يتفق جميع المراقبون بأنَّ مجزرة الغوطة واستخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق، حدثٌ مفصلي في مسار الحدث السوري، وبأنَّ الأمور بعد مجزرة الغوطة لن تكون كما كانت قبلها، حيث مات المئات من المدنيين السوريين ضمن صمتٍ عالمي وتردد دولي مخجل، لذلك فقد خصصت لجان التنسيق المحليَّة رسائلها لهذا الإسبوع لموضوع الكيماوي، حيث وحدت اللجان والتنسيقيات العاملة في إطارها شعاراتها وتظاهراتها في هذا الإطار، حيث وجهت تنسيقيات اللجان في كل من دوما ومضايا والزبداني في ريف دمشق، وطفس وداعل في درعا، وجبلة في اللاذقية رسائل للعالم رفع اللافتات والشعارات التي حملوها..
تهدف هذه الحملة إلى إيصال رسائل للمجتمع الدولي، وحثه على التحرُّك من أجل التنديد بهذهِ المقتلة الكبيرة، وذلك برفع لافتاتٍ تحمل شعارات تسخر من تلطّي المجتمع الدولي خلف قيم الإنسانية وحقوق الإنسان، في حين في العمق تحركه المصالح السياسية فقط، ومن أهم الشعارات المرفوعة في الجمعة التي تلت المجزرة: "الإرهابي بشار يقتل المدنيين بالكيماوي والعالم يتفرَّج"، و لافتة مرفوعة في مدينة جبلة تقول "هولوكوست العصر، لن تثنينا مجازرك على متابعة ثورتنا"، أو اللافتة المرفوعة في مدينة داعل القائلة "الموت بالكيماوي أرحم من دعمكم"، أو العبارة المكتوبة على حائطٍ في مدينة مضايا والتي تختصر الوجع السوري كله "نموت قصفاً أو تعذيباً أو اختناقاً بالكيماوي، هذا لا يهم فنحن نموتُ يومياً آلاف المرات"، ولعلَّ أكثر اللافتات تأثيراً هي اللافتة التي تؤكد على اتفاق المصالح الدولية في تدمير سوريا والمكتوب فيها "مجزرة الكيماوي جرت بتوافق روسي أميركي".
أما الهدف الأهم للحملة فهو حث لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة في دمشق إلى التحرك من أجل التحقيق في ملابسات الجريمة والكشف فوراً وإدانة الفاعل.