منذ شهر تموز 2015، تعاني بلدة مضايا من حصار خانق فرضته قوات النظام وحزب الله، ومع أن الهدنة التي جرت بين النظام والمعارضة قد شملت الزبداني، وقضت بإخراج الجرحى والمدنيين إلى تركيا، إلا أن الحصار على مضايا ما زال قائماً، حتى هذا اليوم، على الرغم من أن اتفاق الزبداني-الفوعة، كان قد شمل بنداً ينص على إدخال المواد الغذائية إلى بلدة مضايا، إلا أن النظام لم ينفذ هذا البند.
يتواجد في المدينة أربعة آلاف سورياً، بعضهم كان قد نزح من الزبداني هرباً من الاشتباكات بين جيش النصرة وحزب الله، ولم يكن يعلم أنه قد هرب من الموت قصفاً إلى الموت جوعاً، حيث تمنع قوات النظام دخول أية مادة غذائية أو أدوية إلى البلدة، وفي الشهر الأخير من عام 2015، بدأت المواد الغذائية تنفذ، مما دفع إلى إطلاق حملات عدة لفك هذا الحصار الذي يذكرنا بـ حصار أحياء حمص القديمة بين عامَي 2012-2014.
في بلدة الهامة، التي تقع جغرافياً قريباً من مضايا، في منطقة وادي بردى من ريف دمشق، نظمت مجموعة من النشطاء حملة تدعو إلى فك هذا الحصار المؤلم، وذلك في 28/12/2015، يقول أبو باسل الدمشقي أحد منظمي هذه الحملة إن ما دفعهم إليها تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، هذا إن وُجدت أصلاً، لكن ما أثار غضبهم أكثر هو وقوع ضحايا بسبب الجوع، فبعض الشبان خاطر بحياته محاولاً التسلل خارج البلدة لجلب الطعام، مما أدى إلى قنصه من قوات النظام أو حزب الله، إضافة إلى أن عدداً آخر توفي نتيجة المرض الذي سببه نقص التغذية، وقد بلغ عددهم اثنين وثلاثين ضحية منذ شهر تموز 2015 كما أكد المجلس الثوري المحلي في بلدة مضايا لـ (حكاية ما انحكت).
نظم هذه الحملة المكتب الإعلامي التابع للمجلس المحلي في الهامة، وهي حملة إنسانية لا سياسية، ففي اللافتات لا يوجد أي شعار سياسي، حتى أن أحد الناشطين رفع لافتة كُتب عليها "بلدي لا يُعاني من أزمة ماء ولا كهرباء، بلدي يعاني من أزمة ضمير"، وقد انتشرت اللافتات في نقاط عدة من المدينة، بهدف جلب الاهتمام الإعلامي، وكانت نتيجتها أن انطلقت نداءات استغائية كثيرة فردية ومؤسساتية مطالبة بفك الحصار عن مضايا، يضيف أبو باسل الدمشقي، إن إقبال المدنيين للمشاركة في الحملة كان كبيراً، سيما وأن مضايا عانت وتعاني أكثر من غيرها، فالأهالي يضطرون لأكل الحشائش وورق الشجر، كما أنهم يبيعون أغلى ما لديهم مقابل فتات الخبز أو بعض حبات من الأرز أو كيلو حليب.