حوار مع مدير التصوير سامر الزيات (٣)

حمشو أنتج مسلسلًا ب 1.5 مليون دولار لأجل القيادة


"في العام ٢٠٠١ أنتج في سوريا مسلسلين عن صلاح الدين الأيوبي. البحث عن صلاح الدين، إخراج نجدت إسماعيل أنزور، وصلاح الدين الأيوبي إخراج حاتم علي. كان نجدت بدأ العمل قبل أن نبدأ نحن، حاول حاتم علي إقناع محمد حمشو، الواجهة لأعمال ماهر الأسد، تأجيل المسلسل للعام التالي معللًا بأن إنتاج مسلسلين عن نفس الموضوع في نفس العام سوف يضر بكلا المسلسلين. أصر محمد حمشو على إنتاج المسلسل معللًا أن القيادة تريد ذلك"، هذا ما يقوله مدير التصوير التلفزيوني، سامر الزيّات في هذا الحوار الطويل والشيّق مع سوريا ما انحكت، والذي يستعرض فيه محطات حياته وعمله. في الجزء الثالث من الحوار يحدّثنا سامر عن تفاصيل تدخل نظام الأسد في إنتاج الأعمال التلفزيونية، ويعرج على محطات أخرى من عمله مع المخرج حاتم علي، وتغير سلوك حاتم خلال التصوير، من شخص عصبي إلى آخر هادئ بعد أن كسب من الخبرة الكثير.

03 شباط 2025

إياس المقداد

سينمائي ومسرحي سوري، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الباليه دمشق- سوريا 2005، حاصل على درجة الماجستير في الفنون السمعية البصيرة من جامعة الآب لوقا بروكسيل- بلجيكا 2013، ماجستير في صناعة الفيلم من الأكاديمية الملكية للفنون في جينت 2019 - 2021 . مصمم رقص وصانع أفلام يركز في عمله على التجريب كمنهج وأسلوب عمل للبحث في أشكال الفن المعاصر في السينما وفنون الأداء.

مقدمة

يُعدّ سامر الزيات من أهم المصوّرين التلفزيونيين السوريين خلال فترة التسعينات وحتى العام ٢٠١٤. ارتبط باسمه كمدير تصوير بالعديد من الأعمال التلفزيونية التي شكّلت ذاكرة أجيال كاملة داخل سوريا وخارجها. حاول من خلال مهنته انتزاع الاعتراف بمكانة التقنيين العاملين في الانتاجات التلفزيونية، ولفت النظر إلى دورهم الأساسي في تلك الأعمال إلى جانب الفريق الإبداعي من كتّاب ومخرجين وممثلين. تكمن أهمية البحث في التجربة المهنية الغنية للزيات في إتاحتها الفرصة لفهم طبيعة الطفرة في صناعة التلفزيون في سوريا منذ عقد التسعينات وحتى اليوم . تلك الصناعة التي اتخذت من تقاليد صناعة السينما هاديًا لها، ومرشدًا فنيًا وتقنيًا.

يتمحور الحديث مع الزيات حول تجربته المهنية والإنسانية، وعن كواليس الدراما السورية منذ مرحلة التشكّل الأولى، وصولًا إلى مرحلة التألق والمنافسة على الصعيد العربي. دور الفنيين في تشكيل تلك الصناعة، والمفاهيم الفنية والتقنية التي أفرزتها الممارسات المهنية في هذا المجال خلال العقود الثلاثة الماضية. إلى جانب الحديث عن علاقة الإنتاج التلفزيوني وتطوّره بالسلطة ورأس المال في بلد مثل سوريا، انتهاءًا بانطلاق الثورة السورية وتغيير المعادلات على صعيد صناعة التلفزيون. نتوقف معه على نحو خاص عند تجربته الطويلة مع المخرج حاتم علي، وما الذي جعل حاتم مخرجًا متفرّدًا، والقطيعة الفنية بينهما لفترة، التي تسبّب بها آخرون، ثم عودتهما للتواصل الفني والإنساني في النهاية. يصف سامر في الجزء الثالث من المقابلة، الأجواء في الوسط الفني وخلال تصوير المسلسلات، وسلوك ممثلين محسوبين على النظام، مع اندلاع الثورة، واضطراره لمغادرة سوريا.

سامر الزيات، مخرج ومصوّر ومدير تصوير تلفزيوني سوري من مواليد دمشق في أيلول العام ١٩٧٢. بدأ رحلته المهنية كمصوّر صحفي عبر وكالة محلية خاصة سورية تزوّد وكالات الأنباء العالمية بالأخبار. بدأ الزيات العمل في الدراما التلفزيونية منذ العام ١٩٩٧ وعمل مع ألمع مخرجي الدراما التلفزيونية السورية، على رأسهم، حاتم علي ونبيل المالح والليث حجو، وغيرهم من المخرجين. أنجز خلال مسيرته المهنية أيقونات في العمل التلفزيوني الدرامي مثل "الزير سالم" و"ربيع قرطبة" و"التغريبة الفلسطينية" و"أحلام كبيرة" و"الفصول الأربعة" بجزئيه. كما صوّر العديد من الأفلام الوثائقية، والفيديو كليب.

أُجري الحوار في الثامن عشر من أكتوبر ٢٠٢٤

إياس: هل لك أن تحدثني عن دور رأس المال في صناعة الدراما السورية. عن دور السلطة في دعم وتمويل تلك الصناعة. في بلد كسوريا كان لا يمكنك فتح دكان دون أن تكون السلطة موافقة على ذلك. من معرفتك بكواليس هذه الصناعة، حدثني عن دور السلطة ورأس المال في توجيه، وتطوير تلك الصناعة.

سامر: يمكنك تتبع تلك العلاقة بين السلطة والمال في صناعة الدراما التلفزيونية في سوريا من خلال سيرة عدد من الشركات. كان منها شركة الشام الدولية للإنتاج التلفزيوني، والتي كان يملكها باسم عبد الحليم خدام. شركة البراق التي كان أحد المساهمين بها مدير التصوير هشام المالح. شركة العرب الدولية لأكرم الجندي صاحب محطة شام لاحقًا، وشركة الرحبة الفنية التي كانت تعود ملكيتها لهيثم حقي.

حوار مع مدير التصوير التلفزيوني سامر الزيات (١)

11 كانون الثاني 2025
"في جنازة حافظ الأسد كانت الكاميرا التي أحملها هي الكاميرا الوحيدة القادرة على التجوّل حول مشفى الشامي التي كانت فيها جثة حافظ الأسد، وحول القصر الجمهوري في حي المالكي بدمشق....

كانت الشام الدولية شركة ذات إمكانيات مادية هائلة بالإضافة لعلاقتها الوثيقة بالنظام. ثم ظهرت شركات أخرى كشركة سوريا الدولية، والتي كان يملكها محمد حمشو. إلى جانب منتجين آخرين وشركات أخرى كانت مرتبطة بالنظام، كشركة الإنتاج التي كان يديرها عماد ضحية ابن ضابط معتبر في نظام الأسد، والذي كان شريكًا لنجدت إسماعيل أنزور. ابن رئيس الوزراء محمود الزعبي، مفلح الزعبي أنتج مسلسل الثريا الذي أخرجه هيثم حقي عام ١٩٩٦. منتجو التلفزيون في سوريا كانوا صنفين، الأول يملك رأس المال والعلاقات الضرورية لتسويق المنتج التلفزيوني عند المحطات التلفزيونية العربية، إلى جانب العلاقة الضرورية بالسلطة كي تتمكن الشركة من تنفيذ المشروع داخل سوريا. أما الصنف الثاني فكانت شركات تمثل السلطة بشكل مباشر وتدار بواسطة عناصر مرتبطة بالنظام بشكل مباشر، ينفذون أجندة النظام، وكانت تتاح لتلك الشركات مقدرات مالية ضخمة، مكنتها من المنافسة في سوق الإنتاج التلفزيوني بأعمال ذات إنتاج ضخم. كل الإنتاج التلفزيوني كان مرتبطًا بطريقة أو بأخرى بالنظام.

إياس: كيف استطاع مخرجو الدراما التلفزيونية قبول العمل في ظروف مماثلة؟

سامر: كان بعضهم قادرًا على فرض شروطه، ممن أنتجوا أعمال مهمة خلقت لهم سمعة تحميهم عند عملهم مع شركات إنتاج تلفزيوني يستتر خلفها أطراف في النظام السوري. كان حاتم علي من المخرجين القلة الذين كانوا قادرين على فرض شروطهم على كل شركات الإنتاج، وأضع ألف خط تحت كلمة قلة. كانت الشروط التي يضعها حاتم تبدأ بالقضايا الفنية وفريق عمله، والتي لا يتدخل فيها أحد، وصولًا إلى التدخل في شكل الإنتاج الذي يحتاجه العمل.

منتجو التلفزيون في سوريا كانوا صنفين، الأول يملك رأس المال والعلاقات الضرورية لتسويق المنتج التلفزيوني عند المحطات التلفزيونية العربية، إلى جانب العلاقة الضرورية بالسلطة كي تتمكن الشركة من تنفيذ المشروع داخل سوريا. أما الصنف الثاني فكانت شركات تمثل السلطة بشكل مباشر وتدار بواسطة عناصر مرتبطة بالنظام بشكل مباشر، ينفذون أجندة النظام، وكانت تتاح لتلك الشركات مقدرات مالية ضخمة، مكنتها من المنافسة في سوق الإنتاج التلفزيوني بأعمال ذات إنتاج ضخم. كل الإنتاج التلفزيوني مرتبطًا بطريقة أو بأخرى بالنظام.

في العام ٢٠٠١ أنتج في سوريا مسلسلين عن صلاح الدين الأيوبي. البحث عن صلاح الدين، إخراج نجدت إسماعيل أنزور، وصلاح الدين الأيوبي إخراج حاتم علي. كان نجدت بدأ العمل قبل أن نبدأ نحن، حاول حاتم علي إقناع محمد حمشو، الواجهة لأعمال ماهر الأسد، تأجيل المسلسل للعام التالي معللًا بأن إنتاج مسلسلين عن نفس الموضوع في نفس العام سوف يضر بكلا المسلسلين. أصر محمد حمشو على إنتاج المسلسل معللًا أن القيادة تريد ذلك. يعرف كل السوريين أن في القصر الجمهوري صورة كبيرة لمعركة حطين التي انتصر فيها صلاح الدين، ومن المعروف شغف حافظ وبشار الأسد الدعائي بشخصية صلاح الدين. محمد حمشو قال، سوف أنجز هذا المسلسل ولا أريد بيعه، سوف أضعه على رفوف المكتب. المسلسل كلف حينها ما يقارب المليون ونصف المليون دولار أمريكي. هذا يعطيك فكرة عن كيفية عمل النظام وعلاقته بصناعة التلفزيون بشكل مباشر أو غير مباشر. إذا سمعوا عن عمل مهم يمكن أن يحقق جماهيرية عالية، وتكلفته مرتفعة فإنهم يتصدون لإنتاجه، والقرار بإنتاج مثل تلك الأعمال هو ليس قرار فرد، أو شركة إنتاج، بل هو قرار سياسي.

على الرغم من معرفتنا بكل ما سبق، حاول حاتم ونحن معه أن نحقق عملًا عن صلاح الدين يخضع لشروط حاتم الفنية والتقنية، وأن يكون مادة للتجريب في صناعة الدراما، يحترم المراجع التاريخية الموضوعية. كان مسلسل صلاح الدين المسلسل الأول في تاريخ الدراما العربية الذي استخدم قياس الصورة من حجم ١٦/٩، في الوقت الذي كان فيه السائد في التلفزيون الحجم القياسي المعروفة للصورة ٤/٣ كان هذا من الإضافات التي قمنا بها سعيًا منا للاقتراب بالصورة التلفزيونية إلى مقاييس وقيم الصورة السينمائية ليصبح قياس الصورة ١٦/٩ هو السائد في السنوات التي تلي.

الكثير من الناس تعرف كواليس بقعة ضوء. كانت تأتي الأوامر من مكتب ماهر الأسد شخصيًا. كانت تصل قوائم بأسماء الممثلين الذي يجب أن يشاركوا في المسلسل، وقوائم أخرى بأسماء الممنوعين عن العمل.

فارس الحلو على سبيل المثال، وبعد الجزء الأول والثاني توقفت مشاركته بمسلسل بقعة ضوء. ليس لأن فارس أراد ذلك، على الإطلاق، فارس الحلو استبعد عن بقعة ضوء بأوامر من ماهر الأسد. مجموعة كبيرة من الممثلين والكتاب كان عليهم حظر من العمل في بقعة ضوء، أحد الكتاب الممنوعين كان عدنان زراعي. كانت تأتي أوامر أكثر تفصيلًا مرتبطة بلعب هذا الممثل أو ذاك لدور ما في لوحة ما من لوحات المسلسل. بسام كوسا كان من غير المرغوب بعملهم في بقعة ضوء على سبيل المثال، وهنا أنا أتحدث عن مسلسل جماهيري واستمر لسنوات طويلة، وتعاقب على إخراجه العديد من المخرجين.

ما أود قوله أن علاقة النظام مع الإنتاج التلفزيوني هي علاقة طويلة، ومتداخلة. سورية الدولية ومثيلاتها من الشركات ما كانت إلا مراكز لتبييض الأموال، وتنفيذ أجندة النظام. لا يوجد منتج على وجه الأرض يصنع عملًا مستعد لوضعه على الرف، لكن محمد حمشو كان لديه أوامر واضحة بإنتاج هذا العمل وبأحسن الظروف الفنية. الرقابة العليا كانت مفروضة على الجميع وبالحذاء، وما كان لنا نحن المشتغلين بهذه المهنة داخل زواريب الممنوع والمسموح، إلا أن نقدم أفضل رؤيا ونتيجة لا تشكل خيانة لمبادئنا الإنسانية والمهنية.

هذا يعطيك فكرة عن كيفية عمل النظام وعلاقته بصناعة التلفزيون بشكل مباشر أو غير مباشر. إذا سمعوا عن عمل مهم يمكن أن يحقق جماهيرية عالية، وتكلفته مرتفعة فإنهم يتصدون لإنتاجه، والقرار بإنتاج مثل تلك الأعمال هو ليس قرار فرد، أو شركة إنتاج، بل هو قرار سياسي.

إياس: حدثني عن تجربة مسلسل الزير سالم، والذي يعد واحدًا من أهم الأعمال في تاريخ الدراما التلفزيونية السورية المعاصرة.

سامر: كان جورج صليبا من يملك حقوق العمل فهو من استكتب المرحوم ممدوح عدوان لإنجاز مسلسل عن الزير سالم، وكان ينوي إنتاجه، لكن أنتجته في النهاية شركة سوريا الدولية، وكان سلوم حداد المنتج المنفذ لهذا العمل. عندما كنت أعمل في مكتب جورج، كان واحد من مهامي أن أستلم الحلقة التي ينجزها ممدوح عدوان من مسلسل الزير سالم بخط يده، لأقوم بكتابتها على الآلة الكاتبة، ثم أقوم بنسخ مجموعة من النسخ من تلك الحلقة، وأقوم بإيصال نسخة مباشرةً للأستاذ هيثم حقي الذي كان ينوي إخراج العمل. عرفت مسلسل الزير بكل تفاصيله من لحظة كتابته، ولم يخطر في بالي ولو للحظة واحدة بأني سوف أصور هذا المسلسل. في العام ٢٠٠٠، استلم سلوم حداد مديرًا فنيًا لشركة سوريا الدولية. وأول مشروع للشركة كان إنتاج مسلسل الفوارس، ثم عرض سلوم على محمد حمشو مسلسل الزير سالم، لكن محمد حمشو لم يكن متحمسًا للمشروع. تصرف سلوم بشكل منفرد بدافع حبه للنص وشخصية الزير بشراء السيناريو الذي كتبه ممدوح عدوان من ماله الخاص من جورج صليبا، ليتمكن بعد ذلك من إقناع محمد حمشو بإنتاج العمل. عندما تم ذلك الاتفاق جاء سلوم إلى الأستاذ هيثم من أجل إخراج العمل، لكن رأي هيثم حقي كان، أن العمل يحتاج إلى مخرج شاب، فاقترح هيثم حقي على سلوم حداد أن يقوم حاتم علي بإخراج هذا المسلسل. وهذا ما كان، بدأنا مع حاتم العمل على النص الذي أعرفه جيدًا بشغف كبير. أراد حاتم من السينماتوغرافيا الخاصة بالعمل أن تفصل الممثلين عن الخلفية، وهذا تقنيًا يتطلب عدسات طويلة بحيث تظهر التفاصيل بشكل غائم خلف الشخصيات. أراد أن يجعل من شخصيات المسلسل كأنها خارجة من قلب الحكاية، ولأجل ذلك اتفقنا على تلك الألوان الترابية، والتي شكلت الهوية اللونية للمسلسل.

الزير سالم كان بداية مرحلة جديدة في صناعة المسلسلات التلفزيونية في سوريا والمنطقة. كان نجاحًا منقطع النظير. الشركة المنتجة ما زالت حتى اليوم تحصل على عائدات مالية عالية عن عرض مسلسل الزير سالم.

إياس: هناك محطة مهمة ثانية كانت مع حاتم وهي ثلاثية الأندلس وصقر قريش وربيع قرطبة، وملوك الطوائف… لنتحدث عن هذه التجربة المميزة.

سامر: لقد كانت رباعية، النص الرابع كان عن سقوط غرناطة، لكن المشروع لم يتم بسبب خلافات بين وليد سيف وحاتم علي، ثم ظهرت مشاكل أخرى مع شركة الإنتاج.

أستطيع القول أن نص مسلسل صقر قريش كان النص الوحيد الذي قمت بقراءته كاملًا في ليلة واحدة. فعلت ذلك بسبب سحر النص الذي كتبه الأستاذ وليد سيف. نص مكتوب باللغة العربية الفصحى لكنه يضج بالحيوية، والحركة، خالٍ من التكلف. نص تاريخي لا ينزع إلى التقعر والمبالغة في الأحداث، بل يعرض لقصة تلك المرحلة بنظرة إنسانية خالصة، شخصيات مؤنسنة خالية من التعظيم. هذا ما كان الجمهور العربي يتابعونه في أعمال حاتم علي التاريخية، بشر طبيعيون، يأكلون ويشربون، يحبون ويكرهون. أستطيع القول أن ثلاثية الأندلس، وتحديداً صقر قريش كان خلاصة الخبرة الفنية والتقنية لدي ولدى حاتم. تراكم الخبرة الذي كان لدينا ظهر جليًا في تلك الأعمال الثلاثة. في هذه الأعمال الثلاثة دفعنا بمذهب التجريب الذي نتبعه إلى الأقصى للحصول على الأفضل والأجمل، حتى لو كان الأفضل والأجمل أصعب. واجهنا كل الصعوبات من أجل إبراز القيمة الفنية، والفكرية التي يجب أن يتحلى بها أي عمل تاريخي يتصدى لموضوع بحجم تاريخ الأندلس، والذي ما يزال موضوع درس واكتشاف من الخبراء والدارسين في مجال التاريخ والفن والثقافة.

الكثير من الناس تعرف كواليس بقعة ضوء. كانت تأتي الأوامر من مكتب ماهر الأسد شخصيًا. كانت تصل قوائم بأسماء الممثلين الذي يجب أن يشاركوا في المسلسل، وقوائم أخرى بأسماء الممنوعين عن العمل.

أتحدث عن نفسي، في صقر قريش كنت ممتلكًا لأدوات التعبير، كنت قد امتلكت المعرفة الكافية لإدراك ما علي فعله كمدير تصوير في سبيل ترجمة السيناريو المكتوب إلى صورة. قدرة أعلى على فهم رؤية المخرج، وتوجيهاته، لتحويلها إلى لقطة بحجم معين، أو حركة للكاميرا بطريقة معينة تخدم الغرض الفني والمعرفي المنشود. حتى حاتم علي كان يمتلك في هذا العمل نضجًا أعلى كمخرج. أستطيع القول أنه بعد العام ٢٠٠٢ ومسلسل صقر قريش، بات لحاتم علي مكانة أكبر في عالم الدراما التلفزيونية كمخرج صاحب رؤية، ومقدرات إخراجية إبداعية متجددة. وما كان لحاتم أن يحقق منجزه الكبير، وتلك السمعة الكبيرة دون التفاني في العمل، والسعي الدائم إلى التطور. كان حاتم يقلق من أي عمل منافس يتناول نفس موضوع عمله بمشاعر طفولية بريئة. يشك بقدراته وما يفعل على الرغم من خبرته وثقافته العالية، كما هم كل المبدعون، متشككون بما يفعلون، باحثون عن الاختلاف والفرادة. كان يمتلك حاتم تلك الفرادة.

حوار مع مدير التصوير التلفزيوني سامر الزيات (٢)

21 كانون الثاني 2025
"كان المذهب الفني الذي اتبعه حاتم كمخرج وتبنيته أنا، هو المذهب التجريبي الذي يبحث في الأسلوب لتكسيره وإيجاد طرائق جديدة لتركيبه بشكل معاصر. أسلوب يستجيب لحقيقة تطور خبرة الجمهور وذائقته...

إياس: هناك عمل آخر كان له وقع وتأثير كبير على الجمهور العربي، التغريبة الفلسطينية، حدثني عن تلك التجربة.

سامر: التغريبة الفلسطينية عمل صنف من قبل المراجع على أنه أهم عمل تلفزيوني عربي خلال العقدين الأخير. لم تكن التغريبة الفلسطينية مجرد عمل تلفزيوني وفقط. إنجاز المسلسل، وما حققه هو الوسام الذي أضعه على صدري. إذا سألتني ما هي أهم ثلاثة أعمال عملت عليها فإنها بالترتيب، رقم واحد التغريبة الفلسطينية، إثنين، أحلام كبيرة، ثلاثة، الزير سالم.

كتب الدكتور وليد سيف التغريبة الفلسطينية قبل أكثر من عشرين عامًا، من إنتاج سوريا الدولية له في ٢٠٠٤، وقد أنتج فعلًا نسخة من هذا العمل في تلك الفترة في الأردن. لكن العمل ظهر بإمكانيات متواضعة جدًا. عمل محصور داخل جدران الأستوديوهات مما أفقد صورة العمل الحيوية، وبالتالي فقد القدرة على التأثير بذاكرة المتلقي، فأراد وليد سيف أن يعاد إنتاج هذا العمل لأنه لم يقتنع بالنسخة التي صنعت في الاردن سابقًا. عرف حاتم علي بسيناريو التغريبة الفلسطينية بحكم علاقته بوليد سيف، وكانا متحمسين جدًا لإعادة إنتاج هذا العمل بإمكانيات أفضل باتت متاح. كانت تجربتي الإنسانية مع تصوير هذا العمل استثنائية. كنت أذرف الدموع خلال تصوير الكثير من مشاهد المسلسل متأثرًا بالأداء وكأنه حقيقي. في مشاهد خالد تاجا، وتحديدًا بعد مرحلة التهجير من فلسطين وحياة اللجوء، لم أتوقف عن البكاء خلال تصوير تلك المشاهد. لا يمكن تخيل حجم المسؤولية التي كنا نشعر بها عند صناعة هذا العمل. كان الجميع ومنذ لحظة قراءة النص مدركين لحجم العمل، وأهميته. كان عندي إحساس عميق بالمسؤولية كمدير تصوير للكيفية التي يجب أن تظهر بها صورة تغريبة الشعب الفلسطيني. عملنا كفريق على تفاصيل التفاصيل. أنتجت التغريبة الفلسطينية في نفس السنة التي أنتج بها مسلسل أحلام كبيرة. في رمضان العام ٢٠٠٤ كنا ما نزال نصور الأجزاء الأخيرة من مسلسل التغريبة، وقد بدأ عرض العملين على شاشات التلفزيون. كل يوم وبعد التصوير، كان يجتمع الفريق كاملًا بصحبة حاتم علي لنتفرج على حلقات التغريبة الفلسطينية، وأحلام كبيرة. في الأيام الثلاثة الأولى، أصابني اكتئاب بسبب الكم الهائل من اتصالات العتاب على أسلوب التصوير المستخدم في أحلام كبيرة. إذا كنت تذكر فقد اخترنا في أحلام كبيرة أن يكون هناك اهتزاز دائم باللقطات. كل ذلك النقد مع تهنئة لي على ما أفعل في التغريبة. حبست نفسي في غرفتي في الفندق بسبب تلك الاتصالات المعاتبة على أسلوب التصوير في أحلام كبيرة، توقفت عن مشاركة المجموعة في متابعة الحلقات. ليبدأ نفس الأشخاص الذين عاتبوني في الأيام الأولى بالاتصال مجددًا ليخبروني بأنهم أدركوا ما فعلناه في أحلام كبيرة على الصعيد السينماتوغرافيا، ليتحول هذا العمل إلى نجاح ساحق، إلى جانب النجاح المذهل الذي حققه مسلسل التغريبة الفلسطينية. ٢٠٠٤ كان عام الإنجازات الفنية. لقد كانت سنوات الانطلاق والإبداع، تجربتنا جميعًا خلال السنوات السابقة راكمت الكثير من المعرفة التي أغنت خيالنا والطموح. إلى جانب الظروف الإنتاجية التي أتاحت على سبيل المثال الاستعانة بمصمم المعارك لفيلم طروادة، أو الاستعانة بفنانين مكياج من إيران، فالإيرانيون ذوي خبرة في هذا المجال، فالسينما الإيرانية هي الأفضل في منطقتنا، وكان حاتم أول من استعان بهم في مسلسل الزير سالم. ما أريد قوله، كان حاتم علي حريص على الاستعانة بأي خبرات فنية أو تقنية للنهوض بأعماله الدرامية. كما أنه رحمه الله كان يملك قدرة على نقل تلك العدوى إلى الفريق بالكامل، كان قادرًا على استفزاز قدراتنا لتصل إلى الأقصى. كان في سوريا حاتم علي، وكان إلى جانبه فريق بات يعرف بفريق حاتم علي، كنا نحن مجموعة، وباقي الدراما السورية في مجموعة أو مجموعات أخرى. حتى على مستوى معدات التصوير، كان حاتم عندما يعمل مع شركة إنتاج، يحصل فريقنا على أفضل المعدات الموجودة في الشركة، ونترك ما بقي من المعدات لإنجاز الأعمال الأخرى التي تعمل عليها الشركة.

كان حاتم يقلق من أي عمل منافس يتناول نفس موضوع عمله بمشاعر طفولية بريئة. يشك بقدراته وما يفعل على الرغم من خبرته وثقافته العالية، كما هم كل المبدعون، متشككون بما يفعلون، باحثون عن الاختلاف والفرادة. كان يمتلك حاتم تلك الفرادة.

معلومة للتاريخ، حاتم علي رحمه الله عرض علي أن أكون مسؤولًا عن الإضاءة، والصورة في مسلسل التغريبة الفلسطينية. خلال السنوات السابقة على التغريبة بدأت المشاكل تظهر بيني وبين أحمد إبراهيم أحمد. اجتمعت للتصالح مع أحمد إبراهيم أحمد أربع مرات، الأولى بعد مسلسل الزير، والأخيرة كانت قبل تصوير ملوك الطوائف. عرض علي حاتم العمل معه في السنة التي أنتجت بها التغريبة الفلسطينية، لكني رفضت قبل معرفة طبيعة العمل. صرحت لحاتم بأني لا أملك أي إمكانية للعمل مع هذا الإنسان مجددًا. الكيمياء بيننا غير متناغمة، وطبيعة عملنا تقتضي العمل معًا عن قرب. من المجهد أن تعمل في إنتاج وأنت على خلاف مع الأشخاص الذين تعمل معهم. تخيل أنني وحاتم علي، وإبراهيم أحمد، لم نقل لبعضنا كلمة صباح الخير لأكثر من خمسة عشر يومًا خلال تصوير الزير سالم، هذا مجهد على كل الأصعدة. عمل بحجم الزير سالم، المخرج، ومدير التصوير، ومدير الإضاءة غير قادرين على الحديث مع بعضهم البعض. فعرض علي أن أكون مسؤولًا عن الإضاءة والصورة في التغريبة، فرفضت لسببين، الأول أن حجم العمل الذي يطلبه حاتم من الإضاءة والصورة في ظروف العمل التلفزيوني من الصعب لشخص واحد تلبيتها، والسبب الثاني، أنه ليس من أخلاقي، أن أسطو على عمل الآخرين.

إياس: ما طبيعة المشكلة بينك وبين أحمد إبراهيم أحمد؟

سامر: التوصيف المهني لكلينا كان هو المشكلة، كان يريد أحمد إبراهيم أحمد أن يكون توصيفه المهني مديرًا للتصوير والإضاءة، وأنا كنت مصرًا على الفصل بين إدارة الصورة وإدارة الإضاءة، كما تحدثت آنفًا. في مسلسل ملوك الطوائف كنت مسؤولًا عن إخراج المعارك ومونتاجها، قمت بمونتاج ما يقرب الـ ٧٠ ٪ من معارك هذا العمل. وعدني حاتم حينها بأن يكون توصيفي المهني في ملوك الطوائف مديرًا للتصوير. عند عرض الحلقة الأولى من المسلسل وكنا ما نزال نصور الحلقات الأخيرة منه كالعادة. قرأت اسمي في الشارة كمدير للتصوير، اعترض أحمد إبراهيم على ذلك، فقام حاتم بتغيير الشارة في تلك الليلة ليصبح إبراهيم أحمد مديراً للتصوير والإضاءة، وبرر حاتم تصرفه بقوله، أنه لم يتمكن من فرض رأيه في هذا الموضوع. بعد حدوث ذلك صارحت حاتم بأني لن أعمل مجددًا في عمل فيه هذا الرجل.

إياس: ما نوع السلطة التي يمتلكها أحمد إبراهيم أحمد ليخيف حاتم علي إلى هذه الدرجة؟

سامر: أحمد إبراهيم أحمد، ابن أخت اللواء علي حيدر. فقط لهذا السبب، ويمكنك نشر هذا الأمر عني، حاتم علي كان يخاف أحمد إبراهيم أحمد لصلة قرابة الأخير بعلي حيدر، وأنا مسؤول عن هذا الكلام. قالها لي حاتم، أنا أخاف من أحمد إبراهيم. وكان قراري حينها بعدم العودة للعمل مع حاتم. لكننا عدنا للعمل فورًا بمسلسل على طول الأيام، فقمت بتخيير حاتم بيني وبين أحمد، فاختارني أنا، واستعان بالأستاذ جورج لطفي الخوري كمدير للتصوير والإضاءة. وفي هذا العمل كان حاتم يحضر لفيلم محمد علي، والذي لا يمكنني أن أعمل فيه كمصور، لأنه كان مرسومًا أن يصور بالخام السينمائي، وأنا لا أمتلك تلك الخبرة، لكن حاتم كان مصرًا أن أكون إلى جانبه، فعرض علي أن أكون مساعده في هذا العمل. فرحت جدًا بذلك، وبدأت العمل بجد على كل تفاصيل عمليات ما قبل التصوير من تفريغ النص، والعمل مع فنان الستوري بورد على إنجاز رسوم ثنائية البعد للقطات الفيلم، لكن وفجأة سحب حاتم مني كل ذلك دون أن أعرف السبب، والذي عرفته بعد مضي عامين والذي كان أساسه محاولات المثنى صبح فصل علاقتي المهنية مع حاتم ليستفيد من خبرتي كمدير تصوير في بداية مشواره لضمان نتيجة فنية أفضل له.

أياس: حدثني عن تجربتك مع المخرجين الذين خرجوا من عباءة هيثم حقي وحاتم علي.

سامر: عملت مع الجميع، الليث حجو والمثنى صبح وزهير قنوع وسامر برقاوي ورامي حنا. مع ماهر صليبي صورت فيلم حدوتة المطر، والذي نال جائزة عن الإضاءة والتصوير في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون في العام ٢٠٠٦ وكانت جائزتي الثانية. كنت منفتحًا للعمل مع الجميع ومن أجل هدف واحد وهو دعم هؤلاء المخرجين الجدد الذين آمنت بموهبتهم. المخرج الذي عملت معه بشكل أكبر بعد تجربتي الطويلة مع حاتم علي، كانت مع المثنى صبح. صنعت معه مسلسل على حافة الهاوية، وليس سرابًا، والدوامة، وجزء البداية من مسلسل القعقاع. انفصل المثنى عن حاتم على خلفية عدم رضاه عن تسليم حاتم علي مهمة مخرج الكاميرا الثانية لسامي الجنادي، عوضًا عنه. كاد أن يترك التصوير أثناء تصوير مسلسل صقر قريش لكني عملت أنا، والهادي قرنيط، وأحمد إبراهيم على ثنيه عن فعل ذلك، وقمنا بإصلاح الأمر بينه وبين حاتم. عمل المثنى على مسلسل اسمه مشاريع صغيرة وكان أول مسلسل يوقعه كمخرج، وكان من إنتاج سوريا الدولية، وبطولة سلوم حداد. سلوم كان يتبنى المثنى صبح، وقام بإعطائه هذه الفرصة، ومارس ضغوطًا على إدارة سوريا الدولية من أجل ذلك. كانت نتيجة العمل سيئة بتقييم العاملين في هذا المجال. عملت معه في المسلسل التالي الذي أخرجه وهو على حافة الهاوية، أنا كمدير تصوير وأحمد الحموي مديراً للإضاءة، فحصل عن هذا العمل على جائزة أدونيا كأفضل إخراج. وعملت مع آخرين في تجاربهم الأولى كزهير قنوع الذي صنع في العام ٢٠٠٦ فيلماً من بطولة غسان مسعود، وديما قندلفت بعنوان باب الحديد. مع سامر برقاوي عملت على بقعة ضوء ٢٠٠٦… حاتم علي طلبني لصناعة فيلم سيلينا، لكني لم استطع العمل في هذا الفيلم لأني كنت مرتبطاً بمسلسل الدوامة. على الرغم عن توقفي عن العمل مع حاتم، إلا أن العلاقة لم تنقطع يومًا… توفي حاتم ولم أتحدث إليه أبدًا في الأسباب التي قادت إلى تلك القطيعة بيننا وعن المتسببين بها. في العمل الأول الذي عمل عليه حاتم بدوني (الغفران) بطولة باسل خياط وسلاف معمار. قصي خولي كان مشاركًا مع حاتم علي، ومع العمل الذي كنت أعمل عليه حينها، قال قصي خولي أن حاتم ينادي على مدير التصوير الذي يعمل معه (أبو سمرة)، عندما كنت أعمل معه لم يكن ينادي على شخص غيري، وكان ينادي علي بأبو سمرة. بالعودة إلى هذا الجيل من المخرجين أستطيع القول أن البعض منهم كان لديه هدف واحد، وهو تكسير رأس حاتم علي.

الأفلام السوريّة.. هل تُنتج لجمهور غربي؟ وهل يشاهدها السوريون/ات؟

03 تشرين الأول 2024
ما هو الفيلم السوري؟ كيف يتم إنتاجه؟ وهل يتم إنتاج الأفلام السوريّة لجمهور غربي؟ وهل يمكن الحديث عن موجة سينمائية جديدة في سوريا؟ هذه الأسئلة وغيرها تعالجها هذه الدراسة.

إياس: بأي معنى تكسير رأس حاتم علي؟ نحن نتحدث عن أشخاص كان من المفروض أن يكونوا الأقرب إليه.

سامر: تحطيم حالة حاتم علي الفنية، كانوا يصرحون بذلك في مجالسهم الشخصية. لم يكن سعيهم عندما بدأوا الإخراج بأن يقوموا بصناعة منجزهم الخاص فقط، بل كانوا يريدون لذلك المنجز تحطيم حاتم علي وتفوقه.

إياس: هل كان من السهل العمل مع حاتم علي كمخرج؟ كنت أسمع عن تصرفاته في التصوير تجعل من فكرة العمل معه أمرًا مقلقًا، غير محبب.

سامر: كان حاتم علي ديكتاتورًا، وعصابي المزاج، ليس بعصبي، نعم. كان ذلك في بداية مسيرته كمخرج في أعمال مثل، الزير سالم، صقر قريش، ربيع قرطبة، والتغريبة، وصولًا إلى العام ٢٠٠٧. في تلك المرحلة أعترف بأنه كان لا يطاق. يركز فقط على النتيجة التي يسعى إليها. كان الفريق يرتجف من حاتم، حتى ابن حمى حاتم المخرج سامي الجنادي، ومهندس الصوت محمد علي أخو حاتم، الجميع كان يرتجف منه، لم يكن يقبل أي خطأ من أي أحد. إذا تلعثم أحد الممثلين أمام الكاميرا فإن حاتم يذله، وكانوا جميعًا إذا كان لديهم مشكلة ويريدون أن إيصالها لحاتم كانوا يلجؤون إلي، كنت قادرًا على التواصل مع حاتم، كنت أخبره عن المشكلة وأقدم حلًا لها.  لكن يجب القول أنه بعد ذلك تحول حاتم علي إلى شخص مختلف. في مسلسل قلم حمرة، عندما عملنا في مصر، كان حاتم إنسانًا مسالمًا، يملئه الحزن، كان شخص مختلف بعلاقته بالتصوير، كان ما يزال حريص على النتيجة لكنه كان أكثر هدوءًا، وأظن أن السبب مرتبط بالثورة وخروج حاتم من سوريا على خلفية موقفه السياسي.

إياس: لكن تلك الطريقة بالعمل تحولت إلى أسلوب عند الكثير من المخرجين، أن يكون التعالي والإهانة هو الأسلوب المتبع في إنجاز الأعمال الدرامية.

سامر: ذلك صحيح، لكن الفرق أن حاتم كان يفعل ذلك من أجل النتيجة، وعند اكتمال وتطور تجربته تغير. لا أعتقد أن البقية لديهم نفس المبررات، وليس لديهم القدرة على التحول بالطريقة التي تحول بها حاتم علي. كنا نعلم أن حاتم عندما يبدأ بالصراخ فإن أمرًا كارثيًا قد حدث، ليس كمثل المثنى صبح، يصرخ لأجل الصراخ، أو كمثل زهير قنوع الذي كان يقول للجميع "كلو خرا" لإسكات الناس أثناء التصوير. كان ذلك الأسلوب هو الأسلوب الذي يجب أن يتبعه المخرج ليكون مخرجًا. كانت المشكلة الأساسية عند حاتم رحمه الله أنه كان يفتح أذنيه للدساسين كمثل أحمد إبراهيم أحمد الذي كان يجلس بقربه ويبث سمومه.

كان فريق حاتم يعمل لمدة ثمانية أشهر لإنجاز عملين في العام. كنا نقضي وقتًا مع بعض أكثر من الوقت الذي كنا نقضيه مع أهلنا، فكان من المؤسف أن تكون العلاقات مبنية بتلك الطريقة المريضة.

إياس: لقد أطلقت على ابنك البكر اسم تيم حسن، أليس كذلك؟

سامر: صحيح، كان تيم حسن صديقًا مقربًا، ولشدة حب زوجتي ( لنا) لتيم حسن اختارت اسم تيم للابن الأول. كنا مقربين جدًا، وكان بيننا زيارات عائلية… قصي خولي كان على رأس الدبكة في عرسي أنا ولنا. خالد تاجا كان في العرس مع نائلة الأطرش، حاتم علي، عابد فهد، وأخوه عامر فهد… سلوم حداد، طاهر ماملي، الهادي قرنيط وزوجته رنا جمول، الليث حجو، المثنى صبح، رامي حنا، والكثير من العاملين في الدراما التلفزيونية… ما أريد قوله أنهم جميعًا كانوا أصدقاء لما يزيد على الخمسة عشرة عامًا.

إياس: في نهاية العام ٢٠١٠ بدأ الربيع العربي بالانفجار، تونس، ليبيا، مصر… قبل وصول تلك الشعلة إلى سوريا، كيف كان المزاج في كواليس العمل الدرامي بالعلاقة مع تلك الأحداث الكبيرة؟

سامر: كنت أعمل في مسلسلين في تلك الفترة من ٢٠١٠، مسلسل في حضرة الغياب، عن الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش. ومسلسل شيفون الذي كان أيضًا من إخراج نجدت إسماعيل أنزور، في ٢٠١١. منذ تفجر المظاهرات في تونس كنت على الأخبار طوال الوقت إذا لم أكن منشغلًا بالتصوير. في تلك الفترة لم أشارك مع زوجتي لنا في أي مناسبات اجتماعية، حتى أننا لم نخرج في رأس السنة للاحتفال على غير العادة. عندما بدأت الثورة في سوريا، كنا نصور مع نجدت في مسلسل شيفون. كانت تربطني بإسماعيل أنزور علاقة وثيقة وقديمة، وكان يكن لي محبة واحترام. لم تتح لنا فرصة العمل معًا سابقًا بسبب التزامي بالعمل مع حاتم، لتأتي الفرصة أخيرًا في هذين العملين. عندما كان يدخل أحد الزوار إلى موقع التصوير، يقوم نجدت أنزور بالتعريف عني بعرعور الفنيين، كناية عن موقفي السياسي المؤيد للثورة. هذا يعطيك صورة عما كانت عليه حالتي في تلك الفترة. في دمر البلد في العاصمة دمشق كنا نصور لقطات خارجية، فخرجت بالقرب منا مظاهرة طيارة، لا استطيع وصف مشاعري التي تملكتني، تركت التصوير راغبًا بالمشاركة، ليقفز الشباب ويحاولون منعي، ثم انتهت المظاهرة و أختفى المتظاهرون بلمح البصر. كانت الصورة بالنسبة لي حلم.

إذا تلعثم أحد الممثلين أمام الكاميرا فإن حاتم يذله، وكانوا جميعًا إذا كان لديهم مشكلة ويريدون إيصالها لحاتم كانوا يلجؤون إلي، كنت قادرًا على التواصل مع حاتم، كنت أخبره عن المشكلة وأقدم حلًا لها. لكن يجب القول أنه بعد ذلك تحول حاتم علي إلى شخص مختلف. في مسلسل قلم حمرة، عندما عملنا في مصر، كان حاتم إنسانًا مسالمًا، يملئه الحزن، كان شخصا مختلفا بعلاقته بالتصوير، كان ما يزال حريصا على النتيجة لكنه كان أكثر هدوءًا، وأظن أن السبب مرتبط بالثورة وخروج حاتم من سوريا على خلفية موقفه السياسي.

إياس: يخطر في بالي هذا السؤال، ما الذي يدفع شخص مثلك يعمل في مجال الدراما التلفزيونية، ولديه سمعة كبيرة مهنية مكنته من أن يكون في الصف الأول في مهنة التصوير التلفزيوني، مرتبط بعلاقات صداقة عميقة مع ممثلي، ومخرجي سوريا من النجوم… إلى جانب العلاقة مع المنتجين في وسط فني مرتبط بالسلطة. كان يمكن أن تظل واقفًا خلف كاميرتك دون الحاجة للتعبير بشكل فاضح عن موقفك السياسي.

سامر: أنا لم أكن يومًا ممن يقفون خلف الكاميرا فقط، أنا صاحب مشروع. لم أكن المصور الذي يتلقى التعليمات من نوع تضييق الكادر، أو توسيعه، أو خفض الكاميرا، أو رفعها. أنا مصور صاحب رؤية. اليوم أستطيع أن أقول ذلك دون أن أشعر أن ما أقوله غرور. أنا أعمل بطريقة مختلفة، ولست كأي مصور آخر وقف خلف الكاميرا، فأنا فنان صاحب موقف.

إياس: ما هو مشروعك؟

سامر: الوصول إلى السينما، أن أصنع فيلمًا…

إياس: وما الذي منعك من تحقيق فيلمك وأنت سامر الزيات بكل تلك السمعة، ومع كل تلك العلاقات؟

سامر: الثورة اندلعت، ولم تتح لي الفرصة… وأنا لم أستطع السكوت، كنت اسب على بشار الأسد علنًا.

إياس: كيف كانت الأجواء في التصوير خلال فترة بداية الثورة؟

سامر: كان يصور معنا الممثل زهير عبد الكريم، وكانت الثورة ما تزال محصورة في درعا. بعد انتهائه من التصوير، وفجأة وبدون أي مقدمات وقف في وسط موقع التصوير ليبدأ بالتصفيق كالمهرج وهو يصرخ بشعار الشبيحة حينها "أبو حافظ… أبو حافظ". فريقي الخاص من الفنيين شباب من داريا، ومن درعا، ومن أماكن أخرى مناصرة للثورة ولديهم من أهلهم من هو معتقل، أو مخطوف، أو ملاحق… إلخ كانوا يريدون الهجوم عليه، لكني قمت بتهدئة الشباب، وتبعت زهير عبد الكريم الذي تربطني به علاقة قديمة من أيام الزير سالم، وبيننا الكثير من المودة والاحترام. قلت له خارج موقع التصوير، أرجوك لا تقم ما قمت به مجددًا لأني لا أستطيع أن أضمن ما الذي سوف تكون عليه ردة فعل الشباب العاملين معي، أو ردة فعلي أنا شخصيًا. إذا عدت إلى مثل تلك الأفعال الاستفزازية فإني لن أقف متفرجًا. والكثير من القصص والتفاصيل… الفضاء في دمشق وسوريا عمومًا بدأ يضيق، لجان شعبية في الحارات تشبح للنظام وتعتدي على الناس. وصراعات يومية خلال العمل مع الممثلين المؤيدين. أضف إلى ذلك تهديدًا شخصيًا من أحمد إبراهيم أحمد ابن أخت علي حيدر. نقل التهديد إلى ممثل لبناني في ٢٠١١ يقول: أخبر سامر الزيات أن يهدئ وإلا فإنه لن يرى خيرًا… كانت فترة بشعة.

السينما السورية في المنفى: حوار مع صانع الأفلام: عروة النيربية (16)

06 كانون الثاني 2021
"ماهي "السينما السورية"؟ ...هل نعرفها على أساس جنسية المخرج/ة؟ على أساس موضوع الفيلم؟ مصادر التمويل؟ القصة؟ أو على أساس إجماع بين السوريين/ات بأنه "فيلمهم"؟ لست متأكداً من أني أعرف كيف...

إياس: كيف اتخذت قرار مغادرة سوريا؟

سامر: تم القرار على مراحل… في الأسبوع الأخير من تصوير مسلسل ضبو الشناتي إخراج الليث حجو، تم اعتقال عماد للمرة الثانية.  عماد سعسع، صديقي من سنة الـ ١٩٨٦. عماد لم يكن مجرد صديق في دائرة الأصدقاء، بل كان هو نقطة المركز في تلك الدائرة. على خلفية مشاركته في مظاهرة الجامع الأموي تم اعتقال عماد، واستطعت بواسطة نجدت اسماعيل أنزور من إخراجه. في ٢٠١٢ وصل خبر إلى زوجتي لنا أن الأمن أعتقل والدها، خرجنا من البيت كالمجانين، وقبل وصولنا إلى قلب العاصمة وصلنا اتصال من عمي والد زوجتي يسأل أين نحن، فقلت له بأنا سوف نصل إلى منزلهم خلال خمسة دقائق، ليقول بأنه مع عناصر الأمن في بيتنا في جمرايا. قدت السيارة بسرعة جنونية مع زوجتي عائدين إلى المنزل لأجد أكثر من ٨٥ عنصر أمن كلهم ملتحين. صعدنا درج المنزل نشق طريقنا بين العناصر الواقفين على أدراج البناء الذي أسكن فيه. في المنزل كان هناك عمي مع رئيس المجموعة. طبعًا عرفت عن نفسي بأني مصور تلفزيوني وبأني أعمل مع نجدت أنزور، أضف إلى أن المنزل كان مليئًا بالنصوص الدرامية، والرفوف تحمل الجوائز التي حصلت عليها من عملي، كل ذلك ساهم في ضبط سلوك المجموعة، أخذوا جهاز الكومبيوتر، وكل الصور، والنيجاتيف الخاص بي وغادرنا مع المجموعة الأمنية إلى فرع تحقيق الأمن السياسي في الخطيب في دمشق، ومر الأمر على خير. بعد هذه الحادثة أخرجت زوجتي لنا وأبنائي من سوريا في الـ ٢٠١٢ إلى القاهرة، وبات من غير الممكن لي العودة إلى بيتي، وذلك بسبب المعارك قد وصلت إلى منطقة جمرايا والهامة ودمر البلد في ريف دمشق في المكان الذي يقع فيه بيتنا. كانت قوات النظام تستعمل جمرايا كموقع عسكري يستهدف من خلاله البلدات الثائرة عليه.

قضيت قرابة السنتين أسافر وأعمل خارج سوريا، ثم عدت في ٢٠١٤ للعمل مع الليث حجو على مسلسل ضبو الشناتي، وفي الأسبوع الأخير من التصوير أعتقل صديقي عماد مجددًا.  كانت علاقتي بنجدت مقطوعة حينها، ولم يكن هناك من يمكنه فعل أي شيء.

أنا لم أكن يومًا ممن يقفون خلف الكاميرا فقط، أنا صاحب مشروع. لم أكن المصور الذي يتلقى التعليمات من نوع تضييق الكادر، أو توسيعه، أو خفض الكاميرا، أو رفعها. أنا مصور صاحب رؤية.

كنت ناشطًا مع عماد في دائرة حوت، خالد ضوا، وشاب اسمه محمد ديركي رحمه الله قتل تحت التعذيب، وعلي ضوا، مع آخرين. كانت المجموعة تهرب الملابس، والطعام، والمواد الطبية وهي الأهم، والتي كانت عقوبتها الإعدام الميداني، إلى داريا، والمعضمية، ورنكوس. كنت أقوم بذلك باستخدام سيارتي الخاصة، كانت من نوع BMW وهي سيارة كان لا يقوم أحد من الأمن أو الجيش بتوقيفها أو تفتيشها على الحواجز. كان مخزن المواد موجود في بستان فارس الحلو، هناك كانت تجمع كل المواد لتنقل إلى غاياتها. كان محمد ديركي المسؤول عن نقل المواد إلى داريا، أعتقل في دمشق، ووصلنا خبر إعدامه وأنا هناك، ثم اعتقل عماد في ٢٠١٤، ليصل خبر إعدامه لنا في العام ٢٠١٥. لذلك كان من الواضح بعد اعتقال عماد بأني سوف أكون التالي فاضطررت إلى مغادرة سوريا نهائيًا إلى القاهرة. هناك كنت مسؤولاً عن أحد عشر فردًا، ولم أكن أعمل في شيء حينها، كان وضعًا مزريًا.

إياس: وأين ذهب الأصدقاء وزملاء المهنة؟

سامر: الشخص الوحيد الذي وقف معي عندما سألت عن مساعدة كانت الأستاذة دلع الرحبي أمد الله في عمرها ووفقها أين ما أدارت وجهها. زارتني في المنزل بعد أن أجريت العملية الأولى في ظهري لتكتشف أن أولادي لا يذهبون إلى المدرسة بسبب عدم وجود المال لتسجيلهم في المدرسة، فقامت دلع الرحبي بتسجيل أولادي في مدرسة خاصة وعلى نفقتها الخاصة… أكملوا تلك السنة الدراسية على نفقة دلع الرحبي و حاتم علي… ثم عملت مع حاتم في مسلسل تحت الأرض، ومن ثم قلم حمرة مما مكنني من دفع نفقات الأولاد، وعندما احتجت إلى مبلغ إضافي لشراء بطاقات الطائرة لنقل العائلة إلى الأردن لم أجد من يساعدني غير حاتم علي، و جورج صليبا من كل ذلك الوسط الفني الذي هدرت عمري أعمل فيه بإخلاص و محبة. وسط فني بدون أخلاق، ولا قيم، وسط لا شرف له. علاقات مبنية على أساس المصلحة والمنفعة، وسط كذاب، يكذبون على أنفسهم، وعلى من حولهم، إلا من رحم ربي. الذي قتل حاتم علي في ذلك السن المبكر هو قلبه الكبير. حاتم علي مات مقهورًا، وإذا مت أنا الآن فإني سوف أموت مقهورًا… لكني أقول الحمد لله، أولادي وعائلتي بألف خير، وأنا بألف خير… أبنائي تيم وجود في الجامعة في فرنسا، وليلى ابنتي الصغيرة في البكالوريا والآفاق كلها مفتوحة لهم في بلاد تحترم مواطنيها بقوة القانون، لذلك أنا مرتاح أن عائلتي سوف تعيش بكرامة، وحرية وهذا كاف، فمن أجل ذلك قامت الثورة السورية، ومن أجل ذلك دفعنا كل تلك الأثمان.

نضال الدبس:لماذا نحن دائماً وراء الكاميرا، بينما السلطة تقف أمامها؟ (17)

23 كانون الثاني 2021
"البلاد كانت تتغيّر والمتلقي تغيّر، بينما كانت السينما ما تزال داخل المكعب. وباتت الفوارق بيني وبين جدي وأبي والجيل الذي تلانا صغيرة جداً، وهذا غير حقيقي أو واقعي" و"قلت في...

أجري هذا اللقاء في ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤ قبل انتصار الثورة السورية وإسقاط نظام الأسد في دمشق… سامر الزيات الذي كان يعاني من مشاكل صحية كبيرة ويعيش على الأدوية المسكنة أنهى لجوئه في فرنسا مستعدًا للعودة إلى الديار في سوريا. قال لي سامر بأنه أنتظر وحلم بهذه اللحظة منذ سنين، وبأنه قد عقد اتفاقاً مع زوجته التي يقدس وأبنائه الذين يعشق بأن اللحظة التي سوف تستعيد فيه سوريا حريتها سوف يعود إلى هناك بدون تردد، وقد نفذ سامر الزيات عهده.

سامر الزيات، فيلموغرافيا:

أعمال تلفزيونية درامية، ووثائقية:

مصور/ مدير تصوير/ مدير تصوير وإضاءة

  • مدير التصوير، Comme un Soufe en Mai، الفيلم الوثائقي الفرنسي عن ثورة مايو 1968- إخراج تييري مينيسييه، عام ٢٠١٨.
  • مدير تصوير مسرحية إيفجينيا في مسرح فولكسبونه ألمانيا إضاءة المسرح بشاشة (4*8)، (2017)
  • تدريب الممثلة الرئيسية على التصوير المباشر طوال العرض (1.40 دقيقة) إخراج عمر أبو سعدة (2017).
  • مدير التصوير الفوتوغرافي والفيديو الموسيقي من إخراج ديفيد بورشتاين (2016).
  • مدير التصوير، Lignes de Partage، الفيلم الوثائقي الفرنسي عن اللاجئين في غرونوبل، فرنسا، إخراج تييري مينيسييه (2016).

مسلسلات:

  • ضبو الشناتي، مسلسل للمخرج الليث حجو (2014).
  • قلم حمرة - مسلسل للمخرج حاتم (2014).
  • أهل الراية ج2، إخراج سيف الدين سبيعي (2010).
  • الدوامة للمخرج المثنى صبح (2009). حاز جائزة أفضل تصوير في مهرجان الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
  • بقعة ضوء ج6، إخراج سامر برقاوي (2009).
  • ليس سرابًا، إخراج المثنى صبح (2008). حاز جائزة أفضل تصوير في مهرجان الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
  • حارة الهوا، إخراج رافي وهبة (2007).
  • على حافة الهاوية، إخراج المثنى صبح (2006). حاز جائزة أفضل مخرج في مهرجان ADONIA DRAMA 2007.
  • على طول الأيام، إخراج حاتم علي (2005).
  • ملوك الطوائف، إخراج حاتم علي (2005). الجائزة الذهبية لأحسن تصوير في مهرجان (ADONIA DRAMA)
  • عصي الدمع 2005- إخراج حاتم علي (2005).
  • التغريبة الفلسطينية، إخراج حاتم علي (2004). حاز الجائزة الفضية في مهرجان تلفزيون القاهرة الدولي 2005 والجائزة الذهبية في مهرجان تلفزيون البحرين الدولي 2005 والجائزة الذهبية في مهرجان تلفزيون تونس الدولي 2005 والجائزة الذهبية في مهرجان (ADONIA DRAMA) 2004.
  • أحلام كبيرة، إخراج حاتم علي (2004).
  • ربيع قرطبة، إخراج حاتم علي (2003). حاز الجائزة الذهبية في مهرجان تلفزيون تونس الدولي 2004 .
  • عصام ورشا، إخراج : حسان داود (2003)
  • صقر قريش، إخراج حاتم علي (2002). حاز على الجائزة الفضية في مهرجان تلفزيون القاهرة الدولي 2003.
  • الفارس المغوار، إخراج رفيق حجار (2002).
  • صلاح الدين الأيوبي، إخراج حاتم علي (2001)، حاز على الجائزة الفضية في مهرجان تلفزيون القاهرة الدولي 2002.
  • الفصول الأربعة الجزء الثاني، إخراج حاتم علي (2001).
  • الزير سالم، إخراج حاتم علي (كانون أول 2000). حاز على الجائزة الذهبية في مهرجان تلفزيون البحرين الدولي 2001، والجائزة الذهبية في مهرجان تلفزيون تونس الدولي 2001.
  • عائلتي وأنا، إخراج حاتم علي (2000).
  • الفصول الأربعة الجزء الأول، إخراج حاتم علي (1999). حاز على الجائزة الفضية في مهرجان تلفزيون البحرين الدولي 1999.
  • سفر، إخراج حاتم علي (1998)، حاز على الجائزة الفضية في مهرجان تلفزيون القاهرة الدولي 1999.
  • سري للغاية، إخراج نبيل المالح (حزيران 1998).
  • مرايا 98، إخراج حاتم علي (1997).  حاز على الجائزة الفضية في مهرجان تلفزيون القاهرة الدولي 1998.
  • حالات، إخراج نبيل المالح (1996). حاز على الجائزة الذهبية لأحسن إضاءة في مهرجان تلفزيون القاهرة الدولي 1997والجائزة الذهبية لأحسن مخرج في مهرجان تلفزيون القاهرة الدولي 1997والجائزة الذهبية للمسلسلات الكوميدية  في مهرجان تلفزيون القاهرة الدولي 1997.

مقالات متعلقة

دليل غير مكتمل لدراما أكثر نسويّة

02 أيار 2023
الدراما النسوية كما أفهمها توّفر تمثيلاً أفضل للنساء، تبني على فهم لعلاقات القوة والبنى الاجتماعية، تشتبك مع هياكل السلطة، وتتبنّى نظرة تقاطعية مركّبة. لا تقف إذاً عند بطولة نسائية تعيد...
فارس الحلو: أحلامي هي مشاريعي

14 كانون الأول 2021
في حوار مع حكاية ما انحكت، يحكي الممثل السوري الشهير فارس الحلو عن الفن والتمثيل وعن نشاطاته الحقوقيّة والثقافيّة ولا سيما تأسيسه لمنظمة ناجون في فرنسا، ويحكي عن حياته في...
السينما السورية: الصورة في زمن التحولات (11)

14 نيسان 2020
الوعي والإحساس بأهمية الصورة ـ الوثيقة، في المأساة السورية، كفعل مقاوم ضد الزمن، هو الذي سيحررها لاحقاً من الضرورة التي جعلتها طرفاً في الصراع، لتصبح شهادة تساعد في فهم نشأته...
السينما السورية الجديدة.. شابة تلتقط أنفاسها (5)

14 كانون الثاني 2020
ما هي هواجس السينمائيين اليوم؟ كيف ينتجون أفلامهم؟ ما هي المشاكل التي يتعرضون لها؟ كيف يتعاملون مع مسائل التمويل والمهرجانات الدولية والتلفزيون، كيف ينتجون مادتهم في ظل الحرب؟ وما أثر...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد