذلك الصباح الباكر من شهر شباط عندما كان يدرس في إيطاليا، على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، أصبح شعوره بالعيش بعيداً عن وطنه وأحبّائه مؤلماً أكثر من أيّ وقت مضى.
يقول غزالي، الذي عاد الآن إلى إسكندرون بعد عامٍ واحد: "على الرغم من أنّ عائلتنا نجتْ من الزلزال بأضرارٍ أقلّ من أيّ مكان آخر، إلّا أنّ الزلزال خلّف أضراراً علينا تماماً مثل أيّ شخص آخر يعيش في هاتاي. كانت ليلةً عصيبةً للغاية علينا جميعاً كمجتمع وتركت آثاراً لا تُمحى".
في الساعة ٤.١٧ صباحاً، ثمّ مرّة أُخرى بعد الساعة ١٢ ظهراً بقليل، ضرب زلزال مزدوج أعقبته آلاف الهزّات الارتدادية جنوب شرق تركيا وشمال شرق سوريا، ممّا أسفرَ عن مقتل أكثر من خمسين ألف شخصٍ وتسبّب بأضرار بقيمة خمسة مليارات دولار في المباني الخاصّة والمواقع الثقافية.
في هاتاي، المقاطعة التي نجتْ من العديد من الكوارث على مدار ٢٤ ألف عام، كان الدمار مروّعاً أكثر من أيّ مكان آخر في منطقة الزلزال، مع ما يقرب من ٢٥٠٠٠ حالة وفاة إجمالية وانهيار عشرات المراكز الثقافية ودور العبادة بالكامل.
يقول فتح الله، ربّ عائلة الغزالي الذي ينتمي إلى الديانة المسيحيّة ومن أصول عربيّة: "ليست المباني وحسب، لقد تضرّر مجتمعنا بشكل بالغ في الزلزال، كما لحقت بكنائس مجتمعنا أضرارٌ جسيمة".
على الرغم من أنّه أمر غير اعتيادي لدولة تعتزّ بكونها غير متجانسة وأحادية اللغة، ولكنّ خصوصية هاتاي تكمن في هويتها التركيّة والعربيّة المزدوجة. دخلت اللغة العربيّة منطقة هاتاي جنوب البحر الأبيض المتوسط في القرن السابع نتيجة للفتوحات العربيّة. حكم العثمانيون المنطقة بين القرنين السادس عشر والعشرين، وعندما سقطتْ الإمبراطورية وحصلتْ سوريا على استقلالها عام ١٩٢٠، أصبحتْ هاتاي جزءاً من هذه الجمهورية العربيّة المنشأة حديثاً. أثناء خضوعها للنفوذ الاستعماريّ الفرنسيّ، خسرت سوريا هاتاي بسبب اتفاق بين فرنسا وتركيا التي دخلتْ المنطقة عام ١٩٣٨. وبعد عام، بعد استفتاء مثير للجدل، انضمّت هاتاي رسمياً إلى الجمهورية التركية الجديدة التي يحكمها أتاتورك. بين عشية وضحاها، حوّلتْ الحدود الجديدة العائلات والجيران إلى أجانب، وغيّرتْ اللغة أيضاً.
"تعايشتْ اللغة التركية والعربيّة لعدة قرون حتّى لحظة الضمّ"، يوضّح جوزيف ناصح، البالغ من العمر ٦٩ عاماً، وهو مؤرّخ من أنطاكيا، المدينة الرئيسية في هاتاي، وخبير في لغة وثقافة المنطقة. يُضيف: "في ظلّ السياسات الجمهورية التركية، بدأ استخدام اللغة العربيّة بالتناقص". وأضاف: "على الرغم من أنّ زلزال ٦ شباط لم يقتل على أساس اللغة أو العرق، وبالتالي لا يمكننا أن نقول أو نُثبت رسميّاً أنّ الوفيات من أصول عربيّة كانت أكثر، إلا أنّ هذه الكارثة وجّهتْ بالتأكيد ضربة قوية لسكّاننا وتقاليدنا بأكملها".
عام ١٩٧١، كان ٣٦٪ من سكان هاتاي يتحدّثون العربيّة. في عام ١٩٩٦، كان هناك ما يُقدّر بنحو ٥٠٠٠٠٠ متحدّث للغة العربيّة بلهجة شمال بلاد الشام في تركيا. إلّا أنّ اللهجة المستخدمة في هاتاي هي نسخة قديمة من لهجة بلاد الشام التي لم تتطوّر مع اللهجة السوريّة، حيث تمّ فصل البلدين عن طريق الحدود بعد الضمّ عام ١٩٣٨. إنّ اللغة العربيّة المستخدمة اليوم في هاتاي عالقة في الماضي، حيث لا تزال المصطلحات القديمة شائعة الاستخدام ولم تكتسب شيئاً جديداً من اللهجات العاميّة جديدة في سوريا التي تطوّرتْ بشكل طبيعي في القرن الماضي.
بعد الزلزال، ومع فقدان الآلاف من متحدّثي هذه اللهجة لحياتهم، خاصّة كبار السنّ الذين حافظوا على هذا التقليد، فُقد جزء مفصليّ من التراث الشفهيّ لهذا المجتمع الناطق بالعربيّة إلى الأبد.
ولأنّه لم يعد هنالك خيار للعديد من الناجين سوى محاولة الهجرة إلى أوروبا، سيكون حفظ ذلك التراث بعد المأساة تحدياً معقّداً ولكنّه قيّمٌ نظراً للمعنى الرمزي وراءه الذي يذكّرنا بتاريخ سوريا وتركيا المشترك خلال موجة الكراهية للاجئين السوريين في مرحلة ما بعد الانتخابات في تركيا. "إنّ الدمار الحقيقيّ الذي خلّفه هذا الزلزال هو دمار روحيّ، لأنّنا الآن بحاجة إلى أشخاص يمكنهم حمل تراث وإيمان وثقافة هذه الأرض في مواجهة المحاولات لمحوها أكثر من أيّ وقت مضى" يقول ناصح.
في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، تهدّدتْ اللغة العربيّة لأوّل مرّة بشكلٍ مباشر عندما أصبح التعليم الإلزاميّ متاحاً باللغة التركية فقط، وفُرض حظر على التحدّث باللغة العربيّة في الأماكن العامّة حتّى نهاية القرن. بدأتْ اللغة العربيّة كلغة للتعليم والثقافة في التراجع ببطء، خاصّة بين الأجيال الشابّة.
"لقد كنّا جزءاً من الشرق الأوسط لعدة قرون، وحافظنا على ثقافتنا وإيماننا وتقاليدنا العربيّة والمسيحية".
"في حياتي اليومية، أتحدّث اللغة التركية مع عائلتي وأخي، ولكن بما أنّ أجدادي لا يعرفون اللغة التركية، فأنا أتحدّث معهم العربيّة فقط"، يقول جانبرت بينما كان يُسلّم كتاباً مكتوباً بالعربيّة إلى شقيقه الأصغر ريموند. من منزلهم في إسكندرون، المطلّ على البحر الأبيض المتوسّط، تتزعزع ثقة عائلة غزالي بمستقبل وطنهم. "هاتاي هي المنطقة التي فقدتْ معظم الممتلكات والأرواح في الزلزال" يقول جانبرت، "لدينا العديد من الأماكن الثقافية والأبنية ذات الجمال المعماري التي تضرّرت وانخفض عددها الإجمالي. لكن قيمتها الرمزية لم تختفِ أبداً. وبما أنّ تقاليدنا وثقافتنا قائمة على أُسسٍ متينة موجودة منذ فترة طويلة، فلن يكون من السهل عليها أن تختفي".
لعائلة غزالي جذور عميقة في المنطقة، مثل معظم الناس في مجتمعهم. "اليوم، لا يزال بإمكانك رؤية بيت غزالة، قصر عائلتنا، في حلب"، يقول فتح الله بفخر وهو يخرج صورة قديمة بالأبيض والأسود من درج غرفة المعيشة. "بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، كان أتاتورك يقيم في قصر جدنا الأكبر عند زيارته لحلب".
ترجع أصول الغزالي إلى نسب الملك ريمون من زمن إمارة أنطاكيا. وهي عائلة نبيلة جاءتْ إلى الشرق الأوسط من فرنسا وإيطاليا في ذلك الوقت، واستقرّتْ في مدينة حمص في سوريا ومن ثمّ في حلب، حيث نشطتْ في التجارة. وكان رزق الله غزالي، الجد الأكبر لجانبرت، رائداً في مجال التجارة من أوروبا إلى الشرق الأوسط والمشرق. تولّى ولاية دمشق التابعة للدولة العثمانية وسوريا. بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، بقي بعض أفراد عائلة الغزالي في حلب، وعاد آخرون إلى أوروبا (سويسرا وفرنسا وإيطاليا)، لكن الأغلبية انتقلتْ بشكل دائم إلى إسكندرون، التي أصبحتْ الآن جزءاً من هاتاي، والتي كانت أرضاً سورية في ذلك الوقت. "لقد كنّا جزءاً من الشرق الأوسط لعدة قرون، وحافظنا على ثقافتنا وإيماننا وتقاليدنا العربيّة والمسيحية". يقول فتح الله: "سنواصل القيام بذلك بكلّ فخر".
على الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية حديثة حول استخدام اللغة أو المجموعات العرقية في تركيا منذ أواخر التسعينيات، فمن الواضح أنّ معظم الناس في مقاطعة هاتاي ينحدرون من العرب، ويشعرون بأنّهم عرب، حيث حافظوا على هذه الهوية المزدوجة مع محاولة غالبية الأشخاص الحفاظ على ثنائية اللغة. "بالنسبة لنا، ليس من الصحيح قول أنّ أسلافنا جاءوا من سوريا. فإنّ هاتاي، الأرض التي نحن فيها، كانت مدينة سورية بالأصل. نحن لم نأتي إلى هنا، لقد كنّا هنا وما زلنا هنا"، يقول ريموند، "لم نأت من سوريا، بل جاء الأتراك إلى هنا".
العلويون والمسيحيون واليهود من ذوي التراث العربي ينأون بأنفسهم عن الأتراك، الذين لا توجد معهم أيّ علاقات زواج تقريباً. لكن الزواج الدوليّ بين عرب هاتاي الذين يحملون الجنسية التركية والمواطنين السوريين أصبح شائعاً منذ الضمّ، بهدف الحفاظ على اللغة العربيّة.
في كيريخان، وهي بلدة ساحلية في هاتاي تأثرتْ بشدّة بالزلازل، اضطرّتْ عائلة آغون المكوّنة من أربعة أفراد إلى الانتقال إلى مخيم بعد عشرين يوماً من المأساة.
لقد دمّر الزلزال منزلهم، ولكن ليس عزيمتهم. لارا، تسع سنوات، هي الابنة الكبرى للعائلة، سورية من جهة والدتها وتركية من جهة والدها، وهي ثنائية اللغة منذ ولادتها. تقول وهي تحمل كتاب التلوين الثمين الذي يذكّرها بأيام المدرسة: "أفتقد الذهاب إلى المدرسة وتعلّم أشياء جديدة، وخاصّة الرياضيات". مع عدم وجود مدارس ابتدائية في مكان قريب، اضطرّتْ إلى الاعتماد على دورات دراسية غير رسمية متفرّقة في المخيم التي كانت تعيش فيها مع عائلتها، والتركيز على مساعدة والديها في رعاية أختها الكبرى، التي تُعاني من مرض التصلّب الجانبي الضموري (ALS) الذي يتطلّب رعاية مستمرّة.
العديد من اللاجئين السوريين البالغ عددهم ٣.٦ مليون لاجئ الذين هربوا من سوريا التي مزقّتها الحرب اختاروا الاستقرار في تركيا في مقاطعة هاتاي الواقعة في جنوب شرق البلاد.
تقول والدتها هالة، وهي في الأصل من مدينة اللاذقية الساحلية السورية، بابتسامة متعبة: "في المنزل، نتحدّث جميعاً اللغة العربيّة، لذلك كانت فرص لارا للتقدّم في اللغة التركية ضئيلة". خلال أيام الحرب الأولى، عبرتْ الحدود إلى تركيا، حيث تزوّجتْ من محمد آغون، زوجها الآن. على الرغم من عدم قدرتها على العودة إلى موطنها الأصلي اللاذقية منذ ذلك الحين، على الرغم من أنّ الناس من مدينتها كانوا يأتون ويذهبون يومياً قبل بدء النزاع، إلّا أنّها تقول إنّها لا تشتاق إلى وطنها كثيراً. ولكنّها لم تكن تتخيّل أبداً أن تصبح بلا مأوى مجدّداً، ليس بسبب حربٍ في بلدها، بل بسبب كارثة طبيعية في الأرض التي لجأت إليها. وتضيف أغون: "شعرت بأنّي مرحّب بي هنا، والثقافة واللغة متشابهتان للغاية لدرجة أنّني أشعر أحياناً وكأنّي لم أغادر سوريا أبداً".
العديد من اللاجئين السوريين البالغ عددهم ٣.٦ مليون لاجئ الذين هربوا من سوريا التي مزقّتها الحرب اختاروا الاستقرار في تركيا في مقاطعة هاتاي الواقعة في جنوب شرق البلاد. كان ذلك بسبب التقارب الثقافيّ واللغويّ، فضلاً عن القرب الجغرافي من البر الرئيسي لسوريا، وأيضاً لأنّهم شعروا بترحيب كبير في هاتاي.
في سامنداغ، وهي مدينة ساحلية رئيسية، لا تزال هناك لوحة جدارية على الممشى على الشاطئ موجودة بعد الزلزال، كُتب عليها باللغة التركية "السوريين إخوتنا". وفي بلدة تُعرف بالعامية باسمها العربي، السويدية، بدلاً من لقبها التركي الرسمي، قد تبدو هذه المحبّة متعارضة مع موجة عدم الثقة ضدّ اللاجئين السوريين خلال الانتخابات الرئاسية في العام الماضي، الأمر الذي يُهدّد بالترحيل على نطاق واسع.
يقول فتح الله غزالي: "كنا نتاجر بالمواد الغذائية والتبغ مع السوريين كلّ يوم". "كان السوريون يسافرون ذهاباً وإياباً في رحلات يومية خارج البلاد للاستمتاع ببعض الإجازات". ووفقاً للسكان المحليين، فقد انتهى الأمر بحوالي ٥٠٠ ألف لاجئ سوري في بلدات وقرى هاتاي منذ عام ٢٠١١، ممّا رفع عدد العرب في المحافظة من ٣٤ إلى ٤٧ في المائة، وفقاً لتقرير صدر عام ٢٠١٨ عن معهد واشنطن.
على الرغم من الانقسامات الناجمة عن الحرب في سوريا، فإنّ السكّان العرب في هاتاي، المكوّنين في الأساس من العلويين والمسيحيين واليهود، وأغلب اللاجئين، الذين ينتمون إلى خلفية سنية، لاقوا ترحيباً حارّاً. كما أنّ الظاهرة المألوفة للزواج عبر الحدود هي التي أنقذتْ العديد من السوريين من العيش في منطقة حرب. جدة أحمد ناشد كانت في الأصل من هاتاي؛ وعندما تم ضمّ المنطقة إلى تركيا حصلتْ على الجنسية التركية. لكن كونها من أصل سوري، رتّبتْ عائلتها زواجها من رجل من حلب في نهاية الحرب العالمية الثانية. لم تكن تعلم أنّ جواز سفرها التركي الذي تناقلته الأجيال سينقذ حفيدها بعد أكثر من 50 عاماً.
يقول ناشد: "ضمن جواز السفر ذاته سلامتي". في عام ٢٠١٢، بعد وقت قصير من الاحتجاجات الأولى التي شارك فيها عندما كان مراهقاً، انتقلتْ عائلته بأكملها إلى غازي عنتاب بفضل الجنسية التركية الموروثة عن جدتهم من هاتاي. يقول ناشد إنّه لا يزال يشعر بأنّه سوريّ أكثر من كونه تركيّاً، ولكنّه ممتنٌّ لصلة أجداده التي أنقذته. "لولا هذا الارتباط المميّز بين هاتاي وشمال سوريا، لكنت على الأرجح عالقاً في سوريا، أو لجأتُ للقدوم إلى تركيا خائضاً العديد من التحديات والطرق الخطرة".
تزامن وصول اللاجئين السوريين مع انخفاض بطيء ولكن ثابت في استخدام اللغة العربيّة في المنطقة في العقود الأخيرة، بحسب ناصح. ويقول: "حوالي ٤٥٪ من سكان هاتاي لديهم أصول عربيّة، لكن عدد الذين يتحدّثون العربيّة كلغة مكتوبة في تناقص مستمرّ، حيث أصبحتْ اللغة التركية هي الشائعة بشكل أكبر". "لا يستطيع الجيل الجديد التحدّث بطلاقة أو فهم بعض الكلمات العربيّة، وجزء من شبابنا الأصغر لا يستطيع تحدّثها على الإطلاق".
ومع ذلك، كانت هناك حركة مضادة منذ بضع سنوات مع وصول أعداد كبيرة من السوريين، حيث تتشابك نسختان من اللهجة السورية في الشوارع، إلى جانب اللغة التركية.
وبينما يحزم جانبرت ملابسه لينتقل خارج المدينة لبدء العمل في وظيفة حصل عليها في المنطقة الشمالية من البلاد، يشعر بالحزن لاضطراره لمغادرة وطنه مرّة أخرى، خاصّة بعد كلّ ما عانى منه خلال العام الماضي. "كانت هاتاي أرضاً عربيّة قبل انضمامها إلى تركيا، ولا يزال بعض الأشخاص الذين يعيشون هنا يعرّفون أنفسهم على أنّهم عرب. عندما تذهب إلى بعض الأماكن في هاتاي، يتم التحدّث باللغة العربيّة فقط، ويتم تناول الطعام العربيّ فقط، وحتّى يتمّ تشغيل الأغاني العربيّة في حفلات الزفاف. "يمكننا أن نقول أنّ هذه البقعة الجغرافية هي جزء من العالم العربيّ حرفيّاً، على الرغم من وجودها في تركيا. وعلى الرغم من أنّ هذه الأراضي أصبحتْ أقلّ من ذي قبل، إلّا أنّها استضافتْ وما زالت تستضيف عدداً كبيراً من السكان من العرب والمسيحيين والسنّة والعلويين واليهود الذين يحاولون العيش في سلام والحفاظ على تقاليدنا التي تعود إلى قرون مضتْ". يتوقّف متأمّلاً، ثمّ يبتسم:
"أحمل هذه القناعة معي أينما ذهب".