بدأت حملة غرافيتي الحريّة كحملة مشاركه ضمن فعاليات الحملة العالمية لأسبوع الغرافيتي الواقعة بين الرابع عشر و الواحد و العشرين من شهر نيسان/ابريل ٢٠١٢.
هذه الحملة أتت في سياق الكفاح السلمي الذي كان يعمل عليه عدد من الناشطيين السوريين الذين كانوا يهدفون إلى التركيز على الثورة المدنية التي تعتمد بدورها على جوهر الإنسان و القيم الانسانيةّ و الفنيّة و التي، بحسب تعبير المنظمين، يعتبر أهمّها الرسم الذي يفتح المجال للفكرة و الصورة أن يصلان معا ً سواء ً كان بشكل ٍ مباشر أو غير مباشر، مكتوب أو مرسوم.
https://www.youtube.com/watch?v=BQ48lAjxnEw
هذه الحملة أتت كدعوة ضمن عدّة دعوات نادت بإعلان الكفاح السلمي و الدخول في مرحلة العصيان المدني التي تعتبر الغرافيتي طريقة من طرق العصيان المدني و المقاومة باستخدام الفنّ لتصبحّ الحيطان فاترا ً للحريّة.
اعتدنا في الماضي أن نقول: "الحيطان دفاتر المجانين"، أما الآن فقد أصبحت الحيطان دفاتراً للفنانين والأحرار. لقد أصبحت الحيطان “دفاتراً للحرية”.
بدأت هذه الحملة بالإنتشار بشكل ٍ واسع ٍ في عدد من القرى و المدن كان منها يبرود و كفرسوسة و دمشق و سراقب و داريا و برزة غيرها من المناطق التي بدأت برسم الأحلام و الأفكار و المستقبل على حيطانها.
https://www.youtube.com/watch?v=1D7dj7GHuYI
كيفيّة صناعة استنسل باستخدام صور جاهزة من صفحة غرافيتي الحرية
https://www.youtube.com/watch?v=M9zUog-zuzs
علم الاستقلال الأكبر
بالإضافة للمدن و القرى السوريّة فقد شارك َ نشطاء سوريين من حول َ العالم بالحملة عن طريق بخّ شعارات للثورة في مدن و قرى المهجر. و ما زاد من شعبيّة الحملة هو المشاركات العربيّة الضمّت صوتها إلى صوت الثورة السورية. من أبرز هذه البلدان كان فلسطين التي قام فيها نشطاء فلسطينين ببخ شعارات تدعم الثورة السورية على حائط الفصل في فلسطين. و التضامن الواسع الآخر كان من لبنان و أدى إلى انطلاق حملة مشابهة لحملة الغرافيتي السوري في لبنان ضدّ الحكومة اللبنانيّة و داعمة لحركة الغرافيتي في سوريا و الثورة السورية.
في ٢٠ إبريل/نيسان ٢٠١٢ ألقت الحكومة اللبنانيّة القبض على كلّ من المدونيين الصحفيين خضر سلامه و علي فخري بينما كانا يقومان ببخّ غرافيتي الثورة السوريّة في منطقه بشارة الخوري..
و كردّ فعل ٍ على ذلك فقد قام زملاء خضر و علي بتنظيم حملة لبخّ الغرافيتي أمام َ الأمن العسكري ( مكان اعتقال خضر و علي) للمطالبة بالإفراج عنهما أولا ً و احترام حريّة التعبير في لبنان ثانيا ً. و من ثمّ قاموا بحملة أخرى بعد َ الإفراج عن خضر و علي و بمشاركتهما
“
دفاعا عن حرية الرأي و التعبير و ضد الرقابة على الأعمال الأبداعية قررنا يوم الثلاثاء في ١-٥-٢٠١٢ يوم حرية التعبير في لبنان سننطلق من أمام مسرح المدينة في بيروت مجموعة من الناشطين و الفنانبن و كل من يرغب بالمشاركة معنا بالتواصل مع حيطان و شوارع المدينة كل منهم بما يمارسه من فن ( غرافيتي , رسم , تصوير , رقص ,تجهيز ) و الرغبة بأن لا تكون محصورة في بيروت فقط بل في كل المناطق اللبنانية فمن يهمه الأمر الرجاء التواصل معنا على هذه الصفحة
“
https://www.youtube.com/watch?v=AEBUAIyI7c4
حيطان بيروت تتكلّم.
و قد شارك َ في هذه الحملة عدد كبير من الزملاء و الناشطين اللبنانيين و قاموا ببخّ الغرافيتي أمام َ الدرك و قوى الأمن غير آبهين بهم، بل و قاموا بالبخّ على جدرانهم أيضا.
و في نفس الفترة الزمنيّة الموافقة لحملة الغرافيتي، في يوم ٢٩ نيسان ٢٠١٢، قامت قوات الأمن بإغتيال “نور حاتم زهرة” الذي كان يلقب بالرجل البخاخ في منطقة تدعى المهايني بين كفرسوسة و داريا. نور زهرة كان أحد الشباب المشاركين في حملات البخّ اليوميّة التي كانت تجوب شوارع المنطقة.
صورة الشهيد نور زهرة مبخوخة على أحدى الجدران في دمشق.
اتى استشهاد نور كفاجعة هزّت معظم العاملين و المشاركين في حملات العصيان المدنيّ و بشكل ٍ خاص القائمين على حملة غرافيتي الحريّة من جهة، و ليظهر حجم َ التأثير الذي يمكن ُ لبضعة كلمات ٍ صادقة أن تفعله ُ في صفوف الأمن الذي خاف َ من الرجل البخاخ لدرجة محاولة القضاء عليه بإسكاته للأبد، غير عالم بأنّه بإغتيال نور زهرة دفع َ عدد أكبر من الشباب للمشاركة في حملات البخّ وفاء ً لنور و إستكمالا ً لرسالته فكان تشييع نور حملة بخّ شارك َ بها أكثر من رجل بخاخ واحد و انضمّ إليهم أيضا ً رجال بخاخين من المحافظات الأخرى.
https://www.youtube.com/watch?v=OBgXyYxGYcU
كتيبة الرجل البخاخ للبخّ على جدران الحرية
و مع هذا الإنتشار الكبير لحركه الغرافيتي التي حدث َ بعد َ عمليات القمع العديدة التي مورست على الشعوب خوفا ًُ من أن تكتب حريتها على الجدران أعلنت صفحة أسبوع غرافيتي الحريّة إستمرار حملة غرافيتي الحريّة و مواكبتها لكلّ الأحداث التي يمكن ُ لها أن تكون جزئا ً منها. و على ضوء ذلك قام َ القائمين على الصفحة بنشر خدع و وسائل مخفيّة لبخّ الغرافيتي دون أن ينتبه لهم رجال الأمن.
https://www.youtube.com/watch?v=7vT9VgqIcPg
أحذية إرحل
تشارك ُ حملة الغرافيتي، حتّى تاريخ اليوم، بالعديد من فعاليات الحراك السلمي و العصيان المدني و تعتبر جزئا ً لا يتجزّء من صلب عمليّة العصيان المدنيّ في سوريا. كانت آخر هذه الفعاليات هي مشاركتها بحملة نحن بديل أخلاقي و بإضراب العزّة التي دعا إليه ناشطين في أواخر سنة ٢٠١٢ و أوائل ٢٠١٣. كما أنها تحاول ُ أن توثّق، بشكل ٍ مستمرّ، صور شهداء الحراك السلمي في غرافيتي استنسل يسهل على الراغبين بالمشاركة بطباعته و بخّه ضمن َ رغبة الوفاء للشهداء.