إطلاق سراح الصحفي بكر القاسم

يجب التوّقف عن تقليد نهج الأسد


استوقفت الشرطة العسكرية الصحفي بكر القاسم وزوجته نبيه الطه، ليُفرج عنها ويبقى هو قيد الاعتقال، ثمّ داهموا المنزل وصادروا منه معدّات تصوير وكومبيوتر محمول، وهواتف محمولة ووثائق شخصيّة عائدة لبكر، في سلسلةٍ من الإجراءات التعسفيّة البعيدة عن أيِّ مسارٍ قانوني.

03 أيلول 2024

(فيسبوك)
حكاية ما انحكت

منصة إعلامية مستقلة باللغتين العربية والإنجليزية تقدم وجهات نظر نقدية حول سوريا والسوريين/ات.

بعد أسبوعٍ على اعتقاله، أفرج عن الصحفي بكر القاسم وعانق الحريّة.

ويعمل القاسم في مؤسّسات عدّة منها وكالة فرانس برس، ووكالة الأناضول التركيّة الحكوميّة، بالإضافة إلى جهاتٍ صحفيّة أخرى، بينها "سوريا ما انحكت"، وهو على قيد التعاون معها في مشروع جديد.

وكانت زوجته الصحفية نبيهة الطة، قد دعت منذ اعتقاله في  منشورات لها على منصّة فيسبوك للإفراج عنه، ناهيك عن مشاركتها في تظاهرةٍ لصحافيين/ات في مدينة إعزاز شمال غرب سوريا.

تركيا تستهدف المنظمات الدولية وطلاب وأساتذة الجامعات الأجانب

01 تموز 2017
يعاني اللاجئون السوريون في تركيا من وضع قانوني هش للغاية، رغم أن تركيا من الدول الموقعة على اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين وتستضيف اليوم أكبر عدد من السوريين في...

وكان القاسم قد اعتقل  عصر السادس والعشرين من آب/ أغسطس الماضي (2024)، حين كانتْ نبيهة عائدة مع بكر من تغطيّةٍ لمعرضٍ صناعي في مدينة الباب، مُتجهين إلى بيتهما عندما استوقفتهما الشرطة العسكريّة التابعة لفصائل "الجيش الوطني" وحلفائها من الاستخبارات التركيّة عند ما يسمّى "دوّار حلب"، كما تروي في مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي. عندما سأل بكر عن سبب اعتقاله، اعتدت عليه الشرطة بالضرب والسحل، ثم وُضعا في سيارتين منفصلتين، وانقطعَ التواصل بينهما.

بعد استجوابٍ لم تعرف خلاله ماهيّة الاتهامات المُوجّهة لهما، أفرجت الشرطة العسكريّة في الباب عنها بعد ساعتين، جرّاء ضغوطات من السكان المحليين، لكونها من أهالي المنطقة، فيما بقي مصير بكر مجهولاً إلى حين.

لاحقاً، علمت أنّه بات معتقلاً لدى الاستخبارات التركيّة في قرية "حوار كلس" القريبة من الحدود، وأنّ منزلهما دُهم وصادروا منه معدّات تصوير وكومبيوتر محمول، وهواتف محمولة ووثائق شخصيّة عائدة لبكر، في سلسلةٍ من الإجراءات التعسفيّة البعيدة عن أيِّ مسارٍ قانوني.

وكانت قناة "أي بي سي" الأميركية قالت إنّ اتهامات عدّة وُجّهت إلى بكر منها "تحضير تقارير صحفية لعدّة أطراف" خارجية. وفي حديث لها مع "سوريا ما انحكت" حول اعتقاله كانت الطه قد وضعت  هذا الكلام، وغيره عن تسبّب تقارير يُفترض أنّه صورها لشبكة فرانس برس، في خانة التخمينات والشائعات لا أكثر، موضّحة أنّها لا تعلم شيئاً عن هذه التقارير، وأنّ فرانس برس وكالة دوليّة معروفة، وأنّ إعداد أيّ تقرير لصالحها لا يخرج عن مهام بكر كمراسل.

وكانت مؤسّسات صحفية ومنظّمات معنية بالدفاع عن حقوق الصحفيين/ات، كلجنة حماية الصحافيين ومراسلون بلا حدود، ناشدتْ الجهات المنفذة للاعتقال بإطلاق سراحه والسماح له بالعمل بحريّة.

وكان قد نظّم عشرات الصحفيين في مدينة إدلب تظاهرة داعين لإطلاق سراح البكر وزميله كرم كلية، الذي اُعتقل في شهر حزيران/ يونيو الماضي في ظروفٍ مشابهة بعد خروجه من مطعم في مدينة إعزاز.

وكما اعتبرت الصحفية سلوى عبدالرحمن وهي تقف على مقربة من الاحتجاج في إدلب، بأنّ ما يجري مؤشّر على انخفاض مؤشّر حريّة الصحافة في الشمال السوري.

الصحافة في حقل ألغام الجيش الوطني وتركيا

27 تموز 2022
كيف يعمل الصحفيون والصحفيات اليوم في في مناطق شمال وشمال غرب سوريا، حيث تسيطر فصائل مسلحة موالية لتركيا، فضلًا عن انتشار الجيش التركي وسيطرة الأتراك على كثير من مفاصل الحياة...

ودعا مدير مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، جوناثان داغر، إلى التوقف عن التضييق على الصحفيين في سوريا، التي تُعد إحدى أخطر دول العالم للإعلاميين، وتُصنّف في المركز ١٧٩ من أصل ١٨٠ بلداً على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام ٢٠٢٤ الصادر عن المنظمة.

ولا يمكن النظر إلى هذه الاعتقالات خارج السياق التركي. إذ يتضمّن ملف تركيا في موقع مراسلون بلا حدود (ترتيبها على تصنيف حريّة الصحافة العالمي هو ١٥٨ من ١٨٠)، بيانات ثلاث تخصّ جميعها صحفيين سوريين معتقلين أو مهدّدين بالطرد من البلاد.

وكانت منسقة برنامج الشرق الأوسط المؤقتة للجنة حماية الصحفيين، يغانه رضائيان قد دعت "الجماعات السورية لإيقاف تقليد نهج الرئيس بشار الأسد العدائي حيال الإعلام"، والإفراج عنه فوراً.

وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنّ "الجيش الوطني" يقتفي خطى النظام السوري في اعتقالاته، التي تكون عادة دون أيّة مذكرات، عبر الخطف من الأماكن العامة أو بعد مداهمة مقرّات الجهات الإعلامية والمؤسّسات المدنية، وعبّرت عن خشيتها من تعرّض بكر للتعذيب، وأن يصبح واحداً من المختفين قسراً، كحال ٨٥٪ من المعتقلين/ات، داعية إلى الافراج عنه وتعويضه على ما لحق به.

"سوريا ما انحكت" تبارك للصحفي القاسم إطلاق سراحه وتضمّ صوتها إلى المؤسّسات الصحفيّة والحقوقيّة الداعية للتوقف عن اعتقال الصحفيين والكتّاب.

 

 

مقالات متعلقة

جهاد محمد.. لاعب النرد (1)

10 آب 2019
في العاشر من آب/ أغسطس عام 2013 اعتقلت السلطات السورية الناشط والمناضل جهاد محمد. ومنذ تلك اللحظة ابتلع الظلام جهاد، ولم يعرف عنه أية معلومة. حكاية ما انحكت، وأصدقاء ورفاق...
خليل معتوق في السنوات البيض

15 شباط 2021
في مقالته ضمن ملف الاعتقال والمعتقلون يسرد الكاتب والصحافي فايز سارة قصة نضال صديقه المحامي خليل معتوق ونشاطاته ابتداءً من بيان الـ99 الذي هزّ سوريا بعد سنوات صمتها وصولًا إلى...
إسماعيل الحامض...غيابه ترك مقعدا للحزن في كل فرح

03 كانون الأول 2020
"لا أحمل مسؤولية اختطاف أبي للثورة كفكرة، وإنما للأشخاص والمحيط الذي أرى أنه قصّر بالدفاع عن أبي ومحاولة معرفة مصيره. فأنا كان عندي ثقة كبيرة إنو حتى لما انخطف بابا...
تجارة الاعتقال في سجون ومعتقلات النظام السوري

16 نيسان 2020
هل يمول ذوو المعتقلين والمختفين قسرياً المؤسسات الأمنية التي تسلبهم أبنائهم؟ للإجابة عن هذا السؤال، اعتمد هذا التحقيق على تقصّي حالة مئة مواطنة ومواطن سوريين ممن تعرّضوا للاعتقال أو الإخفاء...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد