سيريا أنتولد – حكاية ما انحكت، هي منصة مستقلة غير ربحيّة تهدف بشكل رئيسي إلى روايّة حكايات سوريّة لم يُسلّط الضوء عليها أو لم تجد حقها من الحضور والتواجد على وسائل الإعلام الأخرى، وذلك عبر تقديم أصوات غير مسموعة وأفعال ونشاطات محجوبة ومهمّشة، يقوم بها السوريون والسوريات من حراك ثقافيّ ومدنيّ وبيئيّ وإبداعيّ، مع محاولة إنتاج صحافة عالية الجودة.
حكاية ما انحكت ذات توجه مدني علماني نقدي، تؤمن بالنضال اللاعنفي وضرورة أن تجد كلّ الأصوات، مهما اختلفت وتعدّدت، مساحة لها في الفضاء المتعدد الأصوات، مع ضرورة الحفاظ على نقد جميع الأصوات والتيارات والسلطات السائدة في سوريا، وهي تحقق ذلك من خلال احتضان منصتها لجميع الأصوات النقديّة والمعارضة لهذا النقد، دون فرض خط سياسي محدّد، وعبر تقديم أفكار غير سائدة ورؤى جديدة ووجهات نظر من زوايا غير مطروقة بما يوسّع ويبحث في الهوامش ويسعى ويساهم في توسيع وبناء المجال الديمقراطيّ السوريّ والعالميّ.
انطلق موقع حكاية ما انحكت في الذكرى الثانية للثورة السوريّة (آذار 2013)، بجهود مجموعة من النشطاء والصحافيين والباحثين والأكاديميين الذين بدؤوا العمل على الفكرة منذ نهايات العام 2011، ليرى النور بعد اجتماعات ونقاشات أفضت إلى وجوب وجود منصة تعبّر عن الحراك السلميّ السوريّ من جهة، وتوثّقه من جهة أخرى، وتقدّم ما لا تقدّمه وسائل الإعلام الكبرى من جهة ثالثة.
تختار حكاية ما انحكت الموضوعات التي تعمل عليها بدقّة وتقيّم عملها بشكل دوري، كما أنّها تقوم بنقد النظام الشمولي (وكافة الأنظمة) والثورة والمعارضة والسلطة الأبويّة والدينيّة وجميع السلطات الأخرى، فكريّة كانت أو إيديولوجيّة أو عقيديّة، وتقوم بطرح وتقديم هذه الموضوعات بطريقة نقديّة دون تجميل أو تزييف. كما أنّها منفتحة على موضوعات يقدمها القرّاء والخبراء، ولهذا ولدت لدينا فكرة “المحرر الضيف“، وهو محرّر من خارج أسرة الموقع، يختار موضوعه ويحرّره بما يكسر حتى دكتاتوريّة التحرير التي قد نمثلها في عملنا دون انتباه.
تحاول حكاية ما انحكت أن تحكي الحكايات المتعلقة بسوريا، لكنّها لا تحصر نفسها في حيّز جغرافيّ ضيّق، كما أنّها لا تنطق باسم جهة معينة أو جغرافيّة محددة، بدءًا من الداخل السوري وصولًا إلى أماكن تواجد السوريين في كلّ أنحاء العالم.
أيضا، تهتم حكاية ما انحكت بقضايا النسويّة والمجتمع الكويري وقضايا النوع الاجتماعي والبيئة، وتفرد مساحة واسعة من عملها لدعم المهمَشين في المجتمع السوريّ، وتقدم منصتها لفاعلين في مواضيع متعددة ومتنوعة، مثل صنّاع السينما والمصورين الفوتوغرافيين والروائيين وغير ذلك، وبطريقة تسمح بإفساح المجال لأصوات متنوعة بهدف تطوير الحوار وتوجيهه نحو المجال العام السوري الأوسع.