إضراب العزة


05 نيسان 2013

تحت شعار" يد واحدة لا تنجز الكثير .. و فكرة واحدة لن تسقط الطغيان" وبعد مرور عشرين شهر على اندلاع الانتفاضة السورية دعت مجموعات العمل الثوري والتجمعات السياسية والتنسيقيات في الداخل والخارج إلى "إضراب العزة" في "يومي السبت والأحد 1و2 /12 /2012، تأكيداً على أن الشعب الحر هو صاحب القرار فيما يتعلق بمصيره وأهداف ثورته، وإعلاناً لموقفه الرافض للعيش في الظروف المهينة التي يصطنعها النظام، وتوحيداً للجهود الساعية لإيقاف القتل والتدمير"، كما جاء في بيان الإضراب الذي نشرته صفحتهم على الفيسبوك.

ودعا النشطاء المواطنين السوريين والتجار والسائقين وأصحاب المحلات التجارية والتجار الكبار وطلاب الجامعات والمدارس والمزارعين والصناعيين والمهندسين والأطباء لشل الحياة الاقتصادية والتعليمية في البلد لمدة يومين، تضامنا مع المناطق التي تتعرض لعنف النظام من جهة، وضغطا على النظام من جهة ثانية، وسعيا لاستعادة قرار ثورتهم من جهة ثالثة، وذلك عبر التأكيد على أن الداخل هو الأساس بعد أن تدولت الانتفاضة السورية وكثرت الأيادي الخارجية فيها.

وزع النشطاء في الداخل بروشورات وقصاصات ورقية تتضمن الدعوة للإضراب وتحض على الالتزام به، إضافة إلى نشرها أهداف الإضراب التي يمكن تلخيصها بمايلي:

- إحياء روح المقاومة المدنية التي تميّز الثورة السورية، وإعطاء دفع كبير لها لتعود عنصراً فاعلاً في الساحة وتتضافر مع بقية الجهود المبذولة.

- الإضراب رسالة جامعة موحّدة، خصوصا في دمشق وهي هدف الإضراب، يجب أن توجّه دمشق رسالة لكل المحافظات وللمناطق المضربة قسراً أنّها معهم قلباً وقالباً وأنّها ستلفظ الأسد عاجلاً أم آجلاً.

- هي رسالة وطنيّة للإئتلاف الوطني، وأنّ توحّد السياسيين سيكون مدعوماً بتوحد المجتمع الثائر على الأرض وعليهم أن يقوموا بدورهم على أكمل وجه لإنجاح ثورة الشعب، وسنكون جميعاً يداً واحدة، وبغير نشاطات كالإضراب من الصعب أن يستطيع الجميع المشاركة فيها.

- ورسالة للعالم أجمع بأنها ليست حرب أهلية كما يصوّرها النظام وبعض الجهات الإعلامية، هي ثورة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. وستنتصر بهمّتنا.

- رفع معنويات الحراك الثوري بكافة أشكاله.

- النظام ساقط لا محالة والإضراب تمهيد لتطور حكومة بديلة ودعم حقيقي لها.

- وسيلة احتجاج بديلة لكل من لا يستطيع حمل السلاح أو لا يريد.

وقام الناشطون أيضا بتصوير بروموات قصيرة وأغاني تحض على الإضراب وتوضح الهدف منه، حيث تم نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بهدف إيصالها إلى أكبر عدد ممكن من السوريين.

وفعلا استجاب عدد من المدن والأحياء والمواطنين لدعوات الإضراب كمدينة حماة وبعض أحياء وقرى درعا و إدلب و حلب، مع مشاركة جزئية في دمشق وريفها، حيث أغلقت المحلات التجارية وبدت الأسواق خالية، وهو ما دفع قوات الأمن لفتح المحلات التجارية بالقوة بهدف إفشال الإضراب، ليحقق بذلك الإضراب أحد أهدافه الجزئية المتمثلة بإشغال قوى الأمن.

أهمية هذا الإضراب أنه جاء بعد عام كامل تقريبا من إضراب الكرامة الذي دعت له نفس مجموعات العمل تقريبا قبل عام من تاريخ هذا الإضراب، مما يؤكد أن السوريين  مصممون على الاستفادة من الأخطاء التي حصلت في إضرابهم السابق الذي لم يصل لهدفه بالعصيان المدني الذي كانوا يبتغون، وعلى بلوغ هدفهم مهما طال الزمن، مؤكدين أن ذهاب الأمور نحو العسكرة لا يعني أبدا توقف النضال السلمي المدني الديمقراطية، الذي يراكم جهوده يوما بيوم، وإضراب العزة أحد تلك الفعاليات التي تثبت ذلك.

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد