عدسة شاب دمشقي


24 شباط 2014

 "توثيق وإيصال صورة واضحة عن ما يحدث في مناطق مغيّبة إعلاميا" هما الهدفان الذين تأسست لأجلها "عدسة شاب دمشقي" في منتصف شهر حزيران 2012، رغم أن المصورين المؤسسين لها بدأ أغلبهم التصوير منذ بداية الانتفاضة، إنما كلّ على حدة ليجتمعوا فيما بعد في هذا العمل.

الفريق المتواجد اليوم في دمشق وريفها، يعمل في ظروف بالغة السرية لأن عمله في أماكن تابعة لسيطرة المعارضة والنظام معا. إلا أن هذه السرية المحفوفة بمخاطر جمّة، لم تمنعهم من القيام بجولات يومية لرصد ما يمكن أن يثير انتباههم الذي لم يتوقف عند رصد الدمار وانتهاكات النظام، بل تعداه إلى الشأن الإنساني كما تعكس تلك الصورة التي التقطها أحد المصوّرين في سوق البحصة الشهير وسط دمشق لطفلة تنام على رصيف، في حين تقابلها صورة أخرى تم التقاطها لأطفال بعد مجزرة الكمياوي وهي الصورة التي أثرت كثيرا وأخذت صدى واسعا، لتعكس لنا الصور ومكان التقاطها مدى الخطورة التي يعمل بها هؤلاء، حيث نرى صورهم مذيلّة بتوقيع: برزة، جوبر، الزاهرة، ببيلا، البحصة..

المخاطر التي تهدد فريق العمل تتعلق بـ "الخطورات الأمنية المتمثلة بالقنص والقصف في المناطق المحررة والاعتقال في المناطق الغير محررة". وقد أدت هذه المخاطر لأن يعيش فريق العمل لحظات قاسية جدا مع " استشهاد أصدقائنا "عبد الله دوارة" و"ملهم بيرم" و"يوسف يونس" و"أحمد بحش" واعتقال أحد أفرادنا  وإصابة آخر"، لتبلغ الأمور ذروتها مع إصابة "أحد أفرادنا وهو يقوم بالتصوير في منطقة جوبر بسقوط قذيقة بالقرب منه، وبقي لمدة شهرين حتى أتم علاجه" ومع استشهاد زميلهم "محمد الأشمر الذي التقط هذه الصورة.

الجولات اليومية التي يقوم بها فريق العمل، أنتجت آلاف الصور التي تركز على الأطفال الذين اضطروا للعمل أو وجدوا أنفسهم فجأة بعيدا عن طفولتهم وسط التشرد والجوع، حيث نلمس بوضوح انعكاس ما يحصل على جوههم، وعلى مقاومة الناس للدمار حيث قيامة الناس رغم أن الغبار لم يزل عالقا على أجسادهم، متماهيا مع آثار الدمار والقصف والدم.ولعل أكثر ما يثبت ذلك صورة ذلك المقعد الذي يقاوم على طريقته وسط شارع يملأه الدمار: إنها إرادة الحياة وقوتها لدى هؤلاء. هي ما ترصده الكاميرا.

يتعاون فريق العمل مع "الجيش الحر" في المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام، وهو تعاون لا يتعدى حدود "تأمين الحماية للمصورين في بعض الأحيان"، مؤكدين تمسكهم بالتصوير اليوم وغدا "بعد سقوط النظام"، متمنين أن يكون المستقبل خاليا من الظلم والقتل.

يمكن متابعة صور العدسة على الموقع الالكتروني للعدسة أو الفيسبوك.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد