"نعم للجوع التطوعي من أجل إيقاف الجوع القسري".
هذا هو شعار الحملة التي أطلقها ناشطون سوريون تحت عنوان "إضراب عن الطعام لأجل سورية" التي ولدت من "الإحساس بالجوع عند أهالينا المحاصرين" كما يقول أحد ناشطي الحملة لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".
الحملة التي بدأت طرح فكرتها "عبر وسائل التواصل الاجتماعي والدعوة للمشاركة بالإضراب و توزيع المهام لمن أراد أن يوكل إليه مهمة" أرادت أن تتضامن مع المحاصرين في المناطق المحاصرة عبر إضراب عن الطعام، أرادوه أن يكون تعبيرا رمزيا ولو بحد أدنى عن التضامن مع أهلهم الذين يقفون على حافة الموت جوعا.
أراد المسؤولون عن الحملة إيصال رسالة للعالم تقول " لا للجوع القسري"، وهم يعتبرون أنفسهم نجحوا في مهمتهم، لأنهم وصلوا إلى "نقاط متقدمة نتيجة الوعي الذي لمسناه خلال التحضير للإضراب" الذي شاركهم فيه مجموعة من الناشطين بدون صفات اعتبارية، إلا "صفة مضرب عن الطعام".
وعما إذا كان الإضراب عن الطعام يمكن أن يؤدي خدمة لأولئك المحاصرين في الداخل بعد فشل الكثير من حملات الإضراب عن الطعام أو الإضرابات الكبرى التي حاولت الانتفاضة تجذيرها ضد النظام مثل إضرابي الكرامة والعزة، يقول الناشطون "داوها بالتي هي الداء"، معتبرين أن "الإضراب عن الطعام هو وسيلة من وسائل الاحتجاج السلمي، والفائدة تكمن بإيصال جوع الداخل الى العالم"، خاصة أن الحملة تتضمن " وقفات تضامنية ستكون معنا لتعزيز موقفنا".
الإضراب الطوعي عن الطعام الذي يبدأ من 4/11/ 2013 يهدف لفك الحصار عن المناطق المحاصرة في ريف دمشق الجنوبي وفي حمص، وقد أطلقوا لهذا الغرض العديد من البروشورات واللوحات والشعارات التي تهدف إلى تحقيق أكبر تغطية إعلامية ممكنة، وتسعى لحشد التأييد اللازم لها، مثل " أعلن دخولي في الإضراب حتى فك الحصار"، إضافة لتركيز البروشورات على صور الأطفال الذين يقتلهم الجوع، مرفقة مع إرشادات طبية تساعد المضرب عن الطعام طوعيا، لمنع تأثير الأمر على صحته.
"إضراب عن الطعام لأجل سوريا": حملة أراد منها القائمون عليها، إطلاق صرخة ضد بربرية النظام بتجويع معارضيه، صرخة تبدأ من تجويع أنفسهم "تطوعيا" للتضامن الرمزي مع الجائعين قسريا وفعليا، خاصة حين يغدو أي تضامن آخر قادر على فك الحصار أمرا صعبا في ظل عالم فقد ضميره، فاختاروا عبر حملتهم هذه هز ضمير العالم عله يستفيق.