قصة مرسومة: هذا ما فعله كوررونا...

من ملكة الحجر إلى مسنة باهتة الملامح


حكاية مرسومة قام بتصميمها رامي خوري، محرّر الوسائط المتعددة والفيديو وتحرير الصور والصوت في موقع حكاية ما انحكت، بناء على حكاية كتبتها الصحفية سيماف حسن، ونُشرت سابقًا تحت عنوان"هذا ما فعله كورونا".

17 كانون الأول 2021

رامي خوري

محرّر الوسائط المتعددة في الفيديو وتحرير الصور والصوت في موقع حكاية ما انحكت، وهو مسؤول عن محتوى الفيديو والبودكاست والرسوم البيانية، كما يعمل لصالح موقع البوابة الإنجليزيّة وعمل سابقًا مع مواقع عديدة منها تومسون رويترز، ويعمل في النمذجة ثلاثيّة الأبعاد والنحت الرقمي.

بناء على مادة كتبتها "سيماف حسن" تحت عنوان "هذا ما فعله كورونا" وقام رامي خوري بتصميم هذه القصّة المُصوّرة.

 

 لم يكن العمل من المنزل أمراً غريباً بالنسبة إليّ، إذ منذ أربعة أعوام حين عرفت أن الاختلاط مع زملاء العمل ليس الخيار الأفضل بالنسبة إليّ، حاولت أن أركز غالباً على فرص العمل التي تتيح لي البقاء بالـ"بيجاما" طوال اليوم، لكن بقائي مع أهلي الذين اعتادوا الخروج للعمل، جعل الأمر أشبه بالبقاء في سيارة صغيرة متوقفة وسط طريق معتمة دون وجهة محددة.
 التحفيز الذي ترافق مع الأيام الأولى للبقاء في المنزل جعلني أستنفذ ربما الطاقة المخصّصة لشهر، قد لا يبدو الأمر منطقياً من الناحيتين الصحية والنفسية،  إلا أنّ مرور أول أسبوعين من الحجر جعلني أثق بهذا الأمر.
 بدأت أطبخ كميات هائلة من أطعمة أجرّبها للمرة الأولى، أصوّر كل الطيور التي تتيح لي الشرفة رؤيتها، أخلط كل الزيوت الموجودة، وأضيف إليها حبوباً مطحونة من كل الأنواع لأصنع منها "ماسكات" لبشرتي، أتربص بكل شعرة زائدة على وجهي، أزيلها فور ظهورها، أحوّل المطبخ إلى غرفة عمل بدوام مزدوج، لأطبخ فيه ظهراً، وحين أستيقظ، وأستبدل لوح التقطيع بلابتوبي على طاولة المطبخ مساءاً.
 بعد موجة النشاط تلك، أصبحت أراقب الحي من شرفة المنزل، أسكن في حي أعتبره أغرب الأحياء في العالم، يشتهر حيّنا بكلابه التي تنبح طول اليوم، ومنذ فترة أصبح حماران أبيضان يتجولان ليل نهار من شارع لآخر حديث الحي، تشبهنا الأحياء التي نسكنها ونشبه منازلنا.

مقالات متعلقة

قصة مرسومة: في أحوال المنفيين

19 تشرين الأول 2021
حكاية مرسومة قام بتصميمها رامي خوري، محرّر الوسائط المتعددة والفيديو وتحرير الصور والصوت في موقع حكاية ما انحكت، بناء على حكاية كتبها محمد ديبو، ونُشرت سابقًا تحت عنوان"في أحوال المنفيين".
قصة مرسومة: أعطتني سترة ابنها المعتقل

26 تشرين الثاني 2021
حكاية مرسومة قام بتصميمها رامي خوري، محرّر الوسائط المتعددة والفيديو وتحرير الصور والصوت في موقع حكاية ما انحكت، بناء على حكاية كتبها مصعب حمود، ونُشرت سابقًا تحت عنوان"أعطتني سترة ابنها...
قصة مرسومة: سوريات صُغرى في العالم الكبير

28 أيلول 2021
حكاية مرسومة قام بتصميمها رامي خوري، محرّر الوسائط المتعددة والفيديو وتحرير الصور والصوت في موقع حكاية ما انحكت، بناء على حكاية كتبها محمد ديبو، ونُشرت سابقًا تحت عنوان"سوريات صُغرى في...
قصة مرسومة: من سوريا العثمانيّة إلى الأرجنتين

07 أيلول 2021
حكاية مرسومة قام بتصميمها رامي خوري، محرّر الوسائط المتعددة في الفيديو وتحرير الصور والصوت في موقع حكاية ما انحكت، بناء على حكاية كتبها خضر خالد، ونُشرت سابقًا تحت عنوان"من سوريا...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد