بالصور: مصابو الحرب في القامشلي يواجهون "نبع السلام"

"سيقاوم الجميع هنا دون استثناء، وسننتصر"


نفذ مصابو الحرب في مدينة القامشلي اعتصاما في مدينة القامشلي ضد عملية "نبع السلام" التي يقودها الجيش التركي. هنا تقرير يرصد آراؤهم ويضعنا في صورة ما يحصل.

10 تشرين الأول 2019

(مصابو الحرب خلال اعتصام في مدينة القامشلي أمام مقر الأمم المتحدة ضة عملية "نبع السلام" التركية بتاريخ ٨ اكتوبر ٢٠١٩/ تصوير: آلان حسن/ خاص حكاية ما انحكت)
آلان حسن

كاتب وصحفي سوري كردي، يعيش في مدينة القامشلي

(القامشلي), "تركيا تهددنا بدباباتها وطيرانها، لكن دون جدوى، نحن ننتظرهم كي نقاتلهم؛ فهم عدونا الحقيقي، سيقاوم الجميع هنا دون استثناء، وسننتصر".

هذا ما يقوله لحكاية ما انحكت، مصاب الحرب، صبري علي حسن (23 سنة)، وهو يجلس على كرسيه المتنقل خلال اعتصام نفذه مصابو الحرب أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة القامشلي في ٨ أكتوبر ٢٠١٩، ضد عملية "نبع السلام" التي يقودها الجيش التركي.

وكان صبري أصيب في مدينة الرقة أثناء معارك قوات سوريا الديمقراطية مع تنظيم "الدولة الإسلامية" عام 2017 في الرقة.

ويأتي الاعتصام ردا على عملية "نبع السلام" التركية، حيث سلم المعتصمون رسالة موجهة للمنظمة الدولية، قُرئت باللغتين العربية والكردية، وتضمنت تنديداً بالتهديدات التركية، وقالت إنها لا تُفرق بين كبار السن أو الأطفال، أو حتى النساء، مطالبة الأمم المتحدة بالحد من هذا الهجوم، وأن تقوموا بواجبها وتؤدي دورها في إقامة السلام.

(مصابو الحرب خلال اعتصام في مدينة القامشلي أمام مقر الأمم المتحدة ضة عملية "نبع السلام" التركية بتاريخ ٨ اكتوبر ٢٠١٩/ تصوير: آلان حسن/ خاص حكاية ما انحكت)

وجاء في الكلمة "نحن نعيش تحت تهديد كبير. نحن لا نعتدي ولا نقوم باحتلال أراضي أحد، نحن هنا من أجل وطننا وقرانا ومدننا وعوائلنا.. نأمل بألا يصبح شعبنا وأرضينا وجهاً لوجه مع التهديدات التركية".

حسين عمر الحمد (24 سنة)، يغطي رأسه بسبب إصابته باختلاج في الدماغ عام 2015 نتيجة المعارك التي خاضتها وحدات حماية الشعب (الكُردية) في بلدة تل تمر الآشورية، وهو من المكون العربي.

يقول حسين لحكاية ما انحكت "لن نسمح للاحتلال التركي بالدخول لمناطقنا، فقدنا جزءاً من جسدنا كي لا تدخل داعش إلى مناطقنا، فلا حاجة لنا إلى الجزء الباقي في حال دخلت تركيا، سنقاوم حتى الانتصار".

أما المقاتلة آزادي أرارات (اسم حركي/ ٢٠ سنة)، فقدت ساقيها في معارك تنظيم الدولة. تؤكد لحكاية ما انحكت إنها، ورفيقاتها سيدافعن عن أرضهن وشعبهن، وتضيف "نحن مدينون لهذه الأرض بأرواحنا، الحرب فرضت علينا، تركيا تريد إحياء داعش من جديد، وإحداث قتل جماعي لشعوب المنطقة، ونحن لن نسمح بذلك.. سنموت ليحيا غيرنا".

في حين إن زين دمهات (اسم حركي/ ٢٥ سنة)، وهي فقدت ساقيها خلال قصف تركي لمدينة ديريك/ المالكية عام 2017 فتقول لحكاية ما انحكت: "ندين تركيا ورئيسها الذي يهددنا بين الحين والآخر، نحن جاهزون لخوض الحرب، احتمالية قيام الحرب كبيرة جداً، سيهجر السكان ويحدث قتل جماعي لسكان المنطقة، لكن هذا الشعب لن يسمح له بتدنيس أرضه".

(مصابو الحرب خلال اعتصام في مدينة القامشلي أمام مقر الأمم المتحدة ضة عملية "نبع السلام" التركية بتاريخ ٨ اكتوبر ٢٠١٩/ تصوير: آلان حسن/ خاص حكاية ما انحكت)

بين إعلان الانسحاب الأول أواخر العام 2018 والأخير في السابع من شهر تشرين الأول، كان المشهد في مناطق شمال شرق سوريا يبدو هادئاً، فقوات سوريا الديمقراطية كانت تحظى بدعم دولي منقطع النظير من دول التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، خصوصاً من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.

كانت "سوريا الديمقراطية" تسعى لتأمين المنطقة من خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في جيوب الرقة ودير الزور والحسكة، والانتهاء من ملف أسرى التنظيم وعائلاتهم، خصوصاً الأجانب منهم، لكن الهجوم التركي الذي بدأ في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر، ألغى هذه الحسابات.

يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هدف عملية "نبع السلام" هو القضاء على وحدات حماية الشعب (الكُردية)، وإنشاء منطقة آمنة تتيح عودة مليون لاجئ سوري إلى ديارهم للعيش فيها بأمن وسلام.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، على كامل شرق نهر الفرات، وتديرها الإدارة الذاتية الديمقراطية بشكل رسمي منذ عام 2014.

أكثر من 11 ألف شخص فقدوا أرواحهم في المعارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأكثر من 28 ألف من المصابين الذين تخلوا عن نصف حياتهم لينعموا بالنصف الآخر بأمان.

 

مقالات متعلقة

الغزو التركي: فرصة المكونات لصياغة المستقبل المأمول!

10 تشرين الأول 2019
هل يتأسس "الأمن المستدام" لدولة ما من خلال تدمير "الأمن المجتمعي" لسكان دولةً أخرى؟ هذا ما يسأله الكاتب الكردي السوري، فاروق حجي مصطفى، في مقاله هذا، والذي يحلل فيه دوافع...
محاربة الإرهاب أم احتلال تركي جديد؟

11 تشرين الأول 2019
تركيا بدأت بالتنسيق مع النظام وعلى حساب قوى المعارضة التي تشارك معها بالعملية، وهي وبالوقت الذي تنسق فيه مع النظام تخون المعارضة وتؤسس لحروبٍ مستقبلية بين العرب والكرد والعرب أنفسهم
كيف ينظر أهالي إدلب وريفها إلى "نبع السلام"؟

11 تشرين الأول 2019
بين مؤيد ومعارض، انقسم الشارع الإدلبي حول عملية "نبع السلام" التي تشنها القوات التركية على مناطق شرق الفرات بدعم من "الجيش الوطني". هنا تقرير يستطلع رأي آهالي مدينة إدلب فيما...
سورية والقابلية للاحتلال

18 كانون الثاني 2018
لدينا اليوم في سورية، شرائح اجتماعية، تقبل كل منها بـ "احتلال" ما، عددها بالحد الأدنى أربع: الروسي والتركي والإيراني والأمريكي. الذرائع التي تسوقها كل جماعة أو فئة تكاد تتشابه تقريباً: الدعم الاقتصادي، الحماية،...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد