بالصور: مصائر السوريين في بيروت

قبل انفجار بيروت وبعده


حين بدأنا هذه المادة، كان الهدف منها تسليط الضوء على معاناة ومشاعر السوريين في بيروت، وهم يعيشون واقع الثورة في لبنان ومن ثم الأزمة الاقتصادية للمرة الثانية بعد أن عاشوها وعاينوها للمرة الأولى في سورية. لم يكن يدور في تفكيرنا، ولا حتى خيالنا، أن يخبّأ الواقع بين طياته لهم كل هذا الأسى والموت والدمار، وكأن القدر مرسوم عليهم كصخرة سيزيف، أن يعيشوا الدمار ويقاربوا الموت مرة أخرى من خلال انفجار بيروت، وهم الذين عاشوه وعايشوه في سورية مرارا، فهل بات صاحبهم اللدود!

16 آب 2020

(بعد انفجار مرفأ بيروت، يقول عبد الجبار وهو عامل بناء، لحكاية ما انحكت: للوهلة الأولى كان وكأنو عم تشوف فلم وثائقي لقنبلة هيروشيما وبعد بثواني لمى وصل الضغط حسيت إنو هون خف الأوكسجين عندي وصرت بحالة تخبط... ويلي ننزل لتحت على كعب البناية ويلي اتفقد جورج وايفان ويلي أهلي الي ممكن ماعاد شوفون)

هذه المادة من إعداد خلدون بطل، وهو مصوّر سوري، تخرج من قسم الفوتوغرافي والفيديو بدمشق عام ٢٠٠٦. درس مسرح الشارع والكراكيب والمايم وقام بعدة عروض مع مجموعة خطى. شارك بالعديد من ورشات الفيديو آرت وعمل بمجال التصوير الصحفي والتقريري لعدة وكالات ووسائل إخبارية كمستقل. قام بتدريس مادة الفوتوغرافي والديجتال ما بين دمشق وبيروت عبر ثمانية سنوات مضت، وشارك بالعديد من مهرجانات ومعارض التصوير حول العالم والبلاد العربية بالمشاركة مع معهد غوته والثقافي الفرنسي بدمشق. حائز على جائزة المصورين العرب لعام ٢٠١١ بهامبورغ ألمانيا. وأسس مشروع الكرفان منذ عام ٢٠٠٨ بدمشق للفنون ضمن مناطق النزاع.

(لم تستطع هيفا أن تستكمل دراستها لولا تواجد عمل مناسب لها بمدخول جيد رغم أن جامعتها قدمت لها منحة تغطي تكاليف رسومها فقط. هيفا عملت طوال السنوات الماضية بلبنان بعد أن غادرت سورية، لكن كل ما جنته من عملها لا تستطيع تحصيله اليوم من حسابها البنكي بسبب الأزمة المصرفية اللبنانية التي انتهت إلى الحجز على أموال المودعين، رغم حاجتها كطالبة جامعية لهذه الأموال)
(منزل هيفا بعد انفجار بيروت)
(فراس الشيخ: يعمل كبارتندر من أجل مساعدة نفسه مادياً، حيث أنه لا يستطيع العمل بمجالات أخرى تتعلق بدراسته لعلوم الكمبيوتر. ويقول فراس لحكاية ما انحكت أن الوضع الاقتصادي بلبنان يدفعه للتفكير بالسفر بأقصى سرعة إلى بلد مستقر مادياً)
‎(شعوري وقت الانفجار، يعني فكرت أنا إنو عم يقصفونا لألنا صراحة، لهيك ضليت شوي محلي ما تحركت. إنو فكرت في ضربة تانية. بعدين عرفت إنو الضربة بعيدة عليا. إجيت سكرت جرة الغاز وطفيت قواطع الكهربا ونزلت بسرعة على مقهى رواق. خفت يكون صاير عليهن شي. يعني حسيت حالي بالحرب العالمية لما نزلت عالشارع... هههه... بس أي كنت مصدوم إنو كيف ممكن يصير هيك؟ وليش حظي خرا هيك؟ وهلق صرت آمن إنو ما في مكان بالعالم مستقر من دون حروب ومشاكل. ولحد اللحظة ما عم نام مليح، ولما نام بشوف كوابيس، وصاير عم خاف من الأصوات العالية/ الصورة من منزل فراس بعد التصوير)
(عبد الجبار، يعمل معلم بالبناء والحجر، لكنه يؤكد أن العمل بات قليل جداً ما بعد الوضع الاقتصادي السيء بلبنان وتدهور الليرة اللبنانية وفقدان الدولار الذي لم يعد يستطيع تأمينه لمساعدة عائلته بسورية)
(بعد انفجار مرفأ بيروت، يقول عبد الجبار لحكاية ما انحكت: للوهلة الأولى كان وكأنو عم تشوف فلم وثائقي لقنبلة هيروشيما وبعد بثواني لمى وصل الضغط حسيت إنو هون خف الأوكسجين عندي وصرت بحالة تخبط... ويلي ننزل لتحت على كعب البناية ويلي اتفقد جورج وايفان ويلي أهلي الي ممكن ماعاد شوفون/ الصورة من منزل مروان بعد الانفجار)
(المهدي شباط، خريج المعهد العالي المسرحي من قسم الدراسات المسرحية في دمشق. يعيش في بيروت منذ عدة سنوات. ويقول لحكاية ما انحكت قبل الانفجار بأيام: أحاول أن أوازن وضعي المعيشي الصعب مع خبرتي ودراستي ومحاولة خلق مشروعي الثقافي ولكن الفنان الجائع لا يستطيع تحقيق هكذا توازن وخاصة بعد الوضع الاقتصادي المتدهور بلبنان)
(يقول المهدي شباط بعد انفجار المرفأ لحكاية ما انحكت: "ما في شي بيوصف غير أنو الانفجارعايش جواتي كل يوم بحسوا عم يضربني ما عم استرجي أتطلع بالأصنصير وما عم بقدر اقعد لحالي، استفرغت كل الأفكارعن وجود مكان آمن بهذا العالم. الصورة من منزل مهدي بعد انفجار مرفأ بيروت)

مقالات متعلقة

بيروت: ماذا تَرك لنا الشُّعراءُ مِنك غير القصائد؟

12 آب 2020
بيروت، أفيقي لعلّنا نَعود بقصصك لأطفالنا عندما نعمّر حجارة البيوت المدمرة.بيروت، عبرنا إليك مثلما عبر أجدادنا بحثاً عن وجه الله في الشرق، وها نحن نغرق في ظلمتك، وقد ضُربت علينا...
بيروت... أية مرثية؟

05 آب 2020
لم هذا التشاؤم وهذا الحديث عن الموت؟ هل تموت المدن؟ هل يمكن لبيروت أن تموت؟ أليس الأمر مجرد تفجير عابر في سياق عابر؟ ألم تصمد بيروت في وجه الحرب الأهلية...
بيروت تحترق...

06 آب 2020
صحيح أن المدن تموت ولا تموت، وصحيح جدا أن بيروت ستلملم هزيمتها وتعود، وصحيح أن المدن لا تستسلم أبدا لطغاتها وملاليها وأمناء أحزابها الذين يرحلون كلهم إلى مزبلة التاريخ. إلا...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد