في شباط/ فبراير 2013 انطلقت حملة "بصمة مناضل" في عدد من المدن والقرى السورية، بدعوة من لجان التنسيق المحلية والتنسيقيات المنضوية في إطارها.
تهدف الحملة إلى تسليط الضوء على أن الحراك السلمي هو جوهر الانتفاضة وميدانها الأساس، مؤكدة على "استمرار و ضروره الحراك المدني السلمي في ثورتنا".
ولتحقيق ذلك، ضمّت الحملة نشاطين، الأول: هو "بخ الشعارات الثورية التي ترسخ مبادئ الثورة لبناء مجتمع سوري حر". والثاني هو التذكير "بجهود الناشطين الذين قدّموا تضحيات كبيرة في سبيل الثورة"، عرفانا ووفاء لهم ولجهودهم وتضحياتهم من جهة، وسعيا للمطالبة بهم وإطلاق من تبّقى منهم في سجون النظام.
ولأنّ التضحيات السلمية قُدِمتْ في بواكير الانتفاضة، وفي المدن التي انتفضت باكرا، كان لهذه المدن وقفة مع هذه الحملة، فشاركت مدينة بانياس التي كانت من أوائل المدن المنخرطة في الانتفاضة، حيث تم نشر ملصقات ورقية على جدران المدينة حملت عنوان " مناضل في سطور"، ذكرت بجهود ونضال كل من المناضلين: "عبد الرحيم خالد" و "أنس الشغري" و "حامد عرابي" و "أحمد محمود الزير" و" الدكتور بسام صهيوني"، وغيرهم ممن كان لهم دور كبير في إطلاق الحراك السلمي في المدينة، إضافة إلى بخ شعارات على الجدران، منها: "الثورة هي مبدأ والمبادئ لا سياسة عليها"، و "رأيي مهما كان كاملا يبقى ناقصا دون رأيك"، و "حب الشهرة يتسلل إلى إخلاصك في العمل فيحبطه".
وكذلك كان لمدينة درعا (مهد الانتفاضة) مشاركة فعالة في الانتفاضة، في عدة قرى مثل "المزيرب" و"اليادودة" و"تسيل" التي كان لها دور بارز في إطلاق هذه الحملة والمشاركة فيها، حيث نشر على الجدران مقاطع عن سيرة مناضلي المدينة وقراها، إضافة إلى شعارات مثل: "لا لأنا نعم لنحن"، و "عليك أن تتغيّر قبل أن تغيّر"، و "نظام الأسد. أنا عاقل أنا ضده"، و "قبل أن تسألني متى ننتصر؟ أسالك ماذا قدمت؟".
كما شاركت كل من حورية و داريا التي كانت مهد الانتفاضة السلمية حيث عرفت بنشطائها الذين قدّموا الورد وقارورات المياه للجيش السوري: الشهيد غياث مطر والمعتقل يحيى الشربجي وغيرهم.
حملة "بصمة مناضل" تأتي بعد دخول الانتفاضة السورية سنتها الثالثة على التوالي، لتؤكد أن الحراك المدني السلمي في سوريا لم يخبو ولازال موجودا، وما إطلاق الحملة من قبل " لجان التنسيق المحلية" التي ينضوي في إطارها العديد من التنسيقيات الناشطة على الأرض السورية، إلا دليل على ذلك من جهة، ودليل على أنّ "السلمية" هي الجذر الأساس للانتفاضة السورية، وأن العسكرة ستذهب ذات يوم في حين أن النضال السلمي سيبقى مستمرا ولا يمكن لأحد أن يقضي عليه.