بناء على مادة كتبتها "سعاد عباس" تحت عنوان "حكاية (هروب مزدوج: "ما عشته طوال تلك السنوات لم يكن سوى اغتصاب")، قام رامي خوري بتصميم هذه القصّة المُصوّرة.
لم تعرف "نعمت" يوماً الرعشة الجنسية مع زوجها، احتاج الأمر رحلة عبور طويلة، من سوريا إلى ألمانيا، تخلّلتها تجارب كثيرة دفعتها لاكتشاف جسدها ومعرفة حقوقها، إنما ليس دون أثمان ومصاعب تحكيها هذه المادة.
"طلقـته أخيراً، بعد زواجٍ استمر ثمانية سنوات لم أعرف فيها الحب، لم أحظ يوماً بالرعشة، لم أتوقف خلالها عن اللهاث إلا لأحصي خسائري، لكنّ الأسوأ أنني فهمت أخيراً أن كل ما عشته طوال تلك السنوات لم يكن سوى اغتصاب".
"كنتُ أتحمل أن يفرض نفسه عليّ لربع ساعةٍ ينهيها هو أيضاً على عجل، فقد كان قرفي منه يكسره أيضاً". عامٌ كاملٌ كان قد مر على زواجها، وما كانت ستنتبه لأهمية الجنس الذي يفوتها لولا ما شهدته أثناء عملها في إغاثة النازحين في بداية الثورة؛ حيث تتكدّس عشراتُ العائلات المحافظة في مبنى مدرسة على أطراف دمشق بعد أن تحولت على عجلٍ إلى مأوى، وحُوّلت مراحيضه إلى حمامات اعتباطية، بمجرد تركيب دوش في تواليت بمساحةٍ أقل من مترين. هنا تناوب الأزواج على الحمامات الستة، يمارسون فيها جنساً زوجياً سريعاً لأن أزواجاً آخرين ينتظرون أدوارهم، دون حرجٍ من الأصوات المسموعة خلف الأبواب الرقيقة، فهم يمارسون واجباً شرعياً من جهة، لكنهم من جهةٍ ثانية عادوا للسليقة حيث الأكل والتبرز والجنس في غمار الموت هو الشكل الوحيد المتاح للحياة، مثيرٌ تساؤلها "ما هذا الشيء المهم الذي لا يؤجل؟".
لدى بعض العائلات المتدينة عادة تربية الفتيات على تدليل الزوج والسيطرة عليه نسبياً باستخدام الجنس، "النساء المتدينات في عائلتي كنّ يستخلصن من كتب الأحاديث والتراث والسيرة النبوية ما يناسبهن لتحقيق ذلك ولتطوير آلياتٍ للاستحواذ على بعض الحقوق"، لكن لا نعمت ولا زوجها كانا متدينين، لذلك لم تكن لديها رفاهية حلٍ كهذا، وتعترف بأنها كانت جاهلةً بالرجال كجهله هو بشؤون النساء، وربما لو كانت تعرف أكثر لكرّست بعض الوقت لتتعلم كيف تتعامل معه دون أن تجرحه هي الأخرى باحتقارها ورفضها المستمر.