(يشكّل هذا المقال الجزء الأوّل من سلسلة من جزئين للكاتب جوزيف ضاهر يتعمّق فيها بتاريخ حزب العمل الشيوعي في سوريا).
"قصّة حزب العمل الشيوعي السوري (1976-1992): فصل من تاريخ اليسار في سوريا"(المرايا، 2020)، هو كتاب جديد للكاتب والناشط السياسي راتب شعبو يسلط الضوء على تجربة السياسية لحزب العمل الشيوعي السوري ، مقدّما قراءة هامة وضرورية عن المقاومة السياسية التقدّمية ضدّ النظام السوري من السبعينيات حتى التسعينيات. وراتب شعبو، مؤلف الكتاب، هو ناشط سياسي يساري سوري سُجن لمدّة 16 عامًا في الثمانينيات والتسعينيات لعضويته في حزب العمل الشيوعي المعارِض، وقبع لثلاثة أعوام من محكوميته في سجن تدمر العسكري الغنيّ عن التعريف لسمعته الرديئة والتابع للحكومة في سوريا.
من بين جميع الأحزاب اليسارية المعارضة للنظام السوري، لعلّ تجربة حزب العمل الشيوعي هي الأغنى في نشاطيّتها ورؤيتها السياسية، حيث ميّز الحزب نفسه عن غيره بمناظراته الداخلية الديمقراطية الحيوية وهيكليته، بالمقارنة مع منظمات شيوعية ويسارية أخرى افتقدت إلى التعدّدية وحافظت على إرث الفكر الستاليني (نسبةً إلى جوزيف ستالين).
ظهرت اتجاهات سياسية مختلفة على مرّ تاريخ حزب العمل الشيوعي، وتناقشت حول تحليلاتها للسياق السياسي ونوع التدخّلات اللازمة حينها والطريقة الأفضل للحزب للسير قُدُمًا. كذلك، تميّز الحزب بممارسات ونظرية سياسية أكثر دينامية، وبعيدة عن العقائدية، بالمقارنة مع أحزاب يسارية أخرى كانت متجذّرة بأغلبيتها في الإيديولوجيا الستالينية. منذ نشأته، اعتمد الحزب مقاربة أممية تربط مصير الطبقات الشعبية في المنطقة والعالم. لم يَسلم الاتحاد السوفييتي من انتقادات أعضاء الحزب، خصوصًا حيال سياساته في التعامل مع شؤون المنطقة.
كان أعضاء الحزب ينتمون إلى جميع الإثنيات والطوائف في سوريا، ما جعل منه الحزب الأكثر تنوّعًا على الأرجح بين الأحزاب اليسارية في البلاد. كذلك، تمتّعت النساء بوجود بارز ومتنامي في السنوات اللاحقة، على الرغم من غيابهنّ الواضح عن مواقع القيادة (ص: 191). بالإضافة إلى المشاركة الأساسية للنساء في المراحل الأولى للحزب من خلال "الحلقات الماركسية" أو المجموعات السياسية الجماعية، لعبن دورًا متزايد الأهمية خلال حقبات مختلفة من وجود الحزب. كما تعرّضت العضوات في الحزب بدورهنّ إلى حملات عديدة من الاعتقال على يَد الأجهزة الأمنية، خصوصًا في نهاية الثمانينيات مع ارتفاع أعدادهنّ وتعزّز مشاركتهنّ في الحزب.
كتب شعبو أنّ الأعداد الملحوظة للنساء في صفوف حزب العمل الشيوعي ونشاطيتهنّ ميّزت الحزب عن المجموعات الشيوعية واليسارية الأخرى حيث كان دور المرأة أقلّ بروزًا نسبيًا (ص. 194).
نشأة الحزب وتطوّره
تكبّد النظامان السوري والمصري هزيمة لاذعة في وجه الدولة الإسرائيلية خلال حرب الستّة أيّام التي أعلنت وفاة الحركات النابعة من القومية العربية. تخلّت مصر وسوريا ودول أخرى تدريجيًا عن سياساتها السابقة الاجتماعية الجذرية والمناهضة للإمبريالية، وأخذت أساليب ألتطور رأسمالية الدولة بالركود. فارتأت التقارب مع البلدان الغربية والممالك الخليجية واعتمدت النيوليبرالية، محبطة إصلاحات اجتماعية كثيرة، كانت اكتسبت شعبية لها بين فئات من العمّال والفلّاحين.
