"الدين بديل خيالي عن العلم" (صادق جلال العظم)
مقدمـــــــــــــــــة
في العام الدراسي 2012 / 2013 تم تغيير مناهج التعليم السورية التابعة للنظام السوري بالكامل. يبدو هذا القول: "تغيير مناهج التعليم" قولاً مضلِّلاً، فما تغيّر بالضبط هو "الشكل"، بينما المضمون بقي على حاله يخدم الأهداف التي وضعها نظام الأسد ضمن العملية التعليمية في سوريا.
وإذا كان هدف التربية والتعليم بالمعنى الواسع للكلمة، هو الوصول إلى إنشاء الأجيال على المعرفة، ووضع معايير قيمية وثقافية جماعية، تجمع أفراد المجتمع وتشدّهم إلى بعضهم البعض وتمّيزهم بصفتهم جماعة، وتزودّهم بالخبرات والمهارات اللازمة للحياة.. إلخ، فإن هدف التربية والتعليم في سوريا عبر حقبة البعث التي ما تزال مستمرة منذ نحو خمسة عقود، كان وما يزال، تأبيد سيطرة نظام الأسد في السلطة، وذلك عبر مجموعة من الآليات والوسائل، كمناهج التعليم ومجموعة الرموز المفروضة داخل المدرسة والمترافقة مع ضخ إيديولوجي يسوّق لحزب البعث وقادته.. إلخ، التي عملت مجتمعة، على ضمان تأّبد هذه السلطة واستمرار ديمومتها.
دور المدرسة
لعبت المدرسة السورية دوراً حاسماً على صعيدين مترابطين، صعيد أيديولوجي، سعى نظام الأسد من خلاله إلى غرس أفكار حزب البعث الحاكم في عقول الفتية السوريين، وصعيد اجتماعي- ثقافي، ساهم بتشكيل وعي جمعي سنطلق عليه هنا مجازاً "بالوعي الأسطوري"[1]، وهو الوعي الذي يقف على الطرف النقيض من الوعي العلمي، هو نقيض المنطق، ونقيض الموضوعية، وهو الوعي الذي يزين الأمور بميزان الغيبي والعام، لا بميزان العقل والخاص.
وكنا في مقال آخر[2] ناقشنا الدور الأيديولوجي الذي لعبته مناهج التعليم السورية في قولبة وعي التلاميذ السوريين، والسيطرة على عقولهم، بينما هنا سنحاول مناقشة ازدواجية التعليم من زاوية المعايير الوضعية المعتمدة في بعض الكتب، ككتب اللغة العربية، والتي تتضمن شرحاً وعرضاً للمعايير السلوكية والأخلاقية الاجتماعية، من جهة، والمعايير الميتافيزيقية المبنية على القصص الأسطورية والغيبية، التي نقع عليها في كتب التربية الدينية الإسلامية، والتي تساهم في بناء "الوعي الأسطوري" لدى أجيال السوريين، وهي الكتب التي تبقى برفقة التلميذ منذ الصف الأول الابتدائي وحتى نهاية العملية التعليمية. بينما يتجلى الهدف النهائي من هذه العملية برمتها، في إنتاج أجيال من السوريين والسوريات الصاغرين والتابعين، المفتقدين إلى أساسيات الوعي والفكر النقدي الضروري لكل معرفة.
معايير حداثية
عبر مادة "اللغة العربية" التي تدرس في المنهاج الحكومي الرسمي، والتي ترافق التلامذة السوريين منذ الصف الأول، يتم تمرير شحنة تربوية وثقافية تعلّم التلاميذ قواعد السلوك والآداب الاجتماعية، حيث يهدف الكتاب، إضافة إلى تعلم قواعد اللغة العربية، إلى اختيار مواضيع الكتاب لتكون "متناسبة مع مجالاتِ الحاجاتِ الملحّةِ مثلِ: (الأسرة، المدرسة، الحيّ والصحّة والحياة، البيئة، العلم والعمل)"[3]. وتعرض ملامح ثقافية اجتماعية كعرض للأمثال والقصص الشعبية، التي تمنح المتعلم بعداً تربوياً يستوعب من خلاله ثقافة الجماعة، وتركز على مواضيع معرفية مختلفة، مثل (حقوق الطفل، الهوايات، الطّبيعة، الأسفار والمغامرات، المدن، الآثار والتّراث، الوطن، منجزات حضاريّة، غرائب وعجائب، العمل المنتج، العلم والاختراع "التّكنولوجيا")، وذلك وفق ما جاء في مقدمة كتاب "العربية لغتي" للصف الثالث الأساسي.
