نتيجة الظروف المأساوية التي يعيشها القاطنون في مخيم اليرموك، والتي وصلت حد الموت جوعا، أطلق مجموعة من الناشطين السوريين بيانا للتضامن مع المدنيين المحاصرين في مخيم اليرموك يدعو إلى "فكّ الحصار عن المخيّم و يلقي الضوء على القضية"، سرعان ما تحوّل ( البيان) إلى حملة تضامن واسعة شارك فيها مجموعات العمل الإغاثي بالمخيّم بشكل أساسي، و عدد آخر من الأشخاص المطلّعين على الأمر خارج المخيّم و مجموعة الجمهورية للدراسات و منظمة آفاز.
لم تولد الحملة نتيجة تخطيط مسبق، بل كان الأمر "نداء مستعجلاً. لم يكن لدينا الكثير من الوقت لنفكر. كان علينا أن نتحرّك لنطلق النداء الذي صاغته مجموعة من المؤسسات الإغاثية العاملة في المخيّم و قمنا في مجموعة الجمهوريّة بترجمته إلى عدّة لغات و التواصل مع الجهات الإعلاميّة العربية و العالميّة لمحاولة نشره على أوسع نطاق ممكن"، كما تقول إحدى الناشطات في مجال الحملة لموقعنا سيرياأنتولد syriauntold.
تهدف الحملة إلى حشد رأي عام عالمي لـ "لفت الإنتباه إلى الكارثة الإنسانيّة الناتجة عن الحصار (الطفلة جنى الحسن توفيت نتيجة الجفاف و انعدام الحليب و وسائل التغذية البديلة) و وضع الهيئات الدولية المعنيّة أمام مسؤولياتها اتجاه الوضع في المخيّم و على رأسها "الأنروا".
وقد وجهت الحملة نداءا للمؤسسات الإنسانية العالمية للتدخل، لافتة الانتباه إلى أن ثمة " مجزرة بمخيم اليرموك و بكل الجنوب الدمشقي قاب قوسين أو أدنى إن ظلت سياسة التجويع و الحصار و منع ادخال المواد الغذائية .آلاف العائلات الفلسطينية و السـورية صامدة، وما طلعت من بيوتها ..صمتـــكم يقتــــلنا ..نحن على أبواب جريــــــمة أخرى"، في دلالة على جريمة الكيماوي التي ارتكبت قبل أيام من إطلاق الحملة، وللتأكيد على أنّه "ليس بالكيماوي وحده يموت الإنسان".
قام النشطاء بتصميم عدد من البروشورات في إطار الحملة كان أجملها ذلك الذي استبدل رمز الكيماوي الذي وضعه السوريون مكان صور بروفايلاتهم تنديدا بالمجزرة الأخيرة في ريف دمشق، بصورة تضع الخبز مكانه كدلالة على الجوع، مكتوب بجانبه: "ليس بالكيماوي وحده تصير المجزرة / انقذوا المخيم وأحياء دمشق الجنوبية من الجوع/ المجزرة مو بس بالكيماوي ممكن تصير".إضافة إلى صور أخرى لرغيف خبز ممهور بالدم ومكتوب عليه "المخيم جوعان".
حملة التضامن مع مخيم اليرموك تأتي كمحاولة لرفع الحصار لدرء الجوع عن أهالي المخيم من جهة، وكرد جميل من السوريين لأهالي المخيم الذين احتضنوا النازحين في بداية الانتفاضة السورية ودفعوا ثمنا كبيرا لموقفهم هذا، فكانت هذه الحملة للوقوف معهم كما وقفوا مع أهالي المناطق السورية التي طالها التهجير.