ما أسباب بيع المساعدات في الشمال السوري؟


لم يقتصر بيع المساعدات الإنسانية في الشمال السوري على السلال الغذائية وسلال النظافة والكروت الغذائية، إنما انتقل قسم من النازحين إلى بيع مشاريعهم الصغيرة بعد تسليمهم إياها من قبل المنظمات الإنسانية، كمشاريع الخياطة وتربية الأبقار والأغنام ومحال الحلويات وتنقية المياه. فما الأسباب التي تدفع العائلات لبيع المساعدات التي تحصل عليها؟

04 نيسان 2020

(لوحة فسيفساء من صنع شباب كفرنبل. المصدر: الصفحة الرسمية لبانوراما الثورة السورية على الفيسبوك)
أحمد السليم (اسم مستعار)

صحفي مقيم في محافظة إدلب

(ريف إدلب)، يقف مصطفى قلعجي على طابور طويل في منطقة كفر تخاريم بريف إدلب الشمالي، من أجل استلام مستحقاته الإغاثية المقدمة من قبل الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية للنازحين في المنطقة، حيث تحوي السلال التي يستملها النازحون على أغطية ومواد تنظيفية واسفنجات.

مصطفى قلعة جي يبلغ من العمر (47 عام) هو نازح من ريف إدلب الجنوبي. كان يعمل في مواد البناء في قريته قبل نزوحه منها إلى منطقة كفر تخاريم، حيث يقيم في شقة غير مكسية، قام بتجهيزها على عجل من أجل إيواء أطفاله وسط الاكتظاظ الكبير من قبل النازحين وعدم وجود شقق فارغة.

المجالس المحلية في إدلب.. ديمقراطية أم حكم عائلات؟

31 آب 2017
لا شك أنّ المجالس المحلية سدّت فراغاً كبيراً في عمل الدولة السورية بعد انسحاب النظام. إلا أنّ ثمة معوقات كثيرة لا تزال تحكم عملها، بعضها نابع من محدودية الدعم وبعضها...

بعد استلام حصته الإغاثية قام مصطفى ببيعها على الفور للتاجر الذي ينتظر بالقرب من مكان التوزيع بمبلغ يقدر ب 25 ألف ليرة سورية (25 دولاراً)، وذلك بسبب عدم حاجته لهذه المواد ورغبته في شراء المواد الغذائية بالأموال، التي حصل عليها من بيعه للمساعدات الإنسانية.

التقت حكاية ما انحكت مصطفى بشكل شخصي: "نزحت إلى منطقة كفر تخاريم قبل 5 أشهر ولم أحصل سوى على مساعدة مالية واحدة، في حين أنه بت عاطلاً عن العمل منذ نزوحي، ولم أجد لحد الآن فرصة عمل تساعدني في تأمين قوت المعيشة لأطفالي في ظل الغلاء الفاحش في الأسعار مع ارتفاع أسعار الدولار".

ويضيف: "جلبت معي أثاث منزلي ولا أحتاج إلى الأغطية والاسفنجات، لأنها ستزيد من حجم الأثاثات في المنزل، لذلك اضطررت لبيعها رغم سعرها القليل، حيث سأقوم بشراء المواد الغذائية ومواد التدفئة في ظل فصل الشتاء القارس، وكذلك الخبز الذي ارتفعت أسعاره على 400 ليرة للكيس الواحد".

سوق جديدة.. "نشتري ونبيع المساعدات"

حُوّلت المساعدات الإنسانية في الشمال السوري، والتي من المفترض أن تصل للمتضررين والأشد احتياجاً، إلى سلع تباع في ريف إدلب وبأسعار منخفضة، لتغدو فيما بعد الهدف الأول لكل من يقصد أسواق المواد الغذائية، وتتربع في صدارة قائمة المشتريات.

يتوجه النازحون إلى تجار معروفين لبيع مواد الإغاثة التي تصلهم، وغالبا ما تُباع بأسعار زهيدة، تبلغ 30 في المائة فقط من قيمتها الفعلية، وذلك بسبب استغلال التجار لحالة النازحين وعدم وجود مصادر أخرى تشتريها منهم بسعرها الحقيقي، ناهيك عن عدم وجود مراقبة أمنية من قبل الفصائل المسلحة.

(أثناء تجمع المدنيين لبيع وشراء المواد الاغاثية من محل لشراء وبيع المساعدات الإنسانية في ريف إدلب. تاريخ ١٤ شباط ٢٠٢٠/ تصوير أحمد السليم. خاص حكاية ما انحكت)
النازحون بين جحيمي القصف وارتفاع إيجارات البيوت

08 تموز 2019
فوق جحيم القصف والموت الذي يلاحقهم من نزوح إلى أخر، يعاني النازحون اليوم من مسألة ارتفاع إيجار البيوت، الأمر الذي دفع بعضهم للبقاء تحت القصف فيما آثر آخرون النوم تحت...

محمد الأحمد (30عام)، نازح من بلدة كوكبا بريف حماة الشمالي إلى مخيمات سرمدا الحدودية بريف إدلب الشمالي. كان يعمل ضمن محل تجاري لبيع لمواد الغذائية في قريته قبل نزوحه على المخيم، حيث يعيش في خيمة مع 4 أطفال وزوجته.

التقينا فيه بشكل شخصي، ويقول لحكاية ما انحكت: "أغلب المنظمات الإنسانية تقوم بتوزيع سلال غذائية بشكل شهري، حيث أنه من الممكن أن تصل العائلات سلتين أو ثلاثة شهرياً، مما يضطر كثير من العائلات لبيع السلة الغذائية من أجل الحصول على الأموال، فالعائلة تحتاج للدواء والتدفئة واللباس والغاز للطهي غير الغذاء".

ويضيف: "نقوم ببيع السلال الغذائية لأحد المحال الذي يقوم بشراء المواد الإغاثية في المنطقة، حيث يقوم بدوره ببيعها للناس بأسعار أقل من المواد الغذائية التي تباع بالسوق، لأنهم يقوم بشرائها بأسعار منخفضة، ولذلك يستطيع بيعها بسعر جيد ويحقق مرابح كبيرة، حيث أصبح الأمر منتشراً بشكل كبير".

ماذا تفعل منظمات الإغاثة؟

بشكل غير بعيد عن الانتهاكات التي يرتكبها تجار الأزمة، تحول بعض العاملين من المجال الإغاثي إلى تجارة السلل الغذاء. وانتشرت في الأسواق مؤخرا، شبكات ضخمة من التجار تقوم بشطب كلمات "الأونروا"، "توزع مجانا"، "غير مخصص للبيع"، من السلع بعد جمعها ممن يرغبون ببيعها، ليتم طرحها في الأسواق بوقت لاحق.

هذه الإجراءات امتدت لمعظم المحافظات السورية، حتى في المناطق الساخنة التي تشهد جنونا في أسعار المواد الغذائية.

أيهم العبد الله (28عام) وهو طالب جامعي سابق من ريف إدلب الجنوبي ويعمل كمسؤول إغاثي في الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية، والتي تقوم بتوزيع المواد الغذائية وسلال النظافة ومشاريع الوجبات الغذائية التي تستهدف النازحين والفقراء في الشمال السوري.

(صورة للمساعدات التي تضم اسفنجات وأغطية التي يتم توزيعها للنازحين. تاريخ التصوير: ١٥ يناير ٢٠٢٠/ تصوير أحمد السليم. خاص حكاية ما انحكت)

التقت حكاية ما انحكت أيهم العبد الله بشكل شخصي، حيث يقول:" بعد أن ترسى إحدى المناقصات على أحد التجار الذي يقوم بتوريد المواد للمشروع الذي نعمل عليه، نحذره من شراء المواد نفسها من قبل النازحين بعد تسليمهم إياها، حيث لا نقبل منه أي مادة تم تسليمها من قبل، وذلك رغبة منا في عدم تشجيع بيع المساعدات الإنسانية".

