التعبير عن قصص الحرية ليس مقتصراً على الكلمات، فرسوم الغرافيتي على جدران وشوراع سوريا كانت جزءاً هاماً من النضال السلمي ومن العلامات الفنية التي ميزت الثورة السورية. يُقال "الجدران دفاتر الشعوب" أو "الحيطان دفاتر المجانين"، أما شباب حملة أسبوع غرافيتي الحريـّة فيقولون أن الحيطان في سوريا أصبحت دفاتراً للفنانين والأحرار. تأتي فكرة الحملة كما عبر عنها المنظمون على صفحتهم على الفيس بوك من أن:
"الثورة السورية ثورةٌ مدنية ذات قيمٍ إنسانية جوهرية، وجوانبٍ فنية. والرسم واحدٌ من أهم الاساليب التي يستخدمها الإنسان ليعبر عن أفكاره، وهو أسرعها لشرح الفكرة وجعل الناس تتفاعل معها. والغرافيتي فنٌ يمكن تصنيفه ضمن العصيان المدني والتعبير السلمي".
نظمت مجموعة من النشطاء الشباب حملة أسبوع غرافيتي الحريـّة في سوريا ما بين الرابع عشر والواحد والعشرين من نيسان/أبريل 2012، ضمن فعاليات الحملة العالمية لأسبوع الغرافيتي العنيف. تأتي فكرة أسبوع الغرافيتي العنيف من الحركات الثورية في مصر وإيران. ففي مصر انطلقت حملة الغرافيتي العنيف يوم ١٣ كانون الثاني\ يناير ۲۰۱۲ ضد الحكم وضد المجلس العسكري كجزء من الثورة المصرية في سياق الربيع العربي. ثم تبع ذلك حملة مشابهة في إيران في مارس/آذار من السنة نفسها، حملة إيران سعت للتذكير بشهداء "الثورة الخضراء" التي اندلعت احتجاجاً على الانتخابات الرئاسية سنة ٢٠٠٩ التي أدت إلى بقاء أحمدي نجاد في الحكم فيما اتهم بأنه تزوير للانتخابات الرئاسية.
زود نشطاء أسبوع غرافيتي الحريـّة في سوريا عبر صفحتهم على الفيس بوك الأفراد الذي يرغبون بالمشاركة في نشاطات الاسبوع بمجموعة تعليمات لانجاز عملية بخ الغرافيتي بشكل بسيط وجميل. الخطوة الأولى هي الحصول على كرتونة أو ورقة تصوير شعاعي وورق ستنتيسل للقيام بطباعة القول أو الشكل المرغوب بخه. الخطوة الثانية هي القيام بمطابقة الكرتونة على الورقة والبدء بعملية تفريغ الكارتونة للحصول على قالب مفرغ يقوم الشخص ببخه لينتج شكل أو قول جميل وذو هيئة هندسية. يلخص بعض النشطاء هذه العملية بـ" انشر.. اطبع.. فرّغ.. بخ.. تحيا الثورة".
يؤكد نشطاء اسبوع غرافيتي الحريـّة في سوريا، ان نشاطهم ليس مقتصراً على أسبوع واحد وأنهم مستمرون في عملهم وفي بخ القصص غير المروية عن الناس الذين يناضلون في وجه الاستبداد.