بناء على مادة كتبتها "محمد ديبو" تحت عنوان "حكاية "الكرّاس" الذي تنبّأ بخراب الدورة الدمويّة" قام رامي خوري بتصميم هذه القصّة المُصوّرة.
في نهاية سنوات السبعينات أصدر عدّد من المثقفين/ات السوريين/ات كرّاسا ثقافيّا يكتب على الآلة الكاتبة وبخط اليد دون أن يطلقوا عليه اسمًا. شكّل الكرّاس حالة ثقافية خاصة في سوريا المحكومة بالحديد والنار، وقد توقف صدوره بعد حوالي عام على صدور العدد الأول بسبب قمع السلطات. نبحث في هذه الحكاية عن هذا الكرّاس ونحاور من أسّسه وأصدره.
ربّما يعرف الكثير من السوريين قصيدة "خراب الدورة الدمويّة" للشاعر رياض الصالح الحسين، لكن قلّة قليلة، وربّما نادرة جدًا، تعرف أنّ هذه القصيدة نُشرت للمرة الأولى في كرّاس لم يكن له اسم ولم يحمل أيّ اسم طوال فترة صدوره، سوى ما توافق مؤسسوه على تسميته به، أي "الكرّاس"، وذاك لأنّ "الاسم سيقيده بهويّة معينة، ولم نكن نريد ما يقيّد حريتنا" كما يقول وائل السوّاح أحد مؤسسي الكراس لحكاية ما انحكت، ولأنّه "إذا ما أعطينا الكراس اسمًا، ستسأل السلطة عن الترخيص والتبعيّة، ولكن وبكل الأحوالّ هذا لم ينفع عند المخابرات في نهاية المطاف" حسب قول الشاعر السوري فرج بيرقدار لحكاية ما انحكت، والذي انضم لاحقًا إلى أسرة تحرير الكرّاس واعتُقل مع الشاعر رياض الصالح الحسين وخالد درويش بسبب هذا الكرّاس.