وإذا كانت مادة اللغة العربية في التعليم الجامعي غالباً ما تعتمد على القرآن والأحاديث النبوية في سياق شرح قواعد اللغة ودلالاتها، فإن مادة اللغة العربية، وفي مراحل التعليم الأساسية تعتمد بشكل أساسي على الأدب: كالشعر بشقيه المخصص للأطفال، والشعر العربي، قديمه وحديثه، بالإضافة لنصوص أدبية متنوعة مختارة من الأدب العربي والعالمي، وطبعاً لا يخلو الأمر من اعتماد بعض الآيات القرآنية لشرح بعض القواعد اللغوية كما في كتاب القراءة للصف التاسع فصل أول صفحة 32 على سبيل المثال، بينما تزداد الأمثلة التعليمية المأخوذة من القرآن كلما تقدم التلميذ في صفوف الدراسة.
تستقي القواعد السلوكية والأخلاقية في مادة اللغة العربية مرجعيتها من قواعد وضعية متفق عليها اجتماعياً، كاحترام الكبار وتقدير أفراد الأسرة، الرحمة بالحيوانات واحترام الطبيعة.. إلخ، بالإضافة إلى محاولة غرس معايير أخلاقية حداثية كاحترام الرأي والرأي الآخر، آداب الحوار، أسس النقاش.. إلخ. كما يجري التركيز على "حقوق الطفل" و"حقوق الإنسان" بالاستناد إلى الشرعية الدولية للحقوق. وكما تشير الصورة التي أخذناها من كتاب القراءة للصف الثالث أساسي صفحة 36، والتي تعرض مجموعة من السلوكيات السلبية، والتي يطلب من التلاميذ مناقشتها ونقدها، وكل هذا على أرضية وضعية إذا جاز التعبير، أي بالاستناد إلى معايير اجتماعية لا معايير دينية.
بينما على صعيد بناء الوعي السياسي إذا جاز التعبير، فإنه في مادة التربية الاجتماعية، والتي تبدأ من الصف الثالث، وتستمر حتى الصف السادس، وبعدها يتم استبدالها بمادة التربية الوطنية، التي تستمر حتى نهاية مراحل التعليم، بما فيه التعليم الجامعي. في هذه المادة يتم تعريف التلامذة على وطنهم سوريا، الموقع الجغرافي، النشاط الاقتصادي، البناء السياسي للدولة.. إلخ، ويتم تعريف التلاميذ على أهم الحقوق والواجبات، والتي يتم التوسع بها تدريجياً مع كل سنة دراسية. وكما تشير مجموعة الدروس المعنونة بـــ: الحقوق، الواجبات.. إلخ، والتي توضحها مجموعة الصور المعروضة في كتاب القراءة للصف الثالث وكتاب الاجتماعيات، للصف الرابع، صفحة 119، والتي تركز بشكل أساسي على الحقوق والواجبات المنصوص عليها بالدستور وبشرعية الأمم المتحدة لحقوق الانسان.
ينتقل التلميذ من الواقع الفعلي للحياة إلى عوالم غيبية، تستمد شرعيتها وإطارها المعرفي من نصوص مقدسة، لا يمكن نقاشها فكيف نقضها؟
تتمفصل كلا المادتين، اللغة العربية والتربية الاجتماعية، لتساهما في بناء المرجعيات السلوكية والأخلاقية والثقافية للتلاميذ في سياق عملية التربية والتعليم، وبقدر ما تحمل مادة اللغة العربية شحنة ثقافية ذات ملمس أدبي، فإن مادة الاجتماعيات تسرب شحنة إيديولوجية تهدف إلى بناء أجيال مؤمنة بنظامها السياسي وقادتها التاريخيين، كما تظهر الصور في الدرس المعنون: "نظام الحكم في سوريا" في مادة الاجتماعيات للصف الرابع صفحة 112 حيث يظهر الرئيس بشار الأسد وعقيلته وهما يمارسان حقهما الديموقراطي بالتصويت والانتخاب، وذلك في سياق دفع التلاميذ لإعلان ولاءهم لهذا النظام والانخراط في تنظيماته التي تبدأ مع طلائع البعث المفروضة على جميع التلاميذ مروراً بشبيبة البعث.. إلخ. بينما تعرض عشرات الصور الأخرى الرئيس السوري بشار الأسد، وغالباً برفقة زوجته، وهو يرعى الأطفال المساكين كما في الدرس الثالث من كتاب التربية الوطنية للصف السابع، حيث يظهر الأسد ومعه زوجته وهم يقدمون الرعاية للأطفال الأيتام، أو وهو يزور مدرسة من مدارس أبناء الشهداء.. إلخ.
وعلى صعيد متوازٍ تنتشر العشرات من "المقولات التاريخية" التي قالها الأسد الابن أو الاب، مع إرفاق وصف "الخالد" دائما في مقدمة الكلام.
معايير دينية
ينتقل التلاميذ من حصة اللغة العربية إلى حصة التربية الدينية، ليواجهوا هناك أسئلة في غاية التعقيد: "كيف يفوز الإنسان برضى الله؟" "وماهي الأمور التي يحبها الله تعالى؟".(كتاب التربية الدينية الاسلامية، الصف الثاني أساسي، ص 17.)
وفي الوقت الذي يحيل فيه كتاب القراءة التلاميذ إلى مرجعيات وضعية تتعلق بمعايير المجتمع السوري ومعايير المجتمع الدولي، ويسعى إلى بلورة الإطار الأخلاقي العام للتلاميذ بالاستناد إلى حقوق وواجبات تستمد مبرراتها من الحياة الواقعية، فإن كتاب التربية الدينية يجرّ التلاميذ إلى موقع آخر، موقع غيبي، يصبح الفعل الأخلاقي فيه مرتبطاً بمعيار اتفاقه أو مخالفته لما يرضاه الله، ويقرّه الشّرع الاسلامي.
هنا يصبح التلميذ ملزماً على فعل الخير، احترام الآخرين، النظافة، وما إلى هنالك من قواعد الحياة، وذلك لأن الله يحب ذلك. ففي الوحدة الثانية من كتاب التربية الاسلامية للصف الثالث الابتدائي، المعنونة: "أخلاق إسلامية"، يتم عرض مجموعة المعايير والقواعد الأخلاقية التي سنّها الدين الإسلامي، ويتم استعراض عشرات الأمثلة من حياة النبي محمد التي تبلور في مجملها الأخلاق الكريمة والمرغوبة، والتي على الأولاد التحلي بها قدوة "بنبيهم".
ويرتبط هنا الفعل الأخلاقي بشكل مباشر بمفهوم الثواب، ويصبح هدف الفعل الأخلاقي، أي هدف المسلم "ثواب الله تعالى والتوجه إليه بالدعاء"، كما يختم الدرس الأول من الوحدة الثانية من كتاب التربية الإسلامية للصف الثالث الابتدائي، صفحة 28.
تنمو أجيال السوريين وهي تحمل في أعماقها ازدواجية المعايير، وتضيع بين ثنائيات حلال/ حرام، خطأ/ صواب، وتضيق الحدود بين المرجعيات، ويرتفع ما هو "عادي" إلى مصاف المقدس، وتتحول النواهي الاجتماعية إلى "حرام"، والسلوكيات المتفق عليها إلى "حلال"
ازدواجية المعايير الاجتماعية
تفترض مادة التربية الإسلامية أن جميع التلاميذ السوريين من غير المسيحيين همّ مسلمون سنة، ويتم تعليمهم أسس الدين الإسلامي بنسخته السنية، كما يتم اعتماد السردية السنية في رواية التاريخ؛ ونحن نعلم أن المجتمع السوري مكوّن من جماعات مختلفة الانتماءات الطائفية والعقائدية وحتى الثقافية، وأن لكل جماعة، تصوراتها وسرديتها التاريخية الخاصة. ووفق هذا المعطى، يواجه التلاميذ مجالين متناقضين يولدان ازدواجية لديهم على صعيد التكوين الثقافي والذهني. ففي المنزل، وفي إطار المجتمع المحلي للتلميذ، ثمة ثقافة الجماعة ومعتقداتها، والتي تستند في شرعيتها على مرجعياتها الدينية والثقافية الخاصة، أما في المدرسة فثمة سردية واحدة هي سردية الاسلام السني.
ففي الوقت الذي يطرح فيه كتاب التربية الإسلامية للصف السابع، صفحة 41، ضرورة الاقتداء بالنبي محمد و"ضرورة تنشئة التلميذ على تمثل القيم التي جاء بها" فإن الأولاد من الطوائف الأخرى كالعلويون والإسماعيليون على سبيل المثال فهم يتلقون معايير أخلاقية في وسطهم الاجتماعي تركز على علي بن أبي طالب (ابن عم الرسول والمرجع الأساسي للطوائف الشيعية) باعتباره المرجع الأول للسلوكيات والمعايير الأخلاقية، ويكاد يكون النبي محمد غائباً إلى حدّ كبير في هذه السردية المتعلقة بالطوائف المسلمة غير السنية.
وبالاستناد إلى مجموعة نقاشات أجراها الكاتب مع أولاد سوريين ينتمون إلى طوائف مسلمة غير سنية، لاحظنا كيف تتبلور هذه الازدواجيات الثقافية. علي عيسى تلميذ في الصف العاشر الثانوي تنتمي عائلته إلى الطائفة الاسماعيلية، وهي طائفة تعد من الأقليات في سورية، يقول: "نشأت في منزلي وفي الحيّ الذي أقطنه وأنا أعلم كل القصص المتعلقة بالإمام عليّ، وبالنسبة ليّ يعتبر الإمام عليّ هو المرجع الأساسي الذي نشأت على الاقتداء به، وخارج المدرسة لا أكاد أسمع اسم النبي محمد، بينما في المدرسة لا يكاد يذكر علي ولا القصص التي تشير إلى حياته، سوى ربما في كتاب القراءة للصف التاسع حيث يتم عرض نصّ كتبه الإمام عليّ كوصية لابنه".
في المدرسة تعلم كتب التربية الاسلامية الأولاد قواعد الدين الإسلامي كالصلاة على سبيل المثال، بينما في سوريا لكل طائفة شعائرها وتعبيراتها الدينية المختلفة. يقول ضرار هاشم وهو تلميذ في المرحلة الثانوية وينحدر من أسرة علوية: "تعلمت الصلاة بالطريقة المسلمة السنية في المدرسة، بينما صلاتنا نحن فهي مختلفة تماماً". بينما في كتاب الديانة للصف السابع صفحة 71 فيتم شرح وتعليم الأولاد الصلاة ودائماً وفق الطريقة السنية.
وعوضاً عن أن تكون المدرسة هي المكان الذي يقدم معايير وتصورات مشتركة بين أفراد الجماعة، تصهر أفراد المجتمع وتنتج وعيهم وثقافتهم المشتركة، وذلك عبر اعتماد مواد علمية تساهم في بناء ذلك الوعي، عوضاً عن ذلك، يتم تقديم نوع من الخليط الذي يجمع بين العلمي والوضعي والديني والإيديولوجي في وعاء واحد، ينتج تشويشاً سيبقى مرافقاً للتلاميذ طوال حياتهم.
يتكون المجتمع السوري من انقسامات عمودية تحكم جملة العلاقات الاجتماعية، التي تتحدد في مجملها باعتبارها علاقات ناتجة عن انتماءات ما قبل حداثية، طائفية، عائلية، عشائرية.. إلخ، فالقول الفصل في المجتمع السوري لا لانتماء المواطنة (أي تعريف الفرد باعتباره مواطناً)، بل للجماعة، أي الطائفة، العائلة أو العشيرة.. إلخ. وفي كتب المنهاج السوري، وتحديداً في كتاب التربية الدينية، لا يوجد ذكر لهذه الجماعات، لا يوجد سوى الإسلام بنسخته السنية. فمن أين يستقي التلامذة السوريين معرفتهم عن بعضهم البعض وعن جماعاتهم؟
عوضاً عن أن تكون المدرسة هي المكان الذي يقدم معايير وتصورات مشتركة بين أفراد الجماعة، تصهر أفراد المجتمع وتنتج وعيهم وثقافتهم المشتركة، وذلك عبر اعتماد مواد علمية تساهم في بناء ذلك الوعي، عوضاً عن ذلك، يتم تقديم نوع من الخليط الذي يجمع بين العلمي والوضعي والديني والإيديولوجي في وعاء واحد
عندما تغيب المعرفة المنهجية يحل محلها الخرافة والأساطير، وعوضاً عن تقديم المعلومات حول الطوائف الإسلامية المختلفة الشائعة في المجتمع السوري بطرق منهجية وحيادية، يتم الاستعاضة عن ذلك بتداول مجموعة من الخرافات التي تشوش المعرفة وتضع حدّاً فاصلاً بينها وبين التفكير العملي.
لا تساهم كتب المدرسة السورية في وضع حدّ لهذا التفكك الاجتماعي على صعيد بناء الوعي، بل قلّ أنها تساهم في اتساع الشرخ بين الأجيال، عبر فرضها عليهم تاريخاً ومعتقداً ومعاييراً أخلاقية واجتماعية قد تكون متناقضة مع بيئتهم الاجتماعية الخاصة، فكيف والحال أنها متناقضة مع المعايير الوضعية للقيم الاجتماعية، والقراءة العلمية للتاريخ.
علم التاريخ
تفتقد كتب المنهاج السوري لمادة تدرس "علم التاريخ"، وهو العلم الذي لا يكتفي في سرد كيف حدثت الأمور، بل يتجاوزها للسؤال عن أسبابها وسيروراتها وكيفية نشأتها. ولا يختلف هنا كتاب "التاريخ" الذي يدرس في المنهاج السوري عن كتاب "التربية الدينية الاسلامية"، إذ على صعيد البنية والمنهجية فكلا المادتين تفتقدان لأسس المنهج العلمي في قراءة التاريخ.
يقدم كتاب التربية الدينية قراءة أقرب إلى أن تكون قراءة فقهية لتاريخ المنطقة، وهي قراءة من وجهة نظر سنّية، بينما جميع التلاميذ المنتمين إلى جماعات دينية وطائفية أخرى، عليهم أن يسمعوا هذا التاريخ لمرتين، واحدة في المدرسة وأخرى في وسطهم الاجتماعي، وهنا لا مجال للتوفيق، فإما هذه وإما تلك، وإن هذه الازدواجية التي يعيشها التلميذ السوري، لا تعدو كونها انعكاساً للازدواجية التي يحلمها الحزب الحاكم ذاته.
بمثابة خاتمــــــــــة
منذ أكثر من نصف قرن، أكد ياسين الحافظ، أحد أبرز المفكرين السوريين، على "أن نقد جميع جوانب المجتمع العربي الراهن وتقاليده نقداً علمياً- علمانياً صارماً.. واجب أساسي[4]"، إلا أن هذا النقد لم يأتي على الرغم من مضي كل هذه السنوات، ما حل عوضاً عنه، أنظمة سياسية، لعبت دوراً حاسماً في تكريس التخلف فيما هي تكرس سلطتها على المجتمع المغدور.
المراجع:
[1] - وهو شبيه بمصطلح صادق جلال العظم "الذهنية الدينية"، الذي أشار إليه في كتابه: نقد الفكر الديني، الصادر أواخر الستينيات من القرن المنصرم. والذي يعرفه بأنه "طغيان التقبل العفوي والانتظام اللاشعوري للإنسان ضمن إطار "الأيديولوجيا الغيبية" الضمنية والسائدة، ص 7.
[2]- حول مزيد من التفاصيل حول العملية التعليمية في سوريا، راجع للباحث: العملية التعليمية في سوريا بين الحاضر وبين المستقبل المأمول، تاريخ النشر: 19-05-2015، على الرابط: http://cutt.us/LFqD
[3] - من مقدمة كتاب "العربية لغتي" للصف الأول، من مرحلة التعليم الأساسي.
[4]- مأخوذ من اقتباس في كتاب صادق جلال العظم "نقد الفكر الديني".
(تعبر هذه المادة عن رأي الكاتب وحده)