لا يعرف السوري اليوم: هل يبكي أم يضحك وهو يتفرج على مقتل زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، على يد الأميركان، إذ يأتي مقتله وسط طوفان الأخبار التي تصفعنا كل صباح، دون أن نقدر على التقاط أنفاسنا، حيث لا نتمكن من محاولة فهم أبعاد وخفايا حدث ما حتى يليه حدث آخر، يزيدنا تشوشا وتخبطا، فنركن لمزيد من اليأس والغضب والأسى والتأفف، فيما العالم كله يفرح لمقتل البغدادي..
حقا لماذا نشعر بالتأفف والأسى فيما العالم كله سعيد، ويطالبنا بأن نكون سعداء؟ بل ألا يجب أن نكون سعداء لمقتل زعيم الشر والإرهاب في العالم؟ أو آخر "كلب" وفق تعبير ترامب؟
لا شك أن مقتل البغدادي أمر مفرح للسوريين، ليس لأن السوريين ذاقوا منه الويلات فحسب، بل لأنه وتنظيمه كانا سببا في تشويه وجه ثورتهم وخلطها بالإرهاب والعنف والفوضى حتى ضاع وجه الثورة الجميل دون أن يكون البغدادي سببا في ذلك وحده بالطبع. ومع ذلك، إن السوريين ليسوا سعداء بذلك كما يفترض ترامب والعالم؟ فلماذا؟