ويوضح العبد الله: "نعمل بشكل جدي على إنهاء هذه الظاهرة السيئة من خلال تنويع المشاريع الإنسانية التي تشمل توزيع مواد التدفئة والوجبات الغذائية وسلال النظافة والمستلزمات المنزلية من أغطية واسفنجات، ناهيك عن المشاريع الصغيرة للنازحين والمقيمين بهدف الإلمام بأغلب احتياجاتهم المتنوعة لمنعهم من بيع حصصهم".

ماذا يقول التجار؟ ولم يشترون؟

أبو عمر، وهو أحد التجار الذين يشترون المواد الإغاثية من قبل النازحين بعد استلامها. رفض الكشف عن اسمه، وقد التقينا فيه بشكل شخصي. يقول لموقع حكاية ما انحكت: "بما أن أغلب النازحين يرغبون في بيع المواد التي يستلمونها للحصول على أموال من بيعها، فنحن نعمل لتلبية طلباتهم، حيث أن شراء المواد يكون بحسب جودتها والطلب عليها بالأسواق، لذلك فإن أمر الاستغلال غير واقعي".

ويشير أبو عمر: "ما نقوم به هو تجارة وليس سرقة من أموال المحتاجين، حيث أن البضاعة التي نشتريها نقوم بطرحها بالأسواق بأسعار مقبولة يستفيد منها الفقراء على وجه الخصوص، ويستفيد صاحب المساعدة في إيجاد مدخول مالي له من بيعها وشراء مواد أخرى يستفيد منها".

علنا.. "نقوم بشراء وبيع المواد الإغاثية"

وتنتشر محال لشراء المواد الغذائية بكثرة في مدينة إدلب، وفي منطقة المخيمات الحدودية، وخصوصاً مدينة سرمدا والدانا ودير حسان وأطمه، حيث يكتب التاجر على باب محله (نقوم بشراء وبيع المواد الإغاثية)، حيث يقوم قسم كبير من الناس الذين لا يستلمون مساعدات إنسانية بالذهاب إلى هذه المحال لشرائها بسبب انخفاض أسعارها.

جميل أبو محمد (51عام) هو نازح من منطقة سهل الغاب إلى مخيمات دير حسان على الحدود السورية التركية. كان يعمل في الزراعة قبل نزوحه من منطقته، ومن ثم قام بفتح المحل التجاري بعد مشاهدته للإقبال على بيع المساعدات الإنسانية في المخيمات الحدودية من قبل أغلب النازحين.

(المواد غذائية التي يتم شراؤها من قبل النازحين ومن ثم بيعها في المحال التجارية. تاريخ التصوير ١٥ شباط ٢٠٢٠/ تصوير: أحمد السليم. خاص حكاية ما انحكت)

التقينا جميل أبو محمد بشكل شخصي ويقول لموقع حكاية ما انحكت: "بيع المساعدات الإنسانية، أصبحت مصدراً لدخل قسم كبير من النازحين في المخيمات، حيث أن العائلة التي تستلم 3 سلال غذائية شهرياً، تقوم ببيع سلتين أو بيع المواد الغير الضرورية في هذه السلال كالبرغل والطحين وترك المواد المهمة كالسكر والأرز".

ويضيف "يصل سعر السلة الواحدة إذا كانت كبيرة، إلى (30 دولاراً)، في حين أن بعض سلال الغذائية التي توزع من منظمة غول يصل سعرها إلى ما يقارب 50 دولاراً، وهو ما يشجع الأهالي على بيعها حيث نقوم بشراء المواد بالقطعة الواحدة أو بالمجمل، وتتراوح الأسعار حسب الجودة والحجم".

