حملة "من العتمة اطلعوا ولعنا ارجعوا"


11 تموز 2013

"من العتمة اطلعو ولعنا ارجعوا" هو عنوان الحملة التي أطلقتها لجان التنسيق المحلية، تزامنا مع بدء شهر رمضان الكريم لعام 2013، حيث أعلنت الحملة "أول أيام شهر رمضان المبارك يوم للتضامن مع المعتقلين في سجون الأسد، ويوم للمعتقل السوري سنعتمده كذكری للانتفاض علی حالة الاعتقال وهمجيتها في وجه النظام وكل من يفكر في اعتقال سوري دون وجه حق".

تستمر الحملة لمدة أسبوع كامل من الأول من رمضان وحتى السابع منه، للتذكير بـ مئات ألاف الأسری الذين يجرعون أقسی أنواع العذاب الجسدي والنفسي والمجردين من أي حقوق، منسيين ولا أحد يذكرهم جيدا،هذا ولم تستطع المعارضة فعل الكثير لأجلهم".

وعن سبب إطلاق الحملة بشهر رمضان يقول أحد ناشطي الحملة:"ربط الحملة بشهر رمضان هو لشعورنا بالأسى علی المعتقلين بكل لحظة، لكن زاد هذا الشعور بسبب حالة شهر رمضان، وارتباطه بالحالة العائلية واجتماع الأهالي، ويمكن لأنه اعتقلت مره بشهر رمضان/ آب ٢٠١١".

ودعت الحملة جميع التنسيقات والنشطاء والتجمعات لـ "توحيد صور البروفايل والكفر علی الأقل"، لأن  المعتقلين "وقود ثورتنا وهم من أشعلت من أجلهم ثورة الحرية والكرامة، أطفال كتبوا علی جدران مدرستهم شعارات مناهضة للنظام فاعتقلتهم قوات الأمن وعذبتهم".

وقام النشطاء المشاركون في الحملة بتنزيل صور المعتقلين مع معلومات عنهم وشرح ظروف اعتقالهم والعمل على تصعيد الحملة للمطالبة بحقهم في الحرية، مع سعي خاص للتركيز على المعتقلين الذين بقوا زمنا طويلا في المعتقل، مثل عميد المعتقلين " نمر يوسف" المعتقل منذ بداية الثورة، والذي "أجبر على الظهور على قنوات الإعلام السوري، و الاعتراف بأنه عضو خلية إرهابية هاجمت مفرزة الامن العسكري بمدينة نوى، وقتل وجرح أفرادها، و اعترف أيضا أنه تلقى مبلغ 25000 ألف ليرة سوري مقابل ذلك"!

والجميل في الحملة أنها لم تركز على المعتقلين لدى النظام فحسب بل أيضا على المعتقلين لدى الهيئات الشرعية وجبهة النصرة أو ما بات يعرف بدولة العراق والشام الإسلامية، حيث رفع في كفرنبل لافتة كتب عليها: " الحرية لأكثم أبو الحسن " سجين دولة الأسد. محمد نور مطر" سجين دولة العراق والشام"، مرفقة بعبارة "بدنا دولة بدون سجون، بدون معتقلين. بلد الأحرار".

وعن شمول الحملة للطرفين يقول الناشط: "الاعتقال حالة مشينة للإنسان بطبيعة الحال، وبغض النظر عن الجهة المعتقِلة، وخصوصا أننا نرى انتهاك كامل لحقوق المعتقل، سواء من جهة النظام أو من جهة دولة الشام والعراق، خاصة بحالة الفوضی التي نعيشها اليوم. وفي ظل غياب القوانين الناظمه والأمن لا نستطيع أن نقول أنّ هنالك جهة تستطيع تنظيم الأمن أو تستطيع أن تكون مسؤولة. وتظاهر الناس  بالرقة ضد ممارسة دولة العراق والشام دليل على ذلك، بل أكثر من ذلك إنّ تسمية بعض أفرع مخابرات الثورة باسم الجنائية، هو أكبر دليل علی أن العقليه لم تختلف كثيرا عن النظام، وهو ما نحاول الاضاءة عليه".

