هذا النص جزء من سلسلة الخيال العلمي.
على الرغم من إنّه عمري 37 سنة بس حسب يلي قالولنا ياه إنّه الوضع هو هو، يعني ما تغير شي من زمان لهلق، يمكن من شي 100 سنة أو أكتر، لكن إذا فكرت بطريقة ما، كشخص عاش الحرب ولا يزال، بحس إنّه ما في شي رح يتغير.
المكان من الممكن يتغير، وهذا أمر طبيعي، لكن بحس إنّه الأخلاق رح تضل متل ما هي، أو يمكن رح تزيد سوء على الأغلب، رح تسود أخلاق التجارة أو المصالح، أخلاق إنّه كلشي هو ملك لشخص واحد، دولة واحدة، تيار سياسي واحد، علم واحد... الخ.
من ناحية ثانية ما بتخيل إنّه التربيّة رح تتغير إو تختلف، آباءنا حاولوا إنه يربونا بطريقة مثاليّة نوعًا ما، لكن طلعنا غير، ربّما لأنّه الوضع هيك بده، ونحنا عم نربي أبنائنا هلق على المثاليّة و عدم الإيذاء و الكذب وغيرها من الأشياء السيئة يلي ما لازم يقربوا عليها، لكن أنا كسوري، المستقبل دائمًا بحسه حامل بإيده سكينة و بده ياك تتغير غصبًا عنك.
بطبيعة الحال أولادنا كمان رح يتغيروا، الأمر يبدو ماله علاقة بالتكنولوجيا أو إنه بعد 300 سنة رح يصير في تغير، إيه رح يصير تغير بالتأكيد لكن مو عندنا، أو بلكي ما رح نستفيد من هل التغيرات التكنولوجيّة إلا بالنذر اليسير متل ما بيقولوا بالعادة.
ما بتخيل إنّه رح نخترع صواريخ او بدنا نعمل نقلة نوعية بالشي الموجود أساسًا، والقادم من أوروبا أو اليابان أو البلاد المتطورة. نحن اساسًا ناس مستهلكين فقط، يعني ناس حابين ما نتعب بشي، بل يجي كل شي لعندنا بدون أي عناء او محاولة تفكير بالصنع أو الاختراع.
الحياة هي نفسها من مئات السنين في المنطقة وما تغير فيها شي، يعني كاركترات (شخصيّات) بتروح وبتجي كاركترات تانية بتقعد محلها، والسبب هو الموت طبعًا. يعني التغيير بيصير على أثر فكرة الموت، بيموت كاركتر وبيجي واحد تاني محله يعني، بس نفس الطريقة في التعبير نفس الطريقة في التلقين ونفس الطريقة في التفكير والتربية و غيره وغيراته.
بحس إنّه، بدون رياء أو بدون مبالغة، الشي يلي حصل معنا كسوريين خلال عشر سنوات من عمر الحرب السوريّة بدنا أكتر من ثلاثمئة سنة لينتسى أو لتروح آثار هالشي. معقول كم الإصابات بالسرطانات مثلًا على إثر المولدات الكهربائيّة الخاصة، ودخنة حراقات البترول المنتشرة!
مستحيل! رح يضل الوضع متل ما هو، من الممكن إنّه يقول يلي بييسمعني إنه أنا سوداوي، إيه أنا سوداوي لأنّه من 37 سنة الموضوع هو نفسه نفسه، مستحيل يتغير شي.
رح يقول واحد: فيسبوك وناسا وصواريخ وضمان صحي و... شو اسمه عيش كريم، رح قله إيه عندنا كمان فيسبوك للتشهير و عندنا ناسا للتدمير وعنا صواريخ للموت وعنا ضمان صحي لحتى تمرض بس مو لحتى تتعافى، وبطبيعة الحال عيش غير كريم.
أوقات بحس حالي انه كلياتنا بالمنطقة جوات حاوية زبالة، بيجي حدا من برا وبيبلش يفلفش و يختار، هي زبالة منيحة من الممكن إعادة تدويرها لتكون سيئة أكتر في المستقبل، و هي مانها منيحة، مستقبلها للزت ولا منقدر نستفيد منه.
هيك الوضع كلّه ورح يضل متل ما هو حتى مو لـ 300 سنة القادمة، يمكن للألف سنة القادمة. الموت هو الموت، و اللا تغيير هو اللا تغيير، وكلّ شي جامد تقريبًا يعني من آلاف السنين.