الكروت الغذائية.. هل تشكل حلا؟

اعتمدت المنظمات الإنسانية في الآونة الأخيرة على تسليم كروت غذائية للنازحين، حيث يتم تسليم العائلة كرتاً غذائياً تقوم بصرفه من قبل أحد المحال الغذائية المعتمدة من قبل المنظمة الداعمة، بقيمة تتراوح ما بين (30 دولاراً) و(85دولاراً) بحسب عدد أفراد العائلة.

مرهف أبو عبد الله (اسم مستعار) ويبلغ من العمر (33 عام) هو نازح من ريف حماة الشمالي إلى منطقة حارم بريف إدلب الشمالي، استلم كرتاً غذائياً بقيمة (50 دولاراً)، من أجل صرفه وشراء المواد الغذائية والتنظيفية اللازمة حيث يتم تجديد الكرت لمدة ثلاثة أشهر بنفس القيمة الشهرية، لذلك قام ببيع كرته لصاحب المحل بسعر (45دولاراً) لاحتياجه للمال.

التقينا مرهف أبو عبد الله بشكل شخصي ويقول لموقع حكاية ما انحكت: "حصلت في هذا الشهر على سلة غذائية ولا أحتاج للمواد الغذائية، إنما لمواد التدفئة، لذلك فإن الأموال تساعدني بشكل أكبر على شراء الاحتياجات المطلوبة، في حين أن إجبار النازح على شراء مواد معينة من شأنه أن يرغمه على بيعه لشراء مواد أخرى هو بحاجة ضرورية لها".

(صورة لمحل تجاري يتم فيه توزيع قسائم منظمة غول. تاريخ التصوير ٢٨ فبراير ٢٠٢٠/ تصوير أحمد السليم. خاص حكاية ما انحكت)

يرد محمد العبد الله (اسم مستعار) على كلام مرهف أبو عبد الله، وهو ويبلغ من العمر (27عام) وهو صاحب محل تجاري يقوم بصرف المواد الغذائية في منطقة ريف إدلب الشمالي، وقد التقينا فيه بشكل شخصي ويقول لموقع حكاية ما انحكت: "المنظمة الإنسانية التي تقوم بتوزيع كروت غذائية تقوم بعملية مراقبة للأسعار لمنع أي تلاعب في السعر حين شراء النازح للمواد الغذائية، وتمنع أي عملية لبيع الكروت للمحال وتهدد صاحبها بالفصل".

ويضيف: "نقوم بشكل سري بشراء الكرت مقابل مبلغ مالي دون علم المنظمة وبكفالته، بسبب إصراره على بيعه من أجل التسهيل عليه، حيث نقوم بجمع الربح الذي سنحصل عليه من بيع المواد الغذائية ونقوم بخصمه وتسليمه المبلغ نقداً، حيث أن هذا الأمر لا يعتبر استغلالاً من قبل أصحاب المحال التجارية رغم تعرضهم للعقوبات من قبل المنظمات الإنسانية".

(صورة للمساعدات الإنسانية التي يستلمها النازحون. تاريخ التصوير: ١٠ تموز ٢٠١٩/ تصوير أحمد السليم. خاص حكاية ما انحكت)

جهاد العمر (40 عام) من منطقة جبل الزاوية ويحمل شهادة في اللغة العربية من جامعة حلب وهو مسؤول إغاثي سابق في منظمة إحسان للإغاثة والتنمية التي توزع الكروت الغذائية للنازحين في عدة مناطق في الشمال السوري، وقد التقينا فيه عبر الهاتف ويقول لموقع حكاية ما انحكت: "نقوم باختيار العوائل الأكثر احتياجاً في المناطق التي تأوي النازحين ونختار العائلات الكبيرة من أجل إفادتها، ثم نقوم باختيار محال تجارية كبيرة وتملك جميع المواد الغذائية والتنظيفية ليستطيع المستفيد اختيار المواد المطلوبة".

ويضيف: "نقوم بإرسال لجان إلى المحلات التجارية، بالإضافة إلى إرسال أشخاص بهيئة مستفيدين إلى المحل التجاري ومساومته على بيع الكرت من أجل اختبار نزاهته، حيث قمنا بفصل عشرات المحلات التجارية التي تشتري الكروت الغذائية، بالإضافة إلى حرمان المستفيدين الذين يقومون ببيع كروتهم".

بيع المشاريع أيضا

ولم يقتصر بيع المساعدات الإنسانية على السلال الغذائية وسلال النظافة والكروت الغذائية، إنما انتقل قسم من النازحين إلى بيع مشاريعهم الصغيرة بعد تسليمهم إياها من قبل المنظمات الإنسانية، كمشاريع الخياطة وتربية الأبقار والأغنام ومحال الحلويات وتنقية المياه.

المشاريع الصغيرة في ريف إدلب

13 أيار 2019
قامت منظمات إنسانية عديدة بدعم مشاريع تنموية في إدلب وريفها، تتضمن توزيع أبقار وأغنام ودجاج وافتتاح محال تجارية وصناعية  للفقراء، كدعم صاحب مهنة موبيليا وخياطة.. وغيرها، خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة...

عمدت الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية على إطلاق مشاريع صغيرة لدعم المحتاجين في الشمال السوري للتخلص من اعتمادهم على المساعدات الغذائية، وبهدف فتح مشاريعهم الخاصة التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم في الحصول على مدخولهم الشهري.

محمد الناصر (35 عام) وهو طبيب بيطري من منطقة جبل الزاوية ومدير مشروع لتنفيذ المشاريع الصغيرة ضمن حملة (حلب لبيه) التي تقوم بتسليم مشاريع للعائلات الأكثر فقراً، خصوصاً المشاريع الحيوانية ومنها تربية الأبقار والأغنام والدجاج وتوفير الأعلاف وحظائر لتربية الحيوانات.

التقينا محمد الناصر عن طريق الهاتف ويقول لموقع حكاية ما انحكت: "قمنا بإطلاق مشروع لتسليم 67 مستفيد من العائلات الفقيرة، والتي تهتم بتربية الثروة الحيوانية، حيث يستلم الأكثر فقراً بقرة ونقوم ببناء حظيرة لها، ناهيك عن تكفلنا بالعلاج والأعلاف المقدمة لها لمدة 6 أشهر مع تعهد المستفيد بعدم بيع المشروع بعد استلامه وكذلك الأغنام والدجاج".

ويضيف: "تفاجئنا ببيع أكثر من 10 مستفيدين لمشاريعهم بحجة حاجتهم للأموال، أو عدم وجود من يرعى المشروع في المنزل رغم إقرار العائلة بقدرتها على تربية الحيوانات، وحاجتهم للمشروع من أجل تأمين قوت المعيشة، حيث قمنا بقطع الدعم عليهم بإكمال تسليم الأعلاف حتى نهاية المشروع بسبب إخلالهم بالتعهد الذي قدموه".

فاطمة العمر (44 عاماً) وهي تعيش في منطقة بسامس بجبل الزاوية بريف إدلب، فقدت زوجها بسبب القصف الجوي على بلدتهم وتعيل أسرة من 6 أطفال تم تسليمها 7 رؤوس أغنام، وتم بناء حظيرة لهن من قبل المنظمة الداعمة ناهيك عن تقديم الأعلاف بشكل شهري.

(صور تظهر حصول مستفيدين على مشروع الأغنام, ومن ثم قام قسم منهم ببيع المشروع. تاريخ التصوير ١ تموز ٢٠١٩/ تصوير: أحمد السليم/ خاص حكاية ما انحكت)

التقينا فاطمة العمر بشكل شخصي وتقول لموقع حكاية ما انحكت: "طلبت من المنظمة تسليمي بقرة بسبب خبرتي في تربية الأبقار، ولكن كان المطلوب أن يكون عدد أفراد العائلة فوق 7 أشخاص، لذلك تم تسليمي مشروع الأغنام حيث لا يوجد لدي في المنزل من يقوم برعايتها في حين أن رعاية البقرة تقتصر على المنزل".

وتوضح: "بعد مرور شهرين على تسليم المشروع كنت أقوم برعاية الأغنام بنفسي، الأمر الذي أدى إلى تقصيري بأمور المنزل ورعاية أولادي، لذلك اضطررت لبيعها مقابل (700 دولاراً) لأحد التجار مما أدى إلى وقف تقديم المساعدات الأخرى من ألواح الطاقة الشمسية للحظيرة والأعلاف التي تقدم لنهاية المشروع".

أهالي الشمال السوري يرحبون بـ "فوائد" التدخل التركي

06 كانون الأول 2017
ماذا تفعل تركيا في الشمال السوري؟ وكيف ينظر الأهالي لهذا التواجد التركي، عسكريا واقتصاديا؟ وما هي النوايا التركية اقتصاديا؟ وما هي حقيقة المؤسسات التركية العاملة في الأراضي السورية؟ تحقيق لحكاية...

هناء الخالد (48عام) نازحة من ريف إدلب الجنوبي إلى مدينة إدلب، فقدت زوجها بسبب القصف منذ 6 سنوات وقد استملت مشروع للخياطة من قبل منظمة إحسان قبل نزوحها بقيمة (800 دولاراً)، حيث استملت ماكينات للخياطة وبطاريات وألواح الطاقة، في حين تقوم المنظمة بتقديم مواد تطلبها المستفيدة لصالح المشروع بقيمة 400 دولاراً بعد 3 أشهر من استلامها المشروع.

التقينا هناء الخالد بشكل شخصي، تقول لموقع حكاية ما انحكت:" قمت بالتقديم على المشروع بنفسي بسبب خبرتي بالخياطة وطلب المعدات التي أحتاجها في العمل، حيث تم تأمين المطلوب من هذه المعدات قبل نزوحي من القرية، وبدأت بالتطريز حيث كنت أجني ما يقارب (50 دولاراً) بشكل شهري تساعدني في تحمّل أعباء المعيشة".

وتضيف الخالد "بعد نزوحي إلى مدينة إدلب لم يعد هناك طلب على التطريز بتاتاً، وباتت المعدات عبئاً علي بسبب عدم وجود مكان يساعدني على فتح المشروع من جديد، مما دفعني إلى بيع المعدات مقابل 350 دولاراً لأحد التجار في المدينة، الأمر الذي أدى إلى فقداني فرصتي في الحصول على المبلغ الإضافي للمشروع".

ويذكر بأن عشرات آلاف العائلات نزحت في الآونة الأخيرة من ريف إدلب الجنوبي والشرقي وجبل الزاوية وريف حلب الغربي باتجاه المناطق الحدودية بسبب الحملة العسكرية الروسية المستمرة على الشمال السوري، وسط نقص كبير في المساعدات الإنسانية وعجز المنظمات الإنسانية على تحمل موجة اللجوء الأخيرة.

 

مقالات متعلقة

المجتمع المدني في إدلب... فاعليته ونواقصه

14 كانون الثاني 2017
بعد سنوات من ولادة العديد من مؤسسات المجتمع المدني، ثمة أسئلة كثيرة تطرح: ماذا قدم المجتمع المدني؟ ماهي علاقته مع المجتمع الأهلي من جهة ومع السلطات القائمة في مناطق عمله...
أرامل ريف إدلب... في مواجهة الفقر وقلّة الأجور والعادات البالية

05 تشرين الثاني 2016
إنّ استمرار الحرب في سوريا على مدى خمس سنوات أدّى لمقتل عدد كبير من الأزواج، وهذا ما زاد عدد الأرامل، حيث وجدت المرأة السورية نفسها في مكان المعيل للأسرة، في...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد