شوارعنا تتنفس حرية


01 حزيران 2013

بعد انسحاب قوات النظام من مدينة الرقة في بداية آذار 2013 توقفت مؤسسات الدولة الخدمية عن العمل من مدارس ومستوصفات وبلديات، الأمر الذي راكم أعباء كبيرة على الناشطين الذين رؤوا شوارع مدينتهم تتراكم فيها الأوساخ والحواجز التي خلفها النظام وبقايا الصواريخ والشظايا والقنابل، فبدؤوا حملة لتنظيف الشوارع وتزيينها أطلقوا عليها "شوراعنا تتنفس حرية" بتاريخ 18/3/2013.

الحملة التي لا تزال مستمرة حتى اللحظة تقسم لثلاثة أقسام: الأول: إزالة الحواجز التي تركها النظام في المدينة. والثاني: تنظيف المدينة و إزالة القمامة، بمعدل كل أسبوعين وأحيانا كل شهر حين يكون هناك ضغط على الناشطين. والثالث: تزيين شوارع المدينة عبر بخ غرافيتي الانتفاضة على الجدران ورفع علم الاستقلال وكتابة شعارات الانتفاضة التي رددها الناشطون خلال سنتي الانتفاضة مثل "ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة" و " هنا سوريا بألف ممدوة من الأزل وإلى الأبد"، و" ارفع راسك أنت سوري"، حيث بدأ النشطاء بشوارع المدينة شارعا شارعا، مصممين على صبغها كلها برائحة الحرية، رغم تحدي طائرات النظام التي تقصفهم كلما أرادت، ليزداد التحدي والتصميم على البناء وسط هذا الهدم.

وعن الحملة والهدف منها يقول الناشط أيمن الخلف من تجمع شباب الرقة الحر الذي قام بالحملة بمشاركة تجمعات أخرى، أنه "بعد تنظيف الشوارع رأينا أنه يجب أن نصبغ هذه الشوارع برائحة وروح الحرية، لكي يشعر الناس بأننا تحررنا فعلا".

وضمن الحملة قام النشطاء بتنظيف شارع الوادي في وسط مدينة الرقة  و دوار الدلة وغيرها من الشوارع والمناطق بانتظار تنظيف كل المدينة.

والجميل في الحملة مشاركة بعض من حمل السلاح في أعمال النظافة، حيث يقول أحدهم في أحد الفيديوهات " عملنا لا يتوقف في الحرب والسلم"، إضافة إلى تأمين الكتائب المسلحة المعارضة الأدوات اللازمة لهذا العمل المدني، مما يعطي مؤشر على ترابط العسكري والسلمي أحيانا في الانتفاضة، إضافة إلى أن في ذلك مؤشر واضح لتوق السوريين إلى ترك السلاح والعودة للحياة المدنية التي ثاروا لأجل عيشها بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية، ولهذا كانت ثورتهم ثورة الكرامة.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد