(إدلب)، خرج مئات المتظاهرين في مدينة إدلب يوم الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٠، في مظاهرة حاشدة، رفع خلالها المتظاهرون لافتات تندد بجرائم النظام وحليفته روسيا، تأييدا للعملية العسكرية التركية في محافظة إدلب.
تأتي هذه المظاهرات بعد إعلان تركيا عن نيتها شن عملية عسكرية ضد قوات النظام والميليشيات المساندة له بهدف الإنسحاب من المناطق التي سيطر عليها حديثا وتراجعه إلى المناطق والحدود المقررة في اتفاقيات سوتشي وأستانا.
خالد السطيف (39عاما)، أحد المتظاهرين والمهجرين من مناطق ريف إدلب الجنوبي، يشرح لحكاية ما انحكت عن دوافع مشاركته، إذ يقول: "لم يبقى لدينا مكان نلجأ إليه، حتى المناطق الشمالية، والتي تعد آمنة نسبيا بالنسبة لمناطقنا، لم تسلم من قذائف النظام وصواريخه، والتي لطالما تتساقط على رؤوس المدنيين الآمنين".
ويضيف: "لا يمكنني الوقوف متفرجا لما يحصل من مجازر يومية بحقنا، ندعم العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي في إدلب، والتي من خلالها يمكننا العودة إلى مناطقنا وبيوتنا".
شملت المظاهرات معظم قرى وبلدات ريف إدلب الشمالي حيث رفع المتظاهرون علم الثورة السورية وعلم الدولة التركية إذ لاقت المظاهرات إقبالا كبيرا من الأهالي.
الناشط الإعلامي، مرهف السعيد، 32عاما، يقول: "تركيا هي الدولة الوحيدة التي تقف مع الشعب السوري في إدلب في ظل الصمت العالمي حيال جرائم نظام الأسد، والتي ينفذها ضد الشعب السوري".
ويتابع: "أكثر من مليون ونصف نازح خرجوا من بيوتهم بفعل طائرات العدوان الروسي وتحت وابل من صواريخ الإجرام معظمهم يفترشون العراء لا ملاذ ولا مأوى، نأمل أن تستطيع تركيا إيقاف زحف النظام باتجاه مناطق وقرى جديدة".
وتستمر العمليات العسكرية وتقدم قوات النظام وسيطرتها على أجزاء كبيرة من مناطق ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي مع استمرار حملة القصف الممنهجة واتباع سياسة الأرض المحروقة مما جبر آلاف العوائل على النزوح نحو مناطق "أكثر أمنا".