تزامنا مع بدء شهر رمضان/ تموز 2013 الكريم لدى المسلمين أُطلقت في مدينة السويداء حملة خيرية لمساعدة كل من هو بحاجة للمساعدة من الذين هُجّروا من بيوتهم وبدون تمييز بينهم، لأن السويداء احتضنت مهجّرين من كل المحافظات"، كما يقول أحد نشطاء الحملة لموقعنا سيريا أنتولد syriauntold.

الحملة من تنظيم وعمل مجموعة من شباب وناشطي مدينة السويداء وقراها الذين "يتحسسون آلام هذا الوطن وآلام شعبه"، بهدف توثيق "الألفة والمحبة بين أبناء الشعب الواحد ولنبذ جميع الفتن الطائفية".

سعى الناشطون لأن تشمل الحملة كل من "فقد بيته و أهله واضطر إلى اللجوء إلى المكان الآمن لدينا، ومن كافة المحافظات المنكوبة"، حيث تفاعل الناس والأهالي مع الحملة " تفاعلا عظيما ومتبادلا بين الجميع. فبقدر ما استطعنا العمل كان التقدير من قبل الجميع كبيرا، وأهلنا الضيوف يستحقون التكريم وهم يقدرون عملنا في ظل الظروف الصعبة"، ففي 5/8/2013 بادر مــجــمــوعــة مــن أهــلــنــا فـي مــديــنــة الـســويــداء وشهبا بــدعــوة ضــيــوف الـمــحــافــظــة  إلـى حــفــل إفــطــار مــشــتــرك لـ أكثر من 2000 شــخــص مــن إخــوتــنــا الـضــيــوف ( درعــا ـ حــمــص ـ حــلــب ... ) ضــمــن الإمــكــانــيــات الـمــتــاحــة ومــن بــاب الـتــرحــيــب بــهــم وإشــاعــة جــو الـمــحــبــة والـتــقــارب والـمــشــاركــة.

ورغم العوائق التي تمثلت بـ"عدم التحرّك بشكل حرّ، لوجود رقابة على عملنا من قبل الأجهزة المختصة والتي تعتبره نوع من الفوضى ضد النظام" فإن ناشطو الحملة يعتبرون أن هذا واجبهم تجاه أبناء بلدهم وهو نابع من "إحساسنا بالمسؤولية تجاه كل أبناء سورية، فالعمل الخيري لا يقتصر على بلد معين فالجميع يسعى لذلك".

أهم ما في هذه الحملات هو لحظة الفرح التي تولد من "اجتماع الغريب والقريب والأخ والأخت"، إضافة إلى فرحة الأطفال التي تعتبر هي الأجمل، دون نسيان اللحظة الحزينة المتمثلة بـ "كيف تذكّر الضيوف بيوتهم وشوارعهم وأصدقائهم الذين لا يعرفون عنهم شيئا".

حملة الإفطار الرمضاني هي حملة تتجاوز شهر رمضان الكريم كشهر فضيل للمسلمين إلى معاني وطنية أبعد تتمثل بتكاتف السوريين جميعا في وجه الاستبداد من جهة، وفي وجه الطائفية التي يسعى النظام وغيره من قوى لترويجها في المجتمع السوري، لتأتي هذه الحملة وغيرها وتشكل حائط صد أمامها، وخطوة باتجاه ولادة سوريا الحرّة كما يريدها السوريون.