تزامنا مع اقتراب عيد الشهداء في السادس من أيار (2014) أطلق مسؤولو التواصل في مؤسسة "اليوم التالي" حملة تهدف لإحياء ذكرى شهداء الثورة السورية، عبر إعادة تأهيل ما كان يعرف سابقا بحديقة الباسل لتصبح "حديقة الشهداء"، وإطلاق أسماء الشهداء على عدد من شوارع المدينة، في خطوة تهدف إلى كنس كل رموز الاستبداد وإعطاء ضحاياه حقهم في الوجود والخلود، مستعيدة بذلك سلسلة خطوات ونشاطات كان فعلها الناشطون في العام الأول للثورة حين أقدموا على تغيير أسماء الشوارع والحدائق والمرافق العامة في سوريا، وهو ما كنّا سلطن الضوؤء عليه في سيريا أنتولد في حكاية خاصة.

بين عام 2011 وعام 2014 تغيرت الكثير من الظروف ودخلت الثورة أطوار متعددة، فما كان محرّما في الفترة السلمية أضحى اليوم واقعا لا يمكن الفكاك منه، وهو ما دفع مسؤولو التواصل للتنسيق مع "قائد الفرقة 13   المقدم أحمد السعود وذلك من أجل مشاركة عناصر الجيش الحر بعملية التأهيل والتشجير" كما يقول الناشط "مروان" وهو أحد  مسؤولي التواصل في مؤسسة "اليوم التالي" لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

بدأ العمل على الحملة عبر قيام فادي (أحد مسؤولي التواصل مع اليوم التالي) بمسح ميداني للحديقة، ليحضر بعدها الغراس المطلوبة من أحد المشاتل الموجودة في جبل الزاوية، وليتم بعدها العمل وتأهيل الحديقة بعد تغيير اسمها إلى حديقة "الشهداء" حيث تمت الاستعانة بأحد الخطاطين لكتابة الأسماء الجديدة، حيث تم تغيير عدد من أسماء الشوارع لتصبح بمسميات جديدة مثل "شارع الشهيد كامل خالد الشحود" و  "شارع الشهيد سامر أحمد الفرحات".

تعاوّن النشطاء لإنجاح هذه الحملة مع كتائب عسكرية تؤمن بأهمية العمل المدني، إذ "رحب الجميع بالفكرة وأراد أن يساهم بها ولو بشكل جزئي طبعا من خلال التواصل معهم بشكل مباشر أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي".

وعن كيفية التنسيق بين العسكريين والنشاط المدني يقول "مروان" أن "القيام بأي فعالية أو نشاط مدني يتطلب تفاعل من بعض العسكريين، وبالتالي كل طرف متمّم للآخر من أجل الاستمرار بالنشاط المدني والوصول إلى تعايش مشترك آمن، بحيث أنّا عملنا هو استكمال لعملهم في حماية المدنيين ورد الظلم وبالمحصلة كل منّا له دور في المجتمع  ولا يمكن إقصاء أيّ طرف ".

الحملة التي موّلت من قبل مؤسسة اليوم التالي، وشارك فيها بشكل تطوعي شباب من المنطقة مدنيين وجيش حر، تهدف في المحصلّة إلى إعادة تفعيل النشاط والحراك المدنيين في المناطق التي انحسرت عنها سيطرة النظام.