لأن "كثرة الرايات مهلكة الثورات" اختار "مجلس ثوار حلب" أن يحيي الذكرى الرابعة للثورة السورية من خلال إطلاق فعالية "ارفع علم ثورتك"، لتجديد الانتماء للثورة السورية في مستوى أول، وتوحيد الرايات التي تكاثرت في مستوى ثاني في رفض ضمني لكل راية تتستر تحت ستار الثورة، و إعادة علم الثورة للواجهة بعد غياب طويل في مستوى ثالث.
الحملة انطلقت في الذكرى الرابعة للثورة السورية بتاريخ 15/3/2014 و استمرت حتى الثامن عشر منه، لتجمع بين انطلاق الحراك النخبوي من دمشق وتوسعه الشعبي في مدينة درعا التي شاركت في الحملة من خلال رفع الأعلام ورد التحية لحلب بأحسن منها، لتعود الأخيرة وترد التحية على طريقتها أيضا، الأمر الذي أعادنا إلى مناخات الثورة الأولى، حين كانت تتوجع حمص فتصرخ حماة " إحنا معاك حتى الموت".
أقدم مكتب الحراك الثوري التابع للمجلس في مدينة حلب بتوزيع خمسة آلاف علم على المدارس والأحياء وطباعة علم الثورة على الجدران والأبواب، حيث تزامنت الحملة في حلب مع عدد من الفعاليات والاحتفاليات (سيكون لنا وقفة خاصة معها) جرت في أحياء بستان القصر والشيخ مقصود وصلاح الدين، حيث رفعت الرايات بكثافة، ليؤكد النشطاء أن ثورتهم مستمرة، وأن تخلي العالم عنهم وتوغل النظام في الإجرام لن يمنعهم من المتابعة.
الحملة التي بدأت من مدينة حلب شاركت بها مدن سورية أخرى وتجمعات مدنية كثيرة، ففي حلب رسمت الأعلام على الجدران والوجوه، ورفعت الرايات في الشوارع والمظاهرات مرفقة مع لافتات بعضها يقول: "ربيع الانتصارات، انتصار الثورات، ارفع علم ثورتك" و " أربع أعوام والثورة مستمرة" و "علم الثورة يوحدنا على طريق إسقاط النظام" كما أقدم النشطاء على التجمع حول دوار صلاح الدين ورفع الأعلام حوله، إضافة إلى تسيير مواكب سيارات ترفع علم الثورة
وفي حماة أقدم التجمع الوطني لأحرار حماة على بخ علم الثورة على جدران مدينتي كفرزيتا و اللطامنة، كما شارك تيار اليسار الثوري بالحملة، رافعا لافتات منها "سنبقى نرفع اللافتات حتى نرفع لافتة واحدة: سورية حرة".
وخارج سوريا انضم السوريون إلى الحملة من خلال رفع الأعلام والتجمهر في الساحات العامة، حيث أقدم مجموعة من الطلاب المنضوين تحت اسم "تجمع الطلبة السوريين في جامعة فيلادلفيا على رفع علم الثورة مع لافتة كتب عليها "تاريخ يأبى النسيان"، إضافة إلى مشاركة السوريين من عواصم أخرى، ففي ألمانيا شارك كل من النشطاء دلير يوسف وخولة دنيا وفي القاهرة شارك كل من المفكر سلامة كيلة و الكاتب ابراهيم الجبين وفي باريس ووو.
وعلى هامش الحملة، أطلق فيديو حمل اسم "ارفع علم الثورة" في حين أنجز المخرج "معن وطفة" فيلم حمل عنوان "علم الحرية" غنى فيه كل من محمد خير حك ومحمد دمخلي أغاني للعلم والثورة تضمنت عبارات مثل: "خليك ماشي بالشارع وراسك رافع".
"ارفع علم ثورتك": حملة تأتي بعد أربع سنوات من الثورة ضد الاستبداد، لتؤكد أن ثوابت الثورة ثابتة: إسقاط النظام ورفض أي علم آخر، معتبرين أن العلم مرتبط بالهدف، أي الدولة المدنية الديمقراطية.