(هذا المقال جزء من ملف بالشراكة بين "حكاية ما انحكت" و"أوريان ٢١"، يستكشف عواقب الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا في شباط ٢٠٢٣).
منذ حدوث الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من شباط/ فبراير ٢٠٢٣، ويدي ترتجف! قلت ربّما هو نقص في الحديد وأحتاج إلى تحليل دم، لكنّي أظن أنّ للأمر بعدٌ نفسي أعمق من مجرّد أعراض فقر الدم، هو الخوف!.
بينما أرفع فنجان القهوة لأشرب تهتز يدي، أحاول تثبيتها من الكوع كي لا تسقط القهوة، أنجح لكن ليس كما يجب. مشهد القطرات على الطاولة يأخذني إلى هناك مرّةً أخرى. هل نشبه الأرض إلى كلّ هذا الحد؟ ماذا لو ملّت الأرض صراع من عليها فنفضت نفسها ليتوّقفوا؟ ليس عليّ أن أرى كلّ ما حولي من ناحية روحانية، لكن من ينكر أنّ أصل الإنسان طين وأننا جزء منها وإليها!.
في السادس من فبراير/ شباط الماضي ضرب زلزالان مدمران بقوة 7.7 و7.6 درجات على مقياس ريختر جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا، تلتهما آلاف الهزّات، وأسفرا عن وفاة أكثر من 50 ألف شخص وحدوث دمار كبير في المباني والبنية التحتية. في الكوارث كما في غيرها تدفع الأقليات الثمن الأكبر، ما بالك بأصحاب التقاطعيات منها.
المقصود بالأقليات هنا اللاجئين السوريين في كلا البلدين، يعاني اللاجئون السوريون في تركيا، وفي لبنان من تمييز عنصري بات لا يُخفى على أحد في شتى مجالات الحياة. ومن بين هؤلاء هناك فئة تعاني من عدوانية وإقصاء بشكل مضاعف، ألا وهم أفراد مجتمع الميم عين من اللاجئين السوريين.
هذا الرسم تكريماً لهم ولمعاناتهم، ولمحاربة التهميش الدائم الذي يتعرضون له، سواء خلال الحياة اليومية أو في الأزمات والكوارث، ومنها كارثة الزلزال.