في ظروف الحرب السورية، تلعب مجموعة من العوامل أدواراً مهمة في عملية التعليم، إذ لا يقتصر الأمر على المناهج بل يتعداها ليطال كادر التدريس من معلمين وموجهين ومدراء، والحيز الذي تجري فيه العملية التعليمية من مدارس وصفوف دراسية، والجهات والمنظمات الداعمة والراعية للعملية التعليمية برمتها. وأيّاً يكن الأمر، فإننا سنلاحظ من خلال إخضاع الجهات المساهمة في العملية التعليمية للتحليل، أن معظمها يخدم أهدافاً أبعد من العملية التعليمية ذاتها، وتتقاطع ممارسات هذه الأطراف في كثير من الأحيان مع بنية نظام الأسد في توظيفه العملية التعليمية من أجل الوصول إلى أهداف محددة من أهمها الاستحواذ على ولاء التلامذة وذويهم، وهو ما يمكن أن ندعوه هنا بـ تجنيد التلاميذ.
نقصد بالعملية التعليمية في هذا السياق، كل ما يتعلق بالفاعلين على صعيد العملية التعليمية والتربوية من كوادر المدرسين، والذين تقع عليهم مهمة تنفيذ الخطة التعليمية والتربوية التي ترسمها مناهج التعليم، وهنا يلعب المدرّس دورا مهماً في تنفيذ العملية التربوية والتعليمية المتفق عليها داخل صف الدراسة وفي العلاقة المباشرة مع التلاميذ وذويهم. كما يندرج في إطار العملية التعليمية جميع الرموز المستخدمة، إن كان على أدوات القرطاسية (دفاتر، أقلام،..) أو المنتشرة على جدران صفوف الدراسة أو على أغلفة الكتب؛ يضاف إلى ما تقدم الاحتفالات والنشاطات المختلفة التي ينفذها التلاميذ بإشراف مدرسيهم.
كوادر التعليم
خسرت العملية التعليمية من مدرسين وموجّهين ومدراء أعداداً كبيرة من كوادرها تحديداً في صفوف المدرسين المتخصصين للمراحل التعليمية الإعدادية والثانوية. وفي أغلب الحالات تم تعويض النقص من خلال، إما إعادة تأهيل مدرسين جدد بإجراء دورات مكثفة وسريعة تؤهلهم لمزاولة التدريس، وتحديداً لمرحلة التعليم الاولى (من الصف الأول وحتى الصف الرابع)، أو تم استخدام حَملة الشهادات الثانوية أو الجامعية بغض النظر عن نوع الاختصاص.
في المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، جرى تأهيل عدد من المدرسين من خلال إجراء دورات شرعية يتم من خلالها التركيز على علوم الدين بشكلها المبسط وبعض قواعد اللغة العربية؛ بينما في مناطق سيطرة القوات المتحالفة مع تركيا، فقد جرى تأهيل المدرسين عبر إجراء دورات لهم في تركيا، تعلموا من خلالها فيما تعلموه اللغة التركية.
وبحسب السيد محمد أمين أصلان، ممثل وقف "المعارف" التركي في مدينة غازي عنتاب، وهو المسؤول عن المنطقة السورية، قال "إن الحكومة التركية تشرف على إدارة المرحلة التعليمية في مدينة جرابلس، بالتعاون مع الجهات المعنية في الولاية"[1].
وبالاستناد إلى عدد من الشهادات التي استمعنا إليها من مدرسين وعاملين في قطاع التعليم، تحديداً في المناطق التابعة للحكومة التركية فإن ولاية غازي عنتاب التركية، وبالتنسيق مع وزارة التربية في الحكومة المؤقتة، تتابع العملية التعليمية في مدينة جرابلس، وبقية المناطق التي تسيطر عليها قوات سورية والتي تتبع بشكل أو بآخر للجانب التركي.
وبحسب بعض الشهادات، يلعب المدرسون دوراً في غاية الأهمية على الصعيد التعليمي والتربوي داخل المدارس[2]. يقول المدرس أحمد مصطفى وهو مدرس يعمل في إحدى قرى ريف إدلب: "المسؤولية الأولى والأخيرة في التعليم تقع على عاتق المعلم.. (لذا) يجب تأهيل المعلم القدير لأداء هذه الرسالة".
لماذا يدفع نظام الأسد رواتب المعلمين في مناطق المعارضة؟
وبالاستناد إلى مصادر مختلفة منها شهادات تم الاستماع إليها من قبل مدرسين وعاملين في قطاع التعليم، فإن نحو 60 % من المدرسين مازالوا يحصلون على مرتباتهم من النظام السوري، بينما ما تبقى منهم، فيحصلون على رواتبهم الشهرية من مصادر مختلفة، منها الحكومة السورية المؤقتة، ومنها منظمات المجتمع المدني السورية والدولية، ومنها ما تقدمه حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام (النصرة).
إنه لأمر مدهش أن يستمر نظام دمشق بدفع مرتبات المدرسين رغم أن هؤلاء الأخيرين يعملون في مناطق كانت قد خرجت عن سيطرته
وإنه لأمر مدهش أن يستمر نظام دمشق بدفع مرتبات المدرسين رغم أن هؤلاء الأخيرين يعملون في مناطق كانت قد خرجت عن سيطرته، وفي حديث مع أحد المدرسين في ريف حماه الشمالي فضل عدم ذكر اسمه يقول: "استمرار تلقينا مرتباتنا من النظام فرض علينا وبشكل غير مباشر مجموعة من السلوكيات داخل صف الدراسة، فأنا على سبيل المثال أتجنب الحديث بالسياسة مع التلاميذ، وأتجنب تحديداً مهاجمة نظام الأسد، وأحاول أن أقلل قدر الإمكان من هذه النقاشات بين التلاميذ". ويبدو أن هذا هو الهدف الأساسي الذي كان يصبو إليه نظام الأسد من الاستمرار بدفع المرتبات للمدرسين.
الرواتب مقابل الولاء!
تعكس الشهادة السابقة، على الرغم من صعوبة تعميمها، الثمن المتوجب دفعه لقاء الاستمرار في تلقي المرتبات من نظام الأسد أو من أي جهة تعتبر غير حيادية حيال الصراع السوري. فإذا كان ثمة من يتلقى رواتبه من دمشق، فثمة من يتلقى رواتبه من حكومة الإنقاذ على سبيل المثال، وهي جهة تابعة لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، وثمة أيضاً من يتلقى رواتبه من جهات أخرى كوقف المعارف التركي، وهو مؤسسة تركية تنشط بشكل مكثف في مدينة جرابلس وريفها، ومدينة عفرين، وأغلب القرى والبلدات الواقعة بالقرب من الحدود السورية التركية. وفي تعريف بالوقف أدرجته إحدى الصحف التركية، يقول: "وقف المعارف وقف تعليمي أنشأته وزارة التربية والتعليم التركية؛ ليتولى إقامة مدارس خارج البلاد، في خطوة تطرح بديلًا للمدارس التابعة لمنظمة "غولن" الإرهابية"[3].
وقف المعارف التركي
يقدم "الوقف" أشكالاً مختلفة من الدعم والرعاية للعملية التعليمية في المناطق التي تسيطر عليها قوات عسكرية معارضة حليفة لتركيا، وبحسب السيد محمد أمين أصلان، مسؤول الوقف في سوريا، فإنّ "الوقف يسعى جاهدًا لحصول أبناء سوريا على جميع احتياجاتهم لتلبية متطلبات المرحلة"، ويكون "الدعم المالي الذي تقدمه تركيا، على شكل عيني، لتلبية احتياجات الطلاب والمدراس، من القرطاسية، وكتب ودفاتر، وأقلام وغيرها، إلى جانب الدعم التقني وصيانة المدراس وتأمين المستلزمات والتجهيزات اللازمة لها" بحسب التحقيق الذي أوردته جريدة عنب بلدي السابق ذكره. ودائماً بحسب السيد أصلان فإنّ "الوقف يقدم معاشات شهرية للمعلمين"، بينما تدرس اللغة التركية في هذه المدارس إلى جانب اللغة العربية[4].
تسعى أغلب الأطراف المشتركة في رعاية العملية التعليمية إلى الحصول على ولاء كوادر التعليم ودعمها. وعلى الرغم من أن التعبيرات السلوكية عن هذا الولاء من الصعب رصدها بشكل مباشر، حيث جميع من جرى معه النقاش من المدرسين حول هذا الأمر، أكدوا على أنهم غير معنيين سوى بالعملية التعليمية والتربوية، إلا أن ثمة بعض الشهادات من تلاميذ يرون الأمر على غير ذلك.
التلميذ عمر ابراهيم في الصف الخامس المرحلة الاعدادية في مدينة جرابلس يقول: "لا تمر مناسبة تذكر فيها تركيا وإلا والمدرّس يذكر فضل هذا البلد علينا، ودور وقف المعارف التركي في دعمنا وتمويل مستلزماتنا، وعلى الحديث دائماً أن ينتهي بآيات الشكر "للعم" أردوغان" يختم ساخراً.
بينما التلميذة سما عمران في الصف الثامن في إحدى مدارس مدينة جرابلس فتقول: "يلتبس الأمر علينا إن كنا نعيش في سوريا أو في تركيا، فتركيا حاضرة معنا في كل اللحظات، وبتنا نعرف معلومات عنها، عن حكومتها ورئيسها.. إلخ أكثر مما نعرف عن سوريا، وكل هذا بفضل المدرسين الذين يزودوننا بهذه المعلومات".
تسعى أغلب الأطراف المشتركة في رعاية العملية التعليمية إلى الحصول على ولاء كوادر التعليم ودعمها
لا يختلف الأمر بالنسبة إلى حكومة الإنقاذ، والتي تسيطر على مجمل محافظة إدلب وريف حماه، فهنا على آيات الشكر أن تتوجه دوماً إلى النصرة وزعيمها، حتى وإن تم التعبير عن ذلك بطرق مواربة وغير مباشرة. فعدد من المدرسين التابعين لحكومة الإنقاذ، هم أقرب إلى رجال الدين منهم إلى المدرسين بالمعنى الاحترافي للكلمة، وهم تلقوا دورات شرعية لا من أجل فهم "صحيح الدين" وتعليمه للأولاد بقدر ما تلقوا أيديولوجيا جبهة النصرة والأفكار التي تعتنقها، وهذه بدورها يتم تمريرها عبر العملية التعليمية ودائماً بوساطة المدرسين الذين يدينون بولائهم ومرتباتهم لهذه الجهة أو تلك.
وبحسب شهادة الموجه التربوي عدنان عبد الرحيم، وهو أحد الكوادر في مدرسة تقع في ريف حماه الشمالي، يقول: "منذ أن سيطرت جبهة النصرة على المنطقة تم تسريح عدد كبير من المدرسين، بينما قامت النصرة بإجبار آخرين منهم على إجراء دورة شرعية كان من المستحيل التدريس من دون الحصول على شهادة تثبت أن المدرس أجرى الدورة وأصبح مستعداً للتدريس".
يقودنا السياق السابق إلى أمر لا يقلّ أهمية، يتعلق الأمر هنا بغياب الرقابة الكبير على العملية التعليمية. يقول السيد برهان حسون، وهو مدرس لمادة الرياضيات في إحدى مدارس مدينة إدلب: "بالنسبة إلى محافظة إدلب، فإن سلطة الأمر الواقع، والتي عادة ما يتوجب عليها مراقبة العملية التعليمية فهي في حدّها الأدنى، ويعود ذلك في جانب منه بسبب تعدد مصادر الدعم المقدمة للمدارس" ويتابع بالقول: "بسبب ضعف الرقابة وتشتت المرجعيات حول العملية التعليمية، فإن المدرسين لا يقدمون كل ما لديهم للتلاميذ، وفي كثير من الحالات نقع على أداء لا مبالي حيال التعليم برمته".
الولاء الرمزي
في الحروب، الحروب الأهلية على وجه التحديد، يجري الاقتتال على عقول الأجيال الفتية بشراسة لا تقل عن تلك المعارك التي تستهدف السيطرة على المدن. وإذا كان الاقتتال العسكري يعتمد البنادق والمتفجرات ووسائل القتل المختلفة، فإن الاقتتال من أجل السيطرة على عقول الفتية يعتمد مناهج وبوابات التربية والتعليم عموماً، وهي البوابات التي تدرك جميع القوى المتصارعة بأنها بوابات إجبارية، على جميع الأجيال أن تعبر خلالها، هذه الأجيال التي يعلم جميع المقتتلين بأنها هي رأس المال الفعلي للمستقبل؛ وتتسع ساحة هذه المعارك لتطال حتى الرموز المختلفة التي تعبر عن السلطات المتصارعة، فيحطم رمزٌ رمزاً آخر، وتستبدل الصور والإشارات بما تحمله من مضمون ثقافي وأيديولوجي يعكس جانباً من هوية القوى المسيطرة بمجموعة رمزية أخرى تحلّ محلها، في عملية لا تنتهي من الحذف والإلغاء والإحلال، والهدف دائماً ومهما اختلفت طبيعة الأطراف المتصارعة هو واحد في سيرورته، ألا وهو السيطرة على العقول وفرض ثقافة تعسفية على التلاميذ ضحايا هذا الشكل من العنف.
على من تقع المسؤولية؟
عن سؤال: على من تقع مسؤولية التعليم ومن هي القوى المتحكمة به في مناطق سيطرة المعارضة؟
أجاب السيد أحمد والذي جرى ذكره أعلاه: "إن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على المدرسين، بينما القوى المتحكمة بالعملية التعليمية برمتها فهي الجهات الداعمة". ولسوء حظ السوريين فإن هذه الجهات والقوى الداعمة لا حصر لها ولا عدد، وهي جهات في كثير من الأحيان تتبع "لجهات" أخرى بينها صراع سياسي لا ناقة للسوريين فيه ولا جمل، إلا أنهم يقعون رغماً عن إرادتهم ضحاياً له.
ولاء التلاميذ.. حقائب ورموز
إلى جانب الولاء الذي يفرض بشكل غير مباشر من قبل الجهات التي تدفع المرتبات، على المدرسين، فإننا سنقع على ممارسة شبيهة إلا أنها تستهدف التلامذة هذه المرة وذويهم، وهي أشكال الدعم المقدمة للتلاميذ تحت اسم "الحقيبة التعليمية"، وهي حقيبة تضم القرطاسية من أقلام ودفاتر.. إلخ وبعض الكتب بالإضافة إلى بعض الألبسة الرياضية والسترات، وجميع هذه الأشياء غالباً ما تحمل رموز الجهة المانحة ومجموعة أخرى من الرموز التي تشير إلى الهوية الثقافية والايديولوجية لهذه الجهات.
فهنا، في بعض المدراس، ودائما في هذا الحيز الذي تحكمه قوى المعارضة السورية، سنجد حقيبة تعليمية تحمل رموز المملكة العربية السعودية وملكها، ومجموعة من الرموز الأخرى، كالسيفين المتقاطعين، والذين يرمزان إلى المملكة، وفي أماكن أخرى سنجد مدارس تتلقى الدعم من جهات ثانية، كدولة قطر على سبيل المثال، وتنتشر معها على نفس الوتيرة رموز وشعارات الدولة المانحة، كمنظمة "قطر الخيرية"، وتحمل هذه الرموز فيما تحمل معها، الصراعات الدائرة بين هذه الدول، وبما أن قطر والسعودية في حالة عداء، فإنه لا شيء يمنعنا من الاعتقاد بأن هذا الصراع أو بعضاً منه سيتسرب عبر العملية التعليمية إلى وعي التلاميذ ومواقفهم. وإن توظيف الرمز على هذا المستوى، لا يعد ابتكاراً لا سابقة له، فنظام الأسد كان وعبر كل السنوات السابقة وحتى اليوم ينشر رموزه التسلطية في كل حيز متاح، على جدران الصفوف من أعلام وصور للقائد الخالد، وعلى أغلفة الدفاتر والكتب، على ألبسة المدرسة وعلى كل حيّز متاح، وهو عنف رمزي على ما يصفه الباحث الفرنسي بيير بورديو والذي يعتبره "فرضاً من قبل جهة متعسفة لتعسف ثقافي معين".
فعلى أغلفة الدفاتر القادمة من السعودية سنجد أن صور حافظ الأسد التي كانت متواجدة قبلاً قد تم استبدالها بصور لملك السعودية، وعلى القرطاسية ستغيب رموز حزب البعث ليحلّ محلّها رموز دولة قطر أو تركيا، أو حتى منظمات تعود بملكيتها لأشخاص. إذ لا يتوقف الأمر على المنظمات الممثلة لدول، بل يتعداها ليطال حتى المنظمات الأصغر حجماً والتي تعود بملكيتها إلى أشخاص ربما هم بدورهم مدينون بالولاء لجهات لا نعلمها. فمؤسسة "أورينت" الإعلامية، برئاسة السيد غسان عبود، وهي مؤسسة إعلامية "مستقلة"، أيضاً كان لها دور في هذا الدعم، والذي بالتأكيد حمل شعاراتها ورموزها، كما توضح الصورة المرفقة.
لا بديل عن رعاية أممية للعملية التعليمية
بسبب تقاعس المنظمات الدولية التابعة إلى الأمم المتحدة عن أداء دورها بمدّ يد العون إلى السوريين المنكوبين بسبب الحرب الطاحنة المستمرة منذ بضع سنوات، بصفتها منظمات إنسانية حيادية لا هدف لها سوى إغاثة الضحايا والمحتاجين، فعوضاً عن ذلك حلت "الجهات" الداعمة الأخرى للعب هذا الدور، من منظمات غير حكومية وأخرى حكومية، وغيرها غير معروف بالضبط من تمثل أو ما تمثله تماماً. وهي جهات على العموم تفتقد إلى الحيادية، وفي بعض الأحيان إلى النزاهة. وانعكس كل هذا على العملية التعليمية، والتي باتت مقسمة وموزعة بانقسام القوى المسيطرة على سوريا وسيطرتهم عليها.
فمنظمة تدعى "هيئة الشام الإسلامية" على سبيل المثال، كانت قد اهتمت بشكل كبير بتوفير الدعم للعملية التعليمية، وخصصت مبالغ طائلة من أجل تقديم المساعدات، منها ما هو متعلق بتوفير حقيبة مدرسية، ومنه ما يتعلق بإجراء دورات تأهيل للمدرسين، ووصل حجم هذه المساعدات في إحدى السنوات إلى نحو 1.5 مليون دولار[5]، تتضمن كلفة الحقيبة المدرسية وتمويل دورات من أجل تأهيل المدرسين، هذا عدا عن مساهمة المنظمة في عملية تعديل المناهج وتمويل قسماً من طباعة الكتب، ويكفي الاطلالة السريعة على موقع المنظمة على الأنترنت حتى يفهم المرء هوية هذه المنظمة والأيديولوجية التي تحملها[6].
ولا سبيل إلى التقليل من خسارات السوريين على صعيد التعليم سوى من خلال التدخل القويّ للمنظمات الأممية، والتي تمتلك الخبرة والإمكانات الضرورية من أجل إدارة العملية التعليمية في مناطق النزاع، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ريثما تقف مدافع الحرب. وإن حصر تمويل العملية التعليمية بجهات واضحة ولها شرعية أممية لتقديم هذا الدعم هو الشيء الوحيد الذي من الممكن أن يغلق الباب أمام أشكال الدعم القادمة من جهات غير معلومة حاملة معها شحنات أيديولوجيا وثقافية الغاية منها استهداف جيل التلاميذ السوريين ومستقبلهم.
المراجع:
[1]- الاقتباس هنا مأخوذ من تحقيق صحفي أجرته جريدة عنب بلدي السورية بعنوان: تركيا تقتحم العمليّة التعليمية في جرابلس، على الرابط التالي: https://www.enabbaladi.net/archives/137778
[2]- مجموعة مقابلات عن طريق الواتس آب أجراها الكاتب مع مدرسين ومدراء في مناطق حكم المعارضة، ونستقي هذه المعلومات من شهادة المدرس أحمد مصطفى، تاريخ: تموز 2019.
[3] - راجع مقال بعنوان: وقف المعارف التركي ينشر نور العلم إلى العالم بسرعة كبيرة، على الرابط التالي: https://www.yenisafak.com/ar/life/2908832
[4] - تركيا تقتحم العمليّة التعليمية في جرابلس، مرجع سابق.
[5]- حول دور منظمة هيئة الشام الاسلامية في عملية التعليم، راجع تقرير منشور على يوتيوب بتاريخ: 15-01-2014، على الرابط: http://cutt.us/CaDnF
[6] - للاطلاع على مزيد من التفاصيل حول منظمة هيئة الشام الاسلامية، راجع موقع المنظمة على الأنترنت: http://cutt.us/WlOZ2