ثورة إنسان من أجل الحياة


13 آذار 2013

على مدى أربعة أيام متتالية، كل يوم بلون مختلف، أحيت احتفالية" ثورة إنسان من أجل الحياة" الذكرى الثانية للانتفاضة السورية، بمشاركة حوالي 73 تجمعاً سورياً بالإضافة إلى 26 طرفاً إعلامياً في أكبر تجمع للتكتلات الثورية من تنسيقياتٍ أو تيارات أو مجموعاتٍ لا عنفية ومدنية وحتى المؤمنة بالسلاح، بغية إيصال رسالة واضحة للسوريين في الداخل والخارج وللعالم أجمع بأن السوريين مصممين على بلوغ أهدافهم مهما طال الزمن.

اختار القائمون على الاحتفالية التي امتدت من يوم الخامس عشر من آذار (2013) وحتى يوم الثامن عشر منه، أربعة ألوان لتكون المعبر عن رسائلهم التي أردوا توجيهها حيث اختاروا لكل يوم لون يتناسب مع الرسالة والطرف الموجهة له، في محاولة لإحداث اختراق بصري وفني وإبداعي يقول بأن السوريين ليسوا أصحاب حرب رغم كل هذا الدمار، بل هم شعب يبدع ويرسم ويلون وينتج الموسيقا والجمال حتى في أسوأ الظروف التي يعيشونها.

اللون الأزرق تضافر مع شعار "صرخة بوجه الإنسانية .. لماذا؟!"، في اليوم الأول للاحتفالية ( 15/3/2013) ليقول: "لأن العالم كله صامت متفرج على تضحياتنا . .. تنديدات .. استنكارات.. وامتعاض! إن حقوق الإنسان التي تنادون بها ليست سوى شعارات .. رسالة ثورتنا هي لشعوب العالم .. للإنسان في يومنا الأزرق"، حيث قامت التنسيقيات وجماعات العمل على الأرض بتمثل هذا الشعار ولونه من خلال الغرافيتي والرسوم واللوحات التي رسمت في الداخل والخارج على جدران المدن، إضافة إلى زيارة الأطفال في المخيمات وتقديم حفلات لهم، عدا عن تصميم لوحات خاصة تحمل أسماء المعتقلين والضحايا واللاجئين والمختطفين والمفقودين، إضافة إلى لوحة موحدة تخرج من كفر نبل لتجوب العالم كله.

اللون الأحمر تضافر مع شعار "ألم تشبعوا من دمائنا بعد إلى أين!"، مرفقا برسالة تقول: "هل من حدود لإجرام العصابة التي استحلت سورية؟ ظلم اختفاء قسري، رشاوي، فساد، سرقة ممتلكات الدولة، إدعاء المقاومة !إلى متى ستبقى شقائق النعمان تُروى بدمائنا الطاهرة؟!"، لتكون مناسبة لتذكر الضحايا الذين سقطوا، ودعوة لإيقاف القتل. وعمل النشطاء على تمثل ذلك من خلال غرافيتي حملت وجوه الضحايا، إضافة إلى لوحات وأفلام سينمائية عرضت في العديد من المناطق المحررة لتتكامل مع التظاهرات واللافتات التي لونت بهذا اللون.

الأصفر متضافرا مع شعار"أوطاننا لا تبنى بالنكايا!!" هو لون اليوم الثالث من الاحتفالية ( 17/3/2013) حاملا رسالة للقوى السورية المعارضة تقول: "خلافات، تخوين، مصالح، معارضة تعارض بعضها البعض! وطننا يحتاج وحدتنا وإخلاصنا، ويحتاج عملنا معاً لتحقيق هدف واحد يجمعنا الآن ..رسالتنا لكل من يعمل للثورة ولسوريا كونوا عوناً لبعض"، بغية دفع المعارضة لرص الصفوف، وقد تجلى هذا في العديد من الشعارات والاحتفاليات والمعارض والغرافيتي والرسوم التي قامت بها النشطاء على الأرض.

الأخضر متضافرا مع شعار " ثورة الربيع.. ثورة الكرامة" ليوجه رسالة للسوريين والعالم مفادها: "لأننا نحب الحياة ولأن سوريا تستحق منا الكثير سنكمل الطريق لنهايته التي أردناها من أول صرخة "حرية ".. من أجل دمعة أم وغص صديق وألم زوج .. بإيدينا سنبني سوريا الجديدة وتكون جنة يا وطنّا"، كتأكيد على التفاؤل والأمل، وهو ما أكدته " حيطان سراقب أيقونة الحياة" التي كانت أحد نتائج هذه الانتفاضة.

كل لون/ يوم من أيام الاحتفالية ترافق مع نشاطات كثيرة يمكن متابعتها في الداتا المرفقة بهذا النص، من التظاهر إلى الغرافيتي إلى تنظيم معارض فنية كما حدث في تلبيسة إلى عرض أفلام سينمائية وغيرها، إضافة إلى برومو خاص بكل يوم من أيام الاحتفالية، وأحيانا أكثر.

"ثورة إنسان من أجل الحياة" الموجهة من "إنسان إلى إنسان" هي احتفاء بالإنسان السوري وإبداعه وجماله رغم كل الدمار الحاصل، وتأكيد بنفس الوقت على أن السوريين يختزنون من الجمال والفن ما يفيض على العالم أجمع.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد