في هذا الملف سننشر على التوالي فصول كتاب "الديوان الكرمانجي" أو الديوان الكردي، الذي أعدّه وبحثه وكتبه باللغة الكرديّة الباحث عبد الرقيب يوسف، في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وقام بترجمته إلى العربيّة السياسي الكردي ملّا محمد نيّو في تسعينيات ذلك القرن.
طُبعت الترجمة العربيّة بنسخ محدودة في بيروت في منتصف التسعينيات، لعدم قدرة المترجم على طبعها في دمشق حيث يقيم بسبب التضييق على كلّ ما هو كرديّ في سوريا. لم نعد نعرف مصير هذه النسخ باستثناء واحدة بقيت في بيت الملّا محمد نيّو، بعد وفاته في العام 2007 في العاصمة دمشق، ومن ثمّ تنقلت هذه النسخة بين يدّي أبنائه في دول مختلفة حتى وصلت إلينا.
أرتأينا في موقع حكاية ما انحكت أن نعيد نشر فصول هذا الكتاب، بموافقة من أفرادٍ من عائلة الملّا محمد نيّو، لما فيه من أهميّة في تاريخ الشعر الكردي وتاريخ بعض أعلامه. لم نغيّر في الكتاب شيئًا باستثناء بعض التصويبات اللغويّة واعتماد لفظ موحّد لبعض الكلمات التي وردت بلفظ مختلف في مواقع مختلفة.
نبدأ الملف بنشر مقدّمتي المؤلف والمترجم، على أن ننشر تباعًا الفصول، الواحد تلو، الآخر مرفقة بصور القصائد الواردة في الكتاب باللغة الكرديّة، على أن نقوم بدمج بعض الفصول القصيرة.
مقدمة المؤلف
في عام 1961 في شهر كانون الأول كنتُ أتردّد على مكتبة "متحف الموصل" لكتابة شيء عن تاريخ الكرد وكردستان، فأطلعني أستاذي العارف، سعيد الديوه جي، مدير المتحف على مجموعة مخطوطات لكاتب مجهول دُوّنت سنة 1181 هـ - 1768 م. فوجدت في هذه المجموعة أشعارًا وقصائدًا بالكردية والعربية، خطّها ذلك الكاتب المجهول لنفسه قبل مئتين وتسع سنوات من الآن مثل الكثيرين الذين يخفون الأشياء النادرة لأنفسهم. شملت المخطوطة 18 مقطوعة شعريّة باللغة الكردية لثمانية شعراء أكراد باللهجة الكرمانجيّة ممن عاشوا قبل 209 سنوات ووجدت في القصائد قيمة أدبية فنقلتها عن المخطوطة، وهي موزعة كالتالي:
- مقطوعتان شعريتان للشاعر الكردي علي الحريري.
- خمس مقطوعات للشاعر الكردي الملا الباتيي.
- مقطوعتان للشاعر الكردي فقه طيران.
- مقطوعتان للشاعر الكردي، ملاي جزيري، ولم تطبعا في ديوانه.
- ثلاث مقطوعات للشاعر الكردي "مينا".
- مقطوعة واحدة للشاعر الكردي منصور الگركاش.
- مقطوعة واحدة للشاعر الكردي "ماجن".
- مقطوعة واحدة للشاعر الكردي "صادق".
- مقطوعة واحدة وهي محاورة شعرية بين الشاعرين "الجزيري" و"فقه طيران"،
وفيما بعد حصلت على ثلاث مقطوعات شعرية أُخرى، واحدة للشاعر "الباتيي" مطلعها: "ژچر ياپاشيي بيدامه لاي ياته ي كاني"، والثانية للشاعر "بكربك أرزي"، والثالثة رباعية الشيخ أحمد الخاني. وهذه المقطوعات الثلاث أرسلها لي الصديق ملّا خليل، وهو من قرية "بيدوهي" ويسكن الموصل حاليًا. وملّا خليل هذا رجل كبير في السن له ذاكرة حادّة. ورباعيّة الخاني أرسلها لي صديق آخر، وفي الوقت الذي كنتُ أنوي فيه طبع هذا الديوان أرسل، لي الأستاذ الشيخ "ممدوح البريفكاني" قصيدتين للشيخ "نور الدين البريفكاني"، وحصلت فضلًا عن ذلك على قصيدتين للشاعر "شاه برتو" أخذتها عن مجلة "صوت اليكيتي الجديدة" ورأيت أنّه من الأفضل طبع جميع هذه الأشعار في شبه ديوان أطلقت عليه اسم "ديوان الكرمانجي" حيث لم أجد أفضل من هذا الاسم.
إنّ هذه الأشعار المؤلفة من 25 قطعة شعريّة لم تطبع معظمها لحد الآن، ما عدا قصائد برتو، وهذه الأشعار نادرة لكونها تعود إلى شعراء أكراد قدامى مثل "علي الحريري" الذي يعتبر أقدم شاعر كردي كتب ونظم الشعر باللغة الكرديّة وباللهجة الكرمانجيّة في القرن العاشر الهجري (السادس عشر ميلادي)، وهو من معاصري ملّاي جزيري وكان أكبر منه سنًا، ونظم الشعر قبله.
إلى الآن لم أرَ أشعاره ضمن الكتب المطبوعة، وإذا كانت موجودة عند أحد فأرجو إرسالها لي، لأنّ هاتين القصيدتين نادرتين، ولم يُعرف للآن شاعر كردي آخر قبل "الحريري" و"ملّاي جزيري" و"فقه طيران" كتب ونظم الشعر باللهجة البهدينانيّة، إذ أنّ ديوان "نالي" هو الوحيد الذي ظهر بالسورانيّة، وضعه الشاعر "ملّا خضر نالي" في القرن التاسع عشر ميلادي، بعد "علي الحريري" و"ملّاي جزيري" بقرنين تقريبًا، وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي:
لماذا ظهر الأدب الكردي باللهجة البهدينانيّة قبل ظهور الأدب الكردي باللهجة السورانيّة؟ إنّ السبب في ذلك يعود إلى ظهور التاريخ السياسي الحديث لكردستان والذي يبدأ في القرن العاشر الهجري، السادس عشر ميلادي، اعتبارًا من معركة جالديران عام 930 هـ -1514 م بين السلطان سليم العثماني والشاه إسماعيل الصفوي، أيّ بين الأتراك والإيرانيين حين تمّ توحيد كوردستان الوسطى تحت حكم الأتراك العثمانيين وحصول الأكراد على نوع من الاستقرار وبروز المشاعر القوميّة الكرديّة. إنّ توحيد الكرد كان من عمل الشيخ "إدريس البدليسي"، ويُحتمل أنّ توحيد الإمارات الكرديّة (الكورمانجيّة) في اتجاه فيدرالي وبدء التاريخ الحديث لكردستان قد أثر على المثقفين الأكراد ومعارفهم وبلور المفاهيم القوميّة، ولكن بشكل بدائي وليس بالمفهوم الحديث للقوميّة. بهذا نظم الأدباء الأكراد الشعر باللغة الكرديّة وباللهجة البهدينانيّة مثل "علي الحريري" و"ملّاي جزيري" و"فقه طيران" إلى أن وصل "أحد الخاني" و"ملّا الباتيي".
ذلك لم يكن موجودًا في مناطق "مكريان" و"سنة" و"شهرزور"، لأنّهم كانوا تحت الحكم الإيراني ولم يدخلوا الاتحاد الذي قام بين الإمارات الكرديّة تحت السيطرة العثمانيّة، ولكن يُقال إنّ القصائد الكرديّة كُتبت باللهجة "الهورمانيّة" قبل كتابتها باللهجة السورانيّة مثل اللهجة البهدنيانيّة، وللآن لم نعثر على ما يؤكد هذا القول.
لقد وقعت معارك واصطدامات كثيرة على أرض كردستان في زمن الحريري بين الأتراك والإيرانيين، ودُمرت على أثرها المدن والقرى في هكاري وبوتان وآمد (ديار بكر) وكانت الدعوة للقوميّة الكرديّة موجودة في كردستان الشماليّة.
قام الأمير "شرفخان البدليسي" بكتابة تاريخ الأكراد في كتاب الشرفنامة عام 1005هـ، كما قام الأمير إدريس البدليسي بجولات بين الأمراء الأكراد من أجل توحيد الكرد ولإقامة الاتحاد الفيدرالي، وطالب أن تكون جزيرة "بوتان" عاصمة لهذا الاتحاد، كما قد أورد الأستاذ المؤرخ الكردي "محمد أمين زكي" في كتابه تاريخ الكرد وكوردستان (صـ202).
في ديواننا هذا، المُسمّى "الديوان الكرمانجي" كتبتُ عن تاريخ "الحريري" و"فقه طيران" و"الباتيي" كما أعرف، وأشياء جديدة خصوصًا في حق "علي الحريري" و"فقه طيران"، إذ لم يكتب أحد حتى الآن عن تاريخهم بشكل واسع ومفيد، وكذلك كتبتُ عن "الباتيي"، ولكن بشكل مختصر، كما أنّني لم أعرف شيئًا عن حياة كلّ من الشعراء "مينا" و"ماجن" و"صادق". كلّ ما هو معروف عنهم أنّهم عاشوا قبل 209 سنوات قبل الآن، ويُمكن أن تقع بين أيدينا في المستقبل قصائد لهؤلاء تلقي بعض الضوء على الغموض الذي يكتنف حياتهم، وكذلك بالنسبة لكلّ من "منصور" و"بگربك" و"شاه برتو".
لقد كتبتُ هذا الديوان وفق الكتابة الكرديّة المعاصرة، حيث توجد فيها أخطاء، لأنّ كتابتي الكرديّة ضعيفة وركيكة. فقد أشرتُ لكلّ فتحة بهاء صغيرة (ـه) وإلى الضمة بواو مثل (وه/ ه) و(گوٍل) وأشرت إلى الكسرة بحرف الياء. وحيث أنّه لا يجوز كتابة الكلمات البهدينانيّة مثل اللهجة السورانيّة، لهجتان من لغة واحدة، لذلك يجب محاولة التقريب بين اللهجتين في الكتابة والقراءة. وكتبتُ بعض الكلمات العربيّة بنفس الطريقة، كما كتبت بعض الكلمات الكرديّة التي توجد فيها حرف صاء وطاء مثل (صو كول) و(صه د) و(ده صورم) و(طاي) و(طاطا) و(طازي).
إنّ الكلمات التي تتضمن هذين الحرفين تُلفظ عند أهالي "بوتان" و"بهدينان" و"هكاري" و"طور" وكثير من المناطق الأخرى، ونحن لا نقول إنّ في ذلك خطأ، لأنّ تلفّظ هذين الحرفين أصبح عامًا في مناطق كثيرة، ولذلك كتبتُ الكلمات التي تضم هذين الحرفين، ولأنّ ذلك أصبح عامًا في مناطق كثيرة، في الإملاء الكرديّ القديم، مع إنّ هناك علماء لغويون يقولون بعدم وجود حرفي (صاد) و(طاء) في اللغة الكرديّة.
الجدير بالملاحظة وجود أخطاء إملائيّة حتى في التلفّظ ضمن الأشعار وفي بعض الكلمات والجمل، ولم أتمكن من تصحيحها إذ لم أجد كتابة أصح وأفضل منها، كما أنّ بعض الأسطر ناقصة وربّما تظهر هذه القصائد في المستقبل بكتابات أدق، وهكذا فإنّ القصائد تعود إلى هؤلاء الشعراء لورود أسمائهم في أواخر كلّ قصيدة ما عدا اثنتين أو ثلاثة لكونها ناقصة وغير مكتملة. آمل أن يكون هذا الكتاب بمثابة حافز للمثقفين الأكراد للقيام بجمع ونشر التراث الأدبي الكردي القديم.
الباحث عبد الرقيب يوسف.
06.07.1970
مقدمة المترجم
عندما كنتُ في كردستان العراق عام 1972، وفي منطقة "كلالة" بالذات، وقع بين يدي الكتاب الذي ألفه وأصدره الباحث الكردي الأستاذ "عبد الرقيب يوسف" والذي عنونه بـ"الديوان الكرمانجي"، وكان قد كتبه باللغة الكرديّة - اللهجة البهدينانية، ولكن بالأحرف العربيّة، فأطلعتُ عليه وقرأته بتمعّن عدّة مرات، وقد أعجبني كثيرًا من حيث مضمونه أولًا، ولأنّه يفتح بابًا كبيرًا من أبواب الأدب والتراث الكرديين لم يسبق لأحد أن طرقه، باستثناء بعض الكتابات المتفرقة هنا وهناك، أمام المثقفين والأدباء الأكراد المعاصرين ثانيًا. وأنا أذكر جيدًا أنّنا كنّا نتغنّى بقصائد وأشعار الأدباء الكرد القدامى في المدارس الدينيّة، ونقرأها دون أن نعني المضامين العميقة التي يحتويها، ودون أدنى معرفة عن سير حياتهم، فكلّ ما كنّا نردّده كان محفوظًا عن ظهر قلب.
الكتاب، ورغم صغر حجمه، إلّا أنّه يكشف لنا الكثير من تاريخ هؤلاء الأدباء وحياتهم وموقعهم وأدبهم، وبالتالي فإنّه يغنينا عن العودة إلى المجلدات الضخمة في سبيل التعرّف عليهم كما أنّه استطاع بدقة أن يكشف الكثير من الأخطاء التي وقع فيها المؤرخون الكبار الذين تطرّقوا لهذا الموضوع فيما يتعلّق بسير حياة هؤلاء الأدباء، والذين يمكن بحق دعوتهم آباء الأدب الكردي، ولذلك فإنّني وجدتُ أنّ الكتاب هام جدًا، بل وضروري للمكتبة الكرديّة، وعندما فكرتُ جدّيًا بأن أقوم بنقل الكتاب من الأحرف العربيّة إلى الأحرف الكرديّة اللاتينيّة، لم أطل التفكير بالأمر بل باشرتُ بالعمل فورًا وأنا لا أزال في كردستان العراق، إلّا أنّني وبعد عودتي إلى سوريا عام 1973 اصطدمتُ بالكثير من المعيقات وأحاطت بي ظروف صعبة ومشاكل عويصة على المستويين الشخصي والعام، منها صعوبة طبع الكتاب، وعدم وجود الإمكانيات الماديّة اللازمة لإصداره، ممّا أجبرني على التخلّي عن الفكرة.
في عام 1977 راودتني فكرة إصدار الكتاب ثانية، خاصة وأنّ مشاكلي كانت في طريقها إلى الحل، إلّا أنّني وقتها قرّرت أن أقوم بترجمة الكتاب إلى اللغة العربيّة كي يستطيع الإطلاع عليه كلّ من ليس بمقدوره الإطلاع والقراءة باللغة الكرديّة، وبالتالي يتوّسع باب الفائدة ويتمكن كلّ إنسان يعرف العربيّة أن يطلع على عراقة وقدم الأدب الكردي وبلاغته وأعلامه، وبالتالي أن يلّم بمنابعه ومصادره الأولى.
وحين بدأتُ العمل وجدتُ أنّني يجب ألّا أقترب من الأشعار، بل أكتفي بترجمة حياة كلّ شاعر وذلك للأسباب التالية:
- إنّ الأدب وخاصة الشعر حين يُترجم من لغة إلى أخرى فإنّه يفقد رونقه وجماله وقوة بلاغته.
- خوفي من ألّا يكون بإمكاني أن أفِ هذه الأشعار حقها حين أقوم بترجمتها.
- بشكل عام، فإنّ قصائد هؤلاء الشعراء تتلون بصبغة دينيّة صوفيّة، وبالتالي فإنّ لها معانٍ سطحيّة ظاهريّة وأخرى حقيقيّة مُبطنة، وأنّى لي الإطلاع إلى ذلك البحر من المقاصد والقيم التي أراد أصحابها أن يقولوها. لذا فإنّني تركتها على حالها دون المساس بها.
استمر عملي في الكتاب حتى عام 1980، حيث أنهيته. ولم أكتفِ بترجمته فقط، بل أضفت إليه بعض التعليقات من مصادر أخرى، فمثلًا قمتُ بنقل حياة "ملاي جزيري" حرفيًا من كتاب "العقد الجوهري في شرح ديوان الجزيري" لمؤلفه العالم الكبير "ملّا أحمد الزفنكي" مفتي مدينة القامشلي سابقًا، رحمه الله. وأضفتُ إليه كذلك نبذة موجزة من حياة الفيلسوف والأديب الكردي الكبير "أحمد الخاني"، وذلك تكملة للكتاب وإيفاء للفائدة المرجوة من ترجمته، كما أنّني عمدتُ إلى التقديم والتأخير في بعض المواقع ممّا رأيتُه مناسبًا وضروريًا.
وقد كنتُ مشغولًا جدًا فلم أتمكن من طبع الكتاب، فكلمت في ذلك بعض فصائل الحركة الكرديّة الذين وعدوني خيرًا، وهكذا انتظرتُ عدّة سنوات، وحين طالبتهم وألححتُ عليهم في ذلك ادّعوا ضياع الكتاب، فقمتُ بتبيضه، وأعطيته لفصيل آخر وبعد سنتين أعادوه لي كما هو بعذر عدم وجود الإمكانيات المادية اللازمة لطبعه، وهكذا استمرت الأحوال إلى أن تمكنتُ من الاتصال بالشاب سيامند إبراهيم وأخبرته عن الموضوع، فأبدى استعداده لنشر الكتاب على حسابي الخاص، وذلك في أوائل عام 1994، وإنّني هنا أودّ أن أقدم له شكري على قيامه بهذا العمل الذي سمح لهذه الترجمة المتواضعة أن ترَ النور وحماها من الإهمال والضياع.
وأنوّه أيضًا أنّه قد توجد في ترجمتي للكتاب بعض النواقص والأخطاء وهذا طبيعي، لأنّ الإنسان حين يعمل فإنّه قابل أن يقع في الخطأ أيضًا، إلّا أنّني مؤمن ومقتنع بأنّ مواصلة العمل واقتحام الصعاب رغم ما يتخلّله من أخطاء ونواقص لأشرف ألف مرة من الجلوس مكتوف اليدين خوفًا من ارتكاب الخطأ، فمن يعمل يُخطئ ولكنه يخدم الشعب والوطن بينما من لا يعمل لا يُخطئ ولكنه، لا يقدّم أيّة خدمة لهذا الشعب الذي يستحق منّا الفداء والتضحية بالغالي والنفيس في سبيله.
وأخيرًا فإنّني أهدي كتابي هذا إلى زوجتي وأولادي الذين خلقوا من حولي الظروف المناسبة للعمل والكتابة.
محمد نيو
دمشق 30.01.1994