أطلق ناشطو مؤسسة "اليوم التالي" في مدينة الحسكة السورية، حملة "الحق والواجب" في أواخر كانون الأول 2014، بهدف حثّ السلطات القائمة على الفصل بين الحقوق و الواجبات المترتبة على كلّ من الأفراد في المجتمع من ناحية، والسلطة القائمة على القيام بواجباتها من ناحية أخرى.
برزت الحاجة للحملة حين لاحظ النشطاء أن ثمة خلطا بين مفهومي الحق والواجب لدى السلطات ( التشريعية والتنفيذية والقضائية) عند سنها القوانين من جهة، ولدى الأشخاص الذين يكونون عرضة لتطبيق القانون من جهة أخرى، الأمر الذي دفعهم للبحث عن الحل الذي تمثل من وجهة نظرهم بتطبيق مبدأ الفصل بين السلطات، و توعية الناس لمعرفة الاختلاف بين مفهومي الحق و والواجب.
ولتحقيق ذلك عمد الناشطون إلى القيام بتوزيع كتيب عن الحق والواجب، متبعا بورشات وحلقات نقاش عن المفهومين، إضافة إلى غرافيتي يشرح بشكل مبسط الفرق بينهما، من خلال الكتابة على الجدران عبارات مثل "الحق واجب والواجب حق" و " ما يحق لك يتوجب عليك".
كما قام الناشطون بإجراء استبيان يستهدف عدد المؤسسات المعنية بالأمر في المدينة.
ودعا النشطاء من خلال الحملة إجمالا، إلى:
- تطبيق مبدأ سيادة القانون و معرفة مدى تطبيق السلطات القائمة بالعمل له.
- استيعاب الأفراد لفكرة الحق والواجب, و مدى قدرتهم التمييز بين المفهومين.
- توجيه السلطات و الأفراد لاستيعاب المفهوم بشكل أوضح .
- معرفة أهلية الكادر القائم بالعمل, و مدى حاجتهم لتدريب يرفع من أهليتهم لممارسة عملهم بالشكل المطلوب.
حملة "الحق والواجب" تؤكد أن السوريين لم يعودوا يحصرون تفكيرهم بعملية إسقاط النظام فقط، بل إلى جانب ذلك باتوا يفكرون بالمؤسسات وآلية عملها، مؤكدين أن هدم الاستبداد لا يكتمل إلا بهدم مؤسساته وبناء مؤسسات جديدة على أسس جديدة تقطع مع ثقافة الاستبداد ومؤسساته.