بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها المناطق التي انتهت سيطرة النظام فيها على المستوى الأمني والعسكري والمعيشي والصحي، أطلق ناشطو مؤسسة "اليوم التالي" حملة "سلامتك بالدنيا" في الخامس من نيسان 2015، بهدف "إبعاد المواطن عن الخطر وبالتالي التقليل من ذوي الإعاقات في المجتمع ليصبح مجتمع منتج لا مستهلك، وأيضا بهدف تقرّب المواطن من فرق منظمات المجتمع المدني والتي بدورها لها برنامج لا يتوقف عند حملة وإنما مستمرة حتى بلوغ مجتمع مدني بشكل حضاري"، لتستهدف الحملة كافة شرائح المجتمع (الرجل والمرأة والطفل)، ليتم بعدها اجتماع نشطاء من المنظمة في مدينة إنطاكيا التركية، تم خلاله توزيع المهام على فريق "مكوّن من شخصين فقط (علاء وحكمت)".
الحملة جاءت بعد قيام الفريق بجمع نتائج استبيان بيّن أن الكبار والصغار بحاجة للتوعية الفورية، حيث نوقش الأمر مع
مع المختصين بهذا المجال للاطلاع على حقيقة الوضع ميدانيا، بعد القيام
بجمع إحصائيات المشافي عن الإصابات الناتجة عن مخلفات الحرب، ليتم استخدام المعلومات السابقة في البوستر والبروشور الخاص بالحملة، كما يقول أحد نشطاء الحملة لحكاية ما انحكت.
بهدف أن تصل الحملة لأكبر قدر ممكن من الناس، أقدم المنظمون على الاتفاق مع عدد من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة في المناطق التي ستتم بها الحملة (إدلب وريفها)، حيث تم الاتفاق مع مجلة "معا" لنشر تحقيق صحفي عن مخاطر مخلفات الحرب, ومع راديو فريش للتحذير والتذكير بالأراضي النظيفة والخطرة، وأيضا مع خطباء المساجد على المنابر كي يتكلّموا عن ضرورة الابتعاد عن المناطق الخطرة, بالإضافة إلى المرشد النفسي في المدارس، والجهات المختصة بنزع الألغام والاستفادة من تجربتها، لأخذ توجيهاتهم بحكم خبرتهم الطويلة.
تهدف "اليوم التالي" من حملتها هذه أن توصل رسالة " إلى عموم المواطنين أنهم أولى اهتماماتنا ومحور عملنا، وأننا نهدف إلى أمن المواطن وسلامته والتوجه نحو مجتمع مدني والابتعاد عن كل المظاهر".
العوائق التي صادفت الحملة تجلت أمنيا "بالقصف العشوائي وخطورة الأماكن التي تمت زيارتها كجولة ميدانية"، واجتماعيا بعدم تفاعل البعض مع الحملة لأنه "يبحث عن مردود جراء استخراج الألغام من أجل البيع. لكن عند قيامنا بذكر حالات عن إعاقات تمت نتيجة الألغام وتوثيقنا لبعض هذه الحالات, عندها أدرك العامة حجم الخطر نتيجة الألغام والذخيرة الغير منفجرة" في حين انعدمت العوائق الاقتصادية بسبب "تكفل مؤسسة اليوم التالي بكافة التكاليف والنفقات".
"سلامتك بالدنيا": حملة تؤكد أن المجتمع المدني السوري لم يعد معنيا بالحملات الثورية فحسب، بل وسع نشاطه نحو مجالات أخرى فرضتها تحولات الثورة السورية المعقدة، الأمر الذي يؤكد لنا مرونة مؤسساته وسعيها الدائم لإيجاد تفاعلها وتواشجها مع مجتمعها رغم كل المخاطر.