 

لافتة من كفر نبل. المصدر: الصفحة الرسمية لحملة " من العتمة اطلعوا ولعنا ارجعوا

وقسّم النشطاء القائمون على الحملة نشاطات الحملة إلى قسمين:

 الأول إعلامي وتوثيقي تضمن نشر بوسترات ستقوم إدارة الحملة بإعدادها لتعيينها كصور شخصية لبروفايلات الفيس بوك وصور كفر للصفحات، ونشر مقالات عن المعتقلين وظروف الاعتقال في صحف الثورة وفي جريدة "طلعنا علی الحرية" ونشر قصص عن المعتقلين، ونشر شهادات عن الوضع داخل سجون النظام حاليا، و إعداد تقارير عن المعتقلين ووضعهم داخل السجون، وكذلك كتابة أسماء المعتقلين علی جدران المدن وبخ غرافيتي علی الجدران داخل سورية وخارجها، والعمل على تقرير موثق جديد عن أسماء معتقلين وشهادات تعذيب وإرسالها لمكتب الامم المتحدة مطبوعة بصندوق بريدهم.

الثاني: عملي على الأرض، وتضمن مظاهرات صامتة تحمل فيها الشموع، وترفع اللافتات المتفق عليها باللغتين العربية والانكليزية في جميع أنحاء سوريا وفي خارج البلاد، وتوزيع مناشير تبيّن أعداد المعتقلين وحجم معاناتهم واستشهادهم تحت التعذيب، إضافة إلى كلمات وجمل تُبّخ على الحيطان تضامناً مع المعتقلين، والقيام بزيارة أهالي المعتقلين والشد من أزرهم وإهدائهم هدية تذكارية باسم ابنهم المعتقل، ورسم لوحات فنية تبين أساليب التعذيب في المعتقلات وحجم الزنزانات وفتح معارض لها

وقد شارك أهالي مدينة دوما المحاصرة منذ سنتين بالحملة حيث رسموا غرافيتي على الجدران يمثل قبضة يد تمسك زهرة مرفقة بعبارة " رمضان: يوم المعتقل السوري".

كما شاركت تنسيقة أحرار تادف بالحملة من خلال رسم غرافيتي على الجدران والقيام بتصوير الغرافيتي وإطلاقه عبر قنوات التواصل الاجتماعي ليصل الجمهور السوري ويحضه للتضامن مع المعتقلين، إضافة إلى مشاركة تنسيقية الأتارب وجامعة الثورة – كلية الهندسة الكهربائية، و مشاركة الناشطين والفنانين في لوحات في الحملة. كما قام المسؤولون عن الحملة بإعداد برومو خاص للمناسبة.

ثمة عوائق وقفت بوجه الناشطين خلال الحملة، أبرزها "عدم إيمان الناس بعد بأهمية توحيد الرأي عن طريق توحيد صورة البروفايل مثلا، وتنصّل مؤسسات إعلامية عن تغطية الحملة رغم اتفاقنا معهم مسبقا، وعدم مقدره التنسيقيات والناشطين في بعض المناطق تنفيذ كافة النشاطات بسبب القصف والخطورة" كما يقول الناشط.

ولكن هذه العوائق لم تنس الناشطين لحظات الفرح التي تتجلى لديهم بـ " لما نلاقي تجاوب واهتمام بموضوع المعتقلين"، في حين أن الحزن يأتي حين " أحد يتهمنا بكلمة موالين لأننا عم ننتقد الجهة المدعوة "دولة الشام والعراق الإسلامية، وانتهاكاتها ضد حقوق الانسان. ونسيان بعض الناس أهداف الثورة الأساسيه واللي هيي الحريه والكرامة والمواطنة".

ولعل أجمل ما نقلته الحملة هو ما كتبته نيفين دالاتي على لسان أم أحد المعتقلين الذي قضى تحت التعذيب، إذ تقول الأم: " بعد اعتقال ابنها عدّة مرات استشهد تحت التعذيب. ولما كان الكل يتوتر لما يسمع أنو في حملة مداهمة كانت هي تبتسم وبعيونها دمعة وتقول: "ابني أنا خبّيته بمكان ما بيقدرا حدا يوصله... ابني أنا بامان".

حملة "من العتمة اطلعوا ولعنا ارجعوا" تضاف إلى حملات كثيرة أطلقت للدفاع عن المعتقلين والمطالبة بهم، لتؤكد مرّة تلوّ المرّة أن النشطاء لم ينسوا أصدقاءهم الذين شاركوهم في درب الحرية، مصممين على قرع جدران السجون للمطالبة بهم علّهم يعودون إلى ساحات الحرية لمتابعة النضال ضد الدكتاتورية.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد