كل شيءٍ في هذا الغزو، من البلد الجار الغازي، والمتنفذ في الخط الشمالي الغربيّ لسوريا، غير طبيعي، ودليلٌ كافِ بأنّ قرار تركيا قرارٌ غير مسؤول، وبالتالي سيكون له عواقب وخيمة على الدور التركي في المنطقة بشكلٍ عام، وفي سوريا على وجه خاص.
تركيا تؤسس فعليّاً جداراً عدائياً في حدودها الجنوبية من خلال قرارها بالغزو، كما أنها تبرز رأسها من بين الدول (في الشأن السوري) على أنّها دولة لها أدوارٌ سلبيّة في المسألة السوريّة. ونعتقد إنّ ذلك أصبح معروفا،ً حيث التقارير الإعلاميّة، تؤكد ضلوع تركيا في ضخ "المجاهدين" إلى سوريا؛ ونُقل على لسان ماكغورك، وهو كان مبعوثاً أميركياً في الحرب على الإرهاب على أنّهم مهما حاولوا إغلاق معبر تل أبيض/كري سبي، ومُنع استخدامه من قبل "المجاهدين" كان نصيبهم الفشل.
تجدر الإشارة إن معبر آقجقلا/ تل أبيض، هو من أكثر المعابر التي تم استخدمها من قبل داعش، وقبل ذلك جبهة النصرة وحتى "أحرار الشام".
و عندما نقول بأن كل شيءٍ غير طبيعي، هو إنّه للمرة الأولى عبر التاريخ تكون "لحظة الصفر" في انطلاق المعارك عصر النهار، وليس الفجر، عادةً تحدث "ساعة الصفر" عند الفجر حسب الفهم العسكري.
التجأت تركيا إلى خيار الغزو لأسباب:
إنّ الغزو بظن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يجلب له "راس الزير سالم" وينقذه من عدد من الأزمات:
٢-التركيز على توطين اللاجئين في شمال شرق سوريا تحل له مشكلتين:
أولا، إرضاء الأتراك القوميين الذين ينبذون السوريين، وخلاصهم من التواجد السوريّ.
-سد الطريق أمام المنشقين الذين لهم ثقل والتأثير على الشارع من حزبه.
-مزاحمة الأحزاب العلمانيّة على أنّ العدالة والتنميّة تنظيم قوميّ ويسير على الخطى الطورانيّة.