في أيار 2013 انشقت تنسيقية حمص المكوّنة من من تنسيقيات عدة أحياء ومدن في محافطة حمص عن لجان التنسيق المحلية، لتشكل تجمع "أنصار الثورة" مع عدد كبير من الناشطين والتنسيقيات في مختلف أنحاء سوريا، ليولد بذلك "تجمع ثوري مدني، يتصدى لمسؤولية العمل الثوري الميداني والأنشطة ذات الطابع المدني".
يمتاز هذا التجمع بأن أغلب ناشطيه كانوا ممن شاركوا في بدايات الثورة السورية في آذار 2011 في قيادة وتنظيم المظاهرات والحراك الثوري وتوثيق انتهاكات النظام بحق الشعب السوري، ليقرروا إكمال الدرب نحو "تحقيق أهداف الثورة السورية بكل أشكال المقاومة المدنية المشروعة لإسقاط النظام الديكتاتوري بكافة رموزه وأركانه، وتفكيك الدولة الأمنية واجتثاث الاستبداد من بنية المجتمع" كما يقول "مالك الخولي" لـ حكاية ما انحكت.
حدد التجمع أهدافه بالالتزام بثوابت الثورة وعدم التنازل "عن حق السوريين في إنهاء نظام الاستبداد والفساد وإقامة دولة الحرية والقانون: دولة الكل الاجتماعي, وصيانة وحدة سوريا أرضاً وشعباً"، والدفاع عن قيم "الحرية والعدالة والمساواة"، ناهيك عن إيمان التجمع بأن "الديمقراطية هي الأداة التي تستطيع إيصال الشعب السوري إلى غاياته وطموحاته السياسية والاجتماعية".
أنجز التجمع خلال طريقه الطويل نحو الحرية العديد من المشاريع المدنية ذات الطابع الخدمي/ التعليمي، مثل وحدة الدفاع المدني في حي الوعر بحمص و معهد أجيال التعليمي في ريف حلب، و مخيم للنازحين بريف حمص، ومعهد إعداد المعلمين في ريف حلب الذي كان آخر عمل أنجزوه في هذه الفترة (30/1/2015) ليكون المشروع الأول من نوعه لأنه يهدف إلى "توفير الفرصة للطلاب الذين حرموا من إكمال دراستهم الجامعية وسد الفراغ في العملية التعليمية الناتج عن الظروف التي تمر بها البلاد".
في ظل الصراع العسكري الدائر اليوم يعمل ناشطو التجمع على التركيز على المشاريع التي من شأنها "تخفيف معاناة المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام"، دون أن يدعوا هذا الأمر يفقدهم بوصلتهم الأساس، أي العمل الدائم على نشر الثقافة المدنية ومبادئ حقوق الإنسان والمواطنة بين أفراده وسكان المناطق المتواجدين فيها, وهو الأمر الذي يجد صيغه العملية من خلال الأنشطة التي يقومون بها "لترفيه الأطفال ومحاولة زرع البسمات على وجوههم وإعادة القليل مما سلبته الحرب منهم"، وكذلك الفعاليات الميدانية على الأرض والتي كان آخرها "ثورتنا بالألوان" والتي كان لحكاية ما انحكت وقفة خاصة معها.
رغم أن التجمع يرى أن "مقاومة الثوار للنظام المجرم مشروعة بكافة الوسائل"، إلا أن لا علاقة تجمعهم بأي فصيل مسلح, مخصصين عملهم هنا بتقديم الدعم لعائلاتهم كما لعائلات المدنيين.
يعاني التجمع من قلة الموارد المالية المخصصة لدعم النشاط المدني السلمي، حيث أن أغلب تمويله يأتي من "تبرعات مغتربين من أبناء سوريا"، الأمر الذي يجعله يعمل في ظل ظروف صعبة جدا في ظل التضييق الذي يمارسه النظام وقوى أخرى على عملهم، ففي "أكتوبر 2014 تعرض ناشطو التجمع في مكتب حي سيف الدولة في حلب لعملية سلب تحت التهديد بالقتل، من قبل ملثمين قاموا بسرقة كافة معدات المكتب وتكسير أثاثه، كما استهدفت قوات النظام في يوليو 2014 مكتب التجمع في ريف اللاذقية ببرميل متفجر ما أدى إلى دماره بالكامل, إضافة إلى استهداف مكاتب أخرى للتجمع من قبل قوات النظام في مناطق عدة".
يدرك ناشطو التجمع اليوم أن دربهم طويل، لهذا هم يعملون إلى جانب كل ما سبق على وضع اليد "على الأخطاء ومعالجتها, لتعود ثورتنا كما كانت, ولتكون سوريا لكل السوريين"، مصممين على إكمال الدرب حتى الوصول إلى الحرية التي يشتهون.