أطلق مجموعة من طلبة الجامعات السورية و بالأخص من كليات الهندسة، حملة " "صار بدها بسكليت" بتاريخ 4/11/2013 بهدف " تغيير عادات المجتمع و نظره إلى استخدام الطرق البديلة، و على الأخص استخدام الدراجة و إيصال ثقافة استخدام الدراجة بدلا من الاعتماد على المواصلات كسبيل لرقي المجتمع من خلال الفوائد التي ممكن أن نجنيها، كتخفيف الضغط المروري أو التوفير في الوقود و تقليل التلوث و الحفاظ على رونق بعض الأماكن بعدم استخدام السيارات فيها"، كما يقول القائمون على الحملة لموقعنا "سيريا أنتولد ayria untold".

جاءت فكرة الحملة بعد أن لاحظ القائمون عليها الازدحام المروري في شوارع دمشق وأن "عملية التنقل تستغرق ساعات" فبدؤوا عملية البحث عن بدائل أخرى، لتأتي فكرة "استخدام الطرق البديلة كالدراجة و أن استخدامها بشكل واسع من قبل الذكور أو الإناث هو ليس من ثقافتنا, فقررنا بدء هذه الحملة لإدخال هذه الثقافة على مجتمعنا و خصوصا بما يتعلق باستخدام البيسكليت من قبل جميع الأعمار و من الذكور و الإناث".

وكسعي لكسر حواجز المجتمع حول هذا الأمر اعتمد القائمون على الحملة على مبدأ " الـ shift paradigm أي القفزة المفاجئة و هي طريقة لفتح المجال لتطور سريع خلال فترة زمنية و حملتنا الحالية هي تطبيق لهذا المبدأ"، مع اختيار الجامعات السورية نقطة انطلاق لها تحت شعار "قريبا أمام جميع كليات جامعة دمشق"، بهدف " أن يصبح منظر الدراجات مألوفة أمام جميع الجامعات. فغالبا ما تترك الدراجات على سور الجامعة و لا يسمح بإدخالها إلى الحرم الجامعي و لهذا كان الشعار".

الحملة لا تمثل ردا على الحواجز بل "ردا على الازدحام المروري. صحيح أنها تلعب دورا كبيرة في ذلك, لكن أي شيء آخر قد يعرقل السير .. الهدف تفادي الحواجز فبعضها لا مهرب منه حتى مشيا على الأقدام".

تجاوب عدد كبير من الشباب والشابات مع الحملة، وبدؤوا فعلا بشراء الدراجات و مشاركة صورهم وتجاربهم الأولى على صفحة الحملة، إذ قال أحد المشاركين "اليوم رحلتي عالجامعة كانت بالبسكليت, عبرنا أنا وياها المتحلق من الزاهرة لكفرسوسة للمزة , حسيت حالي راكب بورش أنا وعم اسبق ال50 وال40 سيارة يلي صافين عالحواجز وعالإشارات, انتصرت عالعجقة و وصلت ب25 دقيقة بدال 40 بالباص , شكراً لصاحب الفكرة, وياريت لو كان فيني كمل وروح كل يوم, بس شو بدكون بالحكي شعور رائع صار بدها".

العوائق التي تقف في وجه الحملة، وفق منظميها تتعلق بأسعار الدراجات الغالية، و " للآن لما نقم بأية خطوة لتوفير دراجات بأسعار أخفض مثلا. لكن نطمح لأن نكون قادرين على القيام بذلك"، إضافة إلى عوائق تتعلق بالبنية الثقافية والمجتمعية التي ترفض هذا الأمر، خاصة بالنسبة للفتيات وهذا ما يسعى القائمون على الحملة لتغييره، مطالبين  "الأشخاص القادرين على المساعدة سواء كان من أصحاب السلطة أو غيرها إلى تقبل أفكارنا و محاولة تطويرها بدل من إلغائها كما نأمل من الجميع أن يتقبل ثقافة الدراجة ليس كمفهوم الدراجة بحد ذاتها، وإنما بثقافة البحث عن الحلول من خارج المألوف".

حملة "صار بدها بسكليت" تمثل مقاومة المجتمع المدني السوري من خارج السلطة والمعارضة، لما يحصل في سوريا، عبر دخوله إلى دائرة الفعل عبر المشاركة في صناعة البدائل والحلول.