الشباب السوري الثائر


08 شباط 2013

مجموعة من الشباب السوري الذين نشطوا منذ بداية الانتفاضة في مختلف نشاطات الحراك السلمي السوري ضد النظام: تظاهر، إغاثة، حملات، غرافيتي، توزيع مناشير، إلا أنّه في نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 تشكلت تيارات سلمية ومدنية وبعضها سياسي، حاولت أن تعبّر عن الانتفاضة، فاقتصر تعريفها على أنها ثورة حريات، في حين أنها ثورة شاملة تطالب بالتغيير الاقتصادي/ الاجتماعي للمواطنين، ولا يجوز اختزالها بهذا الأمر، وهو ما دفع هؤلاء الشباب لإطلاق تجمع " الشباب السوري الثائر"  بتاريخ ‏1 مايو، 2012‏، لتأكيد الطبيعة الشبابية لهذه الثورة، وليكون التيار معبّرا عن المطالب التي تجاهلتها التيارات الأخرى، إذ يقول أحد نشطاء التجمع لموقعنا بأن التيارات الأخرى رأت " بأنها ثورة حريات فقط، في حين نرى نحن أنها ذات بعد اقتصادي اجتماعي وهي ثورة شعب مفقر ضد نظام ناهب" كما يقول أحد نشطاء التجمع لموقعنا سيريا أنتولد syria untold.

حدد التجمع أهدافه يمايلي: "المواطنة والفصل التام بين السلطات التشريعية و التنفيذية والقضائية"، وتأسيس "دولة مدنية تسع الجميع ,لاسترجاع الجولان المحتل، والمطالبة بحقوق إخوتنا الفلسطينيين".

ويسعى الشباب من خلال نضالهم الدؤوب لبناء وطن "يتوفر فيه قانون بدواعم توفّر حياة حرّة كريمة لجميع المواطنين، فحرية الصحافة والإعلام هي من حقوقنا، ونحن نريد تطوير الوضع الإقتصادي لبلادنا، من خلال إنشاء زراعات وصناعات متطورة حديثة تلبي إحتياجات أبناءنا، وإعطاء الفرصة لأبناء الوطن المغتربين بالإستثمار في بلدهم، ونحن نؤكد على أهمية النهوض بدور جامعاتنا ومدارسنا وإدخال الأنماط والوسائل الحديثة في التعليم، واعتماد مناهج متطورة ضمن تجهيزات وكوادر خبيرة كما نؤكد على توسيع الاهتمام بالمجال الصحي، وإدخال أدوات حديثة ضمن المراقبة الجيدة".

ينشط التجمع بصورة رئيسية في مدينتي دمشق وحمص، إضافة إلى تواجد كوادره في المحافظات الأخرى، حيث ينشط في مجال التظاهر وتوزيع المنشورات ومشاركة التيارات المدنية الأخرى تظاهراتها وحملاتها.

وتكمن أهمية التجمع أنه لا يزال حتى اللحظة ( 18/6/2013) ينشط في الداخل السوري و يدعو للتظاهر ضد النظام، رغم كل العسكرة، فبرأيي أحد نشطاء التجمع " صحيح أن المكوّن العسكري هو القسم الأبرز، إلا أنّ النشاط السلمي يأتي الآن كرديف، إضافة إلى أن الخيار العسكري لن يحقق مطالب الثورة كاملة، بل هو قد يوصلنا لنقطة ما، نحتاج بعدها لمواصلة النضال سلميا لتحقيق كافة المطالب المرفوعة".

وأما اسم التجمع فجاء" لأن الثورة هي عفوية في قسم كبير منها وليست ثورة تجمعات سياسية أو معارضة تقليدية أو تيارات فكرية معينة، فجاء اسم الشباب ليعبر عن هذا المعنى بالذات".

القهر والخذلان - الشباب السوري الثائر

لا يتلقى التجمّع أي تمويل من أي جهة سياسية أو مدنية، إذ يعتمد في تمويل أنشطته على تبرعات أعضائه والمؤسسين له، رافضا أي تمويل يسعى لفرض أجندته عليه، وقد عانى من هذا الأمر إذ لا يملك التيار حتى الآن جهاز أنترنت فضائي مثلا لنقل أخباره و نشاطاته مباشرة، وقد اشترطت بعض القنوات فرض وصاية من نوع ما على التيار إن أرادت نقل نشاطاته وهو الأمر الذي رفضه التيار.

الشباب السوري الثائر: تجمع شبابي سوري يحمل مشروع وطني ذو رؤية سياسية واضحة. شباب آمن بأن الحرية "تؤخذ غلابا"، ولهذا يصمم يوما بعد يوم على التجذر في الداخل السوري وتوسيع نشاطه في الوقت الذي يغادر فيه الجميع البلد، ودليل عمله أن ثمة متسع لمن يريد أن يعمل شرط أن لا يركن للندب واليأس، وأن " لا يضيع حق وراءه مطالب".  

 

 

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد