التقت مجموعة من الشابات السوريات مع مجموعة متخصصة في الدعم النفسي الاجتماعي وحماية الطفل، وبدؤوا يفكرون بما يمكن عمله لأطفال سوريا لإنقاذهم من الصراع الدائر في البلاد.
اختار النشطاء والشباب والشابات أن يكون أول نشاط لهم في مدينة داريا، مدينة "غياث مطر" و"يحيى الشربجي"، ففي كانون الثاني/ديسمبر من عام 2012 انطلقت أول نشاطاتهم بأنشطة دعم للأطفال عن طريق اللعب في داريا، و التدريب على منهاج حماية الطفل.
و بعد عام من العمل، و في شهر آذار (2012) صدر العدد الأول من مجلة "طيارة ورق"، إذ ولدت فكرة المجلة من نتاج عمل مجموعة حماية الطفل مع الأطفال لتكون إحدى وسائل الوصول الى فكر الطفل وشعوره.
وتحولت الآن مجموعة الدعم النفسي إلى شبكة "حرّاس لحماية و رعاية أطفال سوريا".
يقول أحد مؤسسي المجلة لموقع سيريا أنتولد syriauntold: "بدأنا بمجهود أعضاء المجموعة من دون خبرة سابقة، وفقط من رغبة شديدة بعمل شيء مفيد للأطفال السوريين الذين يعيشون تحت كل أنواع العنف والتهجير. وبمحاولات الخطأ والصواب وبإشراف "عنب بلدي" بدأنا نقف ونتعلم من بعض الخبرات في تحرير أبواب المجلة".
أهم العوائق التي كانت تقف في طريق المجلة الوليدة، هي أثناء طباعة المجلة وتوزيع أعدادها، فقد "كان لدينا خطورة أمنية كبيرة لأنها غير مغطاة بإحدى مؤسسات النظام، وهي بإشراف عنب بلدي ومنظمة الحراك السلمي السوري".
وعن كيفية تلافي تلك العوائق، يقول أحد مؤسسي المجلة: "نحاول طباعة الأعداد وتوزيعها على الأطفال في أماكن سيطرة النظام بطرق سرية، وبظروف أمنية خطرة على الناشطين، و تتم طباعة و توزيع الأعداد في مناطق سورية متعددة كإدلب و ريفها و دمشق و ريفها و مناطق أخرى في الداخل السوري و خارجها".
يعتمد أعضاء الفريق على تمويل مجلتهم من جيوبهم الشخصية ودعم من "الحراك السلمي السوري" لطباعة الأعداد في دمشق وريفها.
تتلخص رسالة المجلة بـ"دعم الطفل السوري ليكون أقوى في مواجهة ظروف العنف التي يعيش في ظلها منذ أكثر من سنتين ونصف، فنعلمه كيف يفرغ انفعالاته وكيف يستفيد من اللعب في دعم ذاته، ونحاول أن نوصل رسالة المحبة و السلام والتعاون والتضامن من خلال القصص والأغاني والتسالي".
المجلة شهرية مخصصة للأطفال بين سن السابعة والرابعة عشر، و تهدف الى غرس قيم السلم , الأخوة , وتربية روح التفهم والتسامح في نفوس الاطفال وتنمية المهارات الاجتماعية واكتساب المعارف التي يحتاجونها لاطلاق كامل طاقاتهم وقدراتهم وتشكيل تنمية مجتمعاتهم.
تسعى المجلة للمساهمة في التخفيف من أثر النزاع الحاصل في سوريا وخلق مساحة للطفل يعوض جزئيا عن غياب المدرسة وتأثر الدائرة الاجتماعية المحيطة به. كما تعمل على توعية وتثقيف الطفل بحقوقه وحرياته وواجباته في المجتمع.
يعمل فريق طيارة ورق بشكل طوعي كامل دون أية تكاليف تقدم للمحررين.
يصر الفريق على إصدار المجلة رغم كل الظروف الصعبة، متسلحين بالأمل و "بنشر رسالتنا للأطفال وأهالي الأطفال السوريين، و نحلم أن نساهم في تربية جيل المحبة والسلام والإبداع".
طيارة من ورق: مجلة سورية، بسواعد سورية، تعمل على عدم ترك الأطفال لزمن الحرب، ساعية لبناء جيل جديد بعيدا عن زمن الحروب والاستبداد، عله يكون قادرا على بناء المستقبل، فدفن الاستبداد يكون بنقش الحرية من الصغر في أذهان الأطفال لتغدو سلوكا يوميا بديلا عن طاعة الاستبداد التي يقدمها النظام، فالمعركة بنظرهم هي معركة علم وقيم و معرفة قبل أن تكون معركة سياسية.