لكن، مباشرةً بعد هزيمة 1967، ظهرت موجة عامّة من الراديكالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن الأحزاب القومية العربية واليسارية، والتي كانت قد نشأت قبل بضعة أعوام. وبرز هذا الاتجاه خصوصًا مع ظهور منظمات فلسطينية يسارية مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في العام 1967 والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في العام 1969.
بالإضافة إلى بروز المقاومة الفلسطينية الراديكالية السياسية والمسلّحة، شهدت بلدان أخرى تبلورًا ملحوظًا لجماعات جذرية . في اليمن، شكّلت الجبهة القومية للتحرير ذات الاتجاه الماركسي، والتي تأسّست في العام 1963، جمهورية جنوب اليمن الشعبية (التي سُمّيت لاحقًا بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) في نهاية 1967، بعد أربعة أعوام من النضال ضدّ الاحتلال البريطاني. دشّنت هذه السيطرة التجربة الثوروية الأكثر جذرية خلال هذه الحقبة، لكن ظلّ تأثيرها محدودًا بسبب الفقر المُدقع في البلاد.
حينها، بدأ حراك مسلّح ذات تحرّر اجتماعي وقومي في محافظة ظُفار في عُمان المجاورة بتحدّي السلطة الرجعية للسلطان سعيد بن تيمور والنفوذ العسكري والسياسي البريطاني. انخرطت جبهة تحرير ظُفار، وهي جماعة انفصالية، في عملية جذرية نحو الماركسية، وأعادت تسمية نفسها بالجبهة الشعبية لتحرير عُمان والخليج العربي في العام 1968.
كذلك، تأسّست منظمات يسارية أصغر في لبنان، وسوريا، ومصر، وتونس في عملية الجذرية هذه. لعب حزب العمّال الشيوعي المصري الذي انبثق من هذا اليسار الجديد دورًا مهمًا في "انتفاضة الخبز" التي حصلت في مصر في 18 و19 يناير/ كانون الثاني 1977 كردّ على سلسلة من إجراءات التقشّف التي اتّخذها نظام أنور السادات، بما في ذلك رفع الدعم عن السلع الأساسية.
كانت معظم هذه الأحزاب السياسية مرتبطة في الأساس بحركة القوميين العرب التي كانت متواجدة في المنطقة [ii]. وفي إطار عملية الجذرية، زعمت هذه الأحزاب أنّ هزيمة يونيو/ حزيران 1967 كانت ناجمة عن اشتراكية "البرجوازية الصغيرة" التي روّج لها جمال عبد الناصر. بنظرها، فقط الحركات والمقاربات الراديكالية المتجذّرة في الماركسية، قادرة على التغلّب على الصهيونية، والإطاحة بالأنظمة الملكيّة الاستبدادية، وتحسين الظروف المعيشية للطبقات الشعبية.
جذور الراديكالية اليسارية في سوريا
لم تُكن سوريا في منأى عن عملية الجذرية. ففي العام 1965، أسّس مناضلو البعث السوري حزب العمّال الثوري العربي بناءً على فكر ياسين الحافظ وإلياس مرقص، وهما مفكّران حاولا التوفيق بين القومية العربية والماركسية. ضمن حزب البعث، نفّذ ضبّاط شباب مصطفّون مع الجنرال اليساري صلاح جديد انقلابًا في 23 فبراير/ شباط 1966. كانوا يمثّلون الجناح اليساري من حزب البعث، والذي ظلّ حاكمًا إلى أن أقال وزير الدفاع حافظ الأسد في ذلك الوقت الجنرال جديد في العام 1970.
تركت الاعتقالات التي نفّذتها الأجهزة الأمنية للدولة السورية في مايو/ أيار 1978 الحزب من دون قيادة فعلية، لأنّ فقط ثلاثة من بين القادة الـ11 رابطة العمل الشيوعي كانوا لم يُسجنوا بعد.
يمنح تاريخ حزب العمل الشيوعي بقلم شعبو نظرة مهمّة إلى حزب سياسي غير معروف جيّدًا أو يتمّ تجاهله غالبًا من الأوساط التقدّمية في سوريا والخارج. لا يجوز أن تضيع الدروس المستقاة من الحزب خلال دراسة استراتيجيات وأخطاء مجموعات المعارضة المهيمنة التي برزت منذ مارس/ آذار 2011.
في هذا السياق، نشأت "الحلقات الماركسية" في منتصف الستينيات، وانبثقت عنها لاحقًا رابطة العمل الشيوعي في العام 1976 وحزب العمل الشيوعي في العام 1981.
كانت الحلقات الماركسية في البداية مجموعات نقاشية منتشرة في جميع أنحاء سوريا، ويناقش ضمنها المشاركون المسائل السياسية في العالم العربي من خلال النظرة الماركسية. كان لكلّ من الدوائر دينامية خاصّة، وتطوّرت كلّ دائرة بشكل مستقلّ في البداية. وكان أعضاء الدوائر الماركسية ينسّقون سويًا ويعملون جماعيًا.
كان معظم الأعضاء الأساسيين طلّابًا وقوميين عربيين سابقين منخرطين في عمليّة الجذرية. كانوا يرغبون في تحدّي الاستبداد وإيجاد سبيل للسير قُدُمًا في سوريا بعد هزيمة العام 1967 (ص. 31). بحلول العام 1974، باتت الدوائر الماركسية موجودة في جميع المدن والجامعات الرئيسية وضمن الجيش السوري وفي نقابات عمّالية ومؤسسات مهنية وفي سهل الغاب الريفي في محافظة حماة التي شهدت انتفاضات ملحوظة للفلّاحين في أواخر الستينيات (ص. 38-39) [iii]. اشتهرت هذه الحلقات بمنشورات عديدة، منها "الراية الحمراء" و"الشيوعي" و"النداء الشعبي"، ودامت حتى العام 1991.
مع نهاية صيف 1976، بعد ثلاثة اجتماعات كبيرة [iv]، تشكّلت رابطة العمل الشيوعي وضمّت حوالي 30 مندوبًا عن أكثر من 120 عضوًا. انتُخبت لجنة مركزية من 15 شخصًا لتمثيل قيادة الحزب الجديد ولجنة عمل من خمسة أشخاص (ص. 97). وصفت رابطة العمل الشيوعي الحديثة الإنشاء نفسها بـ " "فصيل الماركسي-اللينيني مهمتة المركزية العمل مع بقيّة الفصائل الماركسية اللينينية في ألساحة السورية لبناء فرع سوري للحزب الشيوعي العربي، هدفه رفع وعي وتنظيم وتعبئة الطبقة العاملة وحليفائها لها الطبقيين لإنجاز الثورة الاشتراكية بالأفق الأمامي البروليتاري"." (ص. 99).
بعد أقلّ من عام، في مارس/ آذار 1977، واجهت رابطة العمل الشيوعي حملات الاعتقال الأولى في تاريخها. سُجن عشرات الناشطين في دمشق، وحماة، وحلب، واللاذقية. واستهدفت أربع حملات قمعية أخرى الرابطة بين أكتوبر/ تشرين الأوّل 1977 وأبريل/ نيسان 1979 (ص. 120). نتيجة المزيد من الاعتقالات التي نفّذتها أجهزة أمن الدولة السورية في مايو/ أيار 1978، حُرمت رابطة العمل الشيوعي من أيّ قيادة فعلية. فمن بين قادتها الـ11، لم يسلَم سوى ثلاثة من الاعتقال حينها.
مع ذلك، تابعت الرابطة نشاطاتها. في سبتمبر/ أيلول 1979، انتخبت الرابطة لجنة عمل جديدة ونشرت برنامجًا انتقاليًا ركّز على "مهمة إسقاط السلطة (السورية) وبناء حكومة ديمقراطية ثورية" (ص: 124).
باشر حزب العمل الشيوعي نشاطاته خلال الثمانينيات حتى بداية التسعينيات، حيث توقّفت بشكل شبه كلّي بسبب حملات القمع المتعاقبة من الحكومة. في أبرز الأفعال الأخيرة لحزب العمل الشيوعي في عام 1990، نظّم الحزب تظاهرة لـ300 أمّ، وشقيقة، وزوجة لأعضاء مسجونين من الحزب أمام قصر الشعب في دمشق
في أغسطس/ آب 1981، تأسّس حزب العمل الشيوعي رسميًا في مؤتمر عام في لبنان بحضور 55 مندوبًا، بمَن فيهم امرأتين. كتب شعبو أنّ تغيير الإسم لم يكُن رمزيًا وشكليًا فحسب، إنّما كان علامة يأس من قدرات الرابطة في ربط وتنسيق عمل ونشاطات الحزب الشيوعي السوري الرسمي والمجموعات المنشقّة عنه، خصوصًا مكتبه السياسي بقيادة رياض الترك [v]، وفي التحوّل إلى حزب شيوعي ثوري بالفعل. في قراءة شعبو لهذا الانتقال، ارتأى أعضاء المؤتمر أنّه لم يبقَ من داعٍ سياسي أو نظري لتأجيل التأسيس الرسمي لـ"حزب" سياسي و"في الضرورة الموضوعية والطبقية تقتضي ذلك دون أدني شك " (ص. 176). تمثّلت في اللجنة المركزية ثلاثة تيارات رئيسية: تيار تروتسكي [vi]، التيار " العقلاني " [vii] ، وتيار يساري جديد (ص. 177) [viii].
باشر حزب العمل الشيوعي نشاطاته خلال الثمانينيات حتى بداية التسعينيات، حيث توقّفت بشكل شبه كلّي بسبب حملات القمع المتعاقبة من الحكومة. في أبرز الأفعال الأخيرة لحزب العمل الشيوعي في عام 1990، نظّم الحزب تظاهرة لـ300 أمّ، وشقيقة، وزوجة لأعضاء مسجونين من الحزب أمام قصر الشعب في دمشق.
بعد عامين، اعتقلت السلطات عبد العزيز الخير الذي كان آخر قادة حزب العمل الشيوعي غير المسجونين [ix]. سُجن 13 أشخاص آخرين في ذلك الوقت لعلاقتهم المشتبهة بالحزب. بالتالي، بات الحزب غير نشط تقريبا. كما كان لانهيار الاتحاد السوفييتي أيضًا في بداية التسعينيات عواقب إيديولوجية على الحزب، إذ مال بعض الأعضاء أكثر إلى أشكال معيّنة من الليبرالية عوضًا عن الإيديولوجيات الماركسية.
لكن، خلال ما عُرف بربيع دمشق في بدايات أعوام 2000، بعد وصول بشار الأسد إلى سدّة الرئاسة، لعب عدد من الأعضاء السابقين دورًا في إنشاء المنتديات، وصالونات النقاش والمناظرات، في جميع أنحاء البلاد. في دمشق، أسّس منيف ملحم، عضو قيادي سابق في حزب العمل الشيوعي، "منتدى اليسار" الذي اضطُرّ وغيره إلى التوقّف لاحقًا تحت ضغط من الأجهزة الأمنية.
في أغسطس/ آب 2003، أعلن الحزب عودته إلى الساحة السياسية، وأصدر بعد ذلك منشورًا جديدًا بعنوان "الآن". لكن، بالنسبة للكثير من الأعضاء السابقين، لم يعُد الحزب يمثّل تطلّعاتهم الأصلية والقيم اليسارية التي كانت سائدة في الستينيات والسبعينيات.
على الرغم من استمرار وجود حزب العمل الشيوعي خلال أعوام 2000 و2010، جاهر أعضاء كثيرون بانخراطهم السياسي ضدّ نظام الأسد كأفراد مستقلّين وليس كأعضاء في الحزب. ولعبوا دورًا في انتفاضة عام 2011 من خلال مجموعات، ولجان، وائتلافات يسارية مختلفة ضمن حركة التظاهرات الشعبية.
خلال الانتفاضة، دعم حزب العمل الشيوعي التظاهرات وكان عضوًا مؤسسًا في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارِضة. كما أُخفي عبد العزيز الخير، الذي كان القائد الرئيسي للهيئة، حينها قسرًا على يَد قوى الأمن التابعة للنظام في سبتمبر/ أيلول 2012 في طريق العودة من المطار إلى دمشق، ولم ترِد أي معلومات عن مصيره منذ ذلك الحين.
يمنح تاريخ حزب العمل الشيوعي بقلم شعبو نظرة مهمّة إلى حزب سياسي غير معروف جيّدًا أو يتمّ تجاهله غالبًا من الأوساط التقدّمية في سوريا والخارج. لا يجوز أن تضيع الدروس المستقاة من الحزب خلال دراسة استراتيجيات وأخطاء مجموعات المعارضة المهيمنة التي برزت منذ مارس/ آذار 2011.
ملاحظات:
[ii]: تعود جذور الحركة إلى الجامعة الأميركية في بيروت مع الأستاذ السوري قسطنطين زريق، وهو مناصر قويّ للقومية العربية. ضمّت قيادة الحركة ستّة طلّاب من الجامعة الأميركية في بيروت: فلسطينيين هما جورج حبش ووديع حداد؛ لبناني هو صالح شبل؛ عراقي هو حامد الجبوري؛ كويتي هو أحمد الخطيب؛ وسوريّ هو هاني الهندي.
[iii]: في العام 1969، قمعت الحكومة البعثية قسرًا انتفاضة للفلّاحين التي تندّد بنظام يجعل الفلّاحين مدينين للبنك الزراعي للتسديد لرجال أعمال في منطقة الغاب.
[iv]: عُقد الاجتماع الأوّل في دمشق في نوفمبر/ تشرين الثاني 1974، والثاني في دوما في 1975، والثالث في حلب في 1976، وشكّلت هذه الاجتماعات بحكم الأمر الواقع المؤتمر العام الأوّل لرابطة العمل الشيوعي.
[v]: انشقّ المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري عن هذا الأخير بسبب السلوك المتسلّط لأمينه العامّ خالد بكداش، والاختلافات بشأن مسائل عربية وقومية. بحلول 1976، بات الموقف تجاه النظام السوري نقطة اختلاف أيضًا بين الحزب الشيوعي السوري والمكتب السياسي بسبب تدخّل الجيش السوري في لبنان، والذي أدانته فصيل رياض الترك. لكن، حتى 1976، ظلّ أعضاء "الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي" في مؤسسات الجبهة الوطنية التقدّمية (ائتلاف من الأحزاب السورية القومية واليسارية الداعمة للحزب السوري) والمجلس الشعب (ص. 139).
[vi]: كانت هذه التيارات مقرّبة من الأممية الرابعة، وقدّمت تحليلًا نقديًا واقتراحات للحزب. جسّد ملحم هذا المَيْل بشكل ملحوظ ولعب دورًا رائدًا في تاريخ حزب العمل الشيوعي، كما أنّه سُجن لأكثر من 15 عامًا على يَد النظام بين 1981 و1997.
[vii]: وفق شعبو، لم يتنظّم التابعون لهذا التيّار في اتجاه سياسي محدّد ولم ينسّقوا في ما بينهم. تبعوا خطّ الحزب المتّفق عليه في الاجتماع التأسيسي له في أغسطس/ آب 1981.
[viii]: يوصف هذا المَيل بالـ" تيار الأصوليةاللينينية"، وفيه شكل من أشكال الفهم :"الميكانيكي" للتاريخ. و كان الهدف تحقيق ثورة اشتراكية من خلال استراتيجية الجبهة الشعبية، "والخلطة هي"الإنتفاضة" الشعبية العسكرية المشتركة، والبرنامج الإنتقال البند الأول منه إسقاط الحكم البورجوازي الديكتاتوري وإقامة حكومة ثورية مؤقتة" (ص: 177) .
[ix]: أُفرج عنه في 2005، وشارك في العام 2007 في تأسيس " تجمّع اليسار الماركسي"، الذي ضمّ رابطة العمل الشيوعي، والحزب اليساري الكردي، وهيئة الشيوعيين السوريين، وتجمّع الماركسيين الديمقراطيين، واللجنة التنسيقية لأعضاء الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي.