حياتي مع "الكورونا"

هكذا تكلمت شهرزاد... ألم تكن الآلهة الأولى طبيبة؟!


"أن أصاب بالكورونا، وأن يزورني طبيب ذكر، ويعالجني، فوالله إنها لكارثة كبيرة، تضمحل أمامها الكوارث كلها، وقد كانت لتكون الكورونا أرأف بحالي بالتأكيد! ! وقد زارتني الطبيبة حقاً وفعلاً، وكانت زيارتها هي العلاج وبدايته".. هذا ما يقوله الكاتب عمار ديوب في شهادته عن مرحلة إصابته بفيروس كورونا: كيف تسلل المرض إليه؟ بمن وماذا فكر؟ وكيف هو حال الموت حين يقترب؟

28 آب 2020

(كاريكاتير للفنان هاني عباس. وهو ينشر بموجب الاستخدام العادل والحقوق محفوظة للفنان)
عمار ديوب

كاتب سوري مقيم في دمشق، يكتب في عدد من الصحف العربية منها الحياة والعربي الجديد.

العالم مشغول جداً بفايروس كورونا، هذا الذي وطّنَ نفسه في جهات الأرض كلها؛ فتوطّن في المجتمعات واستباحها، وشدّ أطرافها إلى بعضها، ونثرها في الوقت نفسه؛ فكان عادلاً في جمعه وفي نثره، إذ لم يميز بين شمال وجنوب، ولا بين شرق وغرب، ولا بين فقير وغني، ولا بين أسود وأبيض، ولا بين أنثى وذكر، ولا بين طفل وعجوز... ولم يبُقِ مجتمعاً عصيّاً ولا عاصياً، كأنه يريد أن يُقيم في عالمنا إقامة دائمة، كما أكد بعضهم، إما رغبة فيه، أو قرفاً وانتقاماً منه. حتى خطر على بالي: أنه يريد أن يكشف سيطرة الجشع والضحالة والتفاهة في عالمنا، وأن يفضح مأزقه ومأزقنا؛ وأن يدفعنا دفعاً إلى فهم: أن الأوان قد حان؛ لكي تكون قواعد قانون حقوق الإنسان، هي القانون الحاكم على مستوى العالم، وهي أساس سياسته ومرجعها، وهي محدد أخلاقه ومنبعها؛ الأمر الذي يستدعي العمل من أجل عالم بلا أعضاء مجلس أمن دائمين أولاً؛ فهو حق لكل عضو في هيئة الأمم بالانتخاب والتناوب، وثانياً ألّا يكون لأحد حق النقض؛ لأن النقض حق الأغلبية... وقد خطر على بالي: أن من دون ذلك سيمر العالم بتجربة مؤلمة ومريرة، هي قد تكون تجربتي الشخصية مكررة مليارات المرات.

في مواجهة العدو

كورونا في الساحل السوري: انضب في بيتك يا حبيب!

04 آب 2020
ما حال كورونا في الساحل السوري؟ كم عدد الإصابات؟ ما هي جاهزية المشافي؟ هل يلتزم الناس بالحظر؟ ماذا عن الأوضاع الاقتصادية؟ وكيف تعاملت السلطات مع خطر كورونا؟ هل من مساعدات...

إذاً، لا خيار أمام العالم إلّا مواجهة الفايروس الذي يفتك فيه، من دون أدنى استهانة بالخصم، كما لم أستهن بهذا الفايروس العالمي الذي يتحول إلى تجربة شديدة الخصوصية بقدر عالميتها وعموميتها، ولم أستسلم له: لقد  رفضت أن يعتقلني في منزلي، واستسلمت للتباعد الاجتماعي، والجسدي، وارتديت الكمامة بعض الوقت خلال تجوالي النهاري، وحاورت الخوف وعاشرته بالرفقة الدائمة لقارورة الكحول، وبالتعقيم المستمر، حتى كأنّ هذا المستبد قد أمسك بخناقي وسيطر عليّ، ولقد حاولت ألا أقترب من أحد، وكنت أراقب المسافات بيني وبين الآخرين، وأحسبها، وأدققها، وهذا ما حدث مع من صادفتهم في الشوارع كافة، وعلى مدى أشهر طويلة وعديدة، ولقد كنت أسرع كثيراً؛ لأبتعد عن أي شخصٍ يخترق مسافة الأمان، ويهددها، والتي يجب ألّا  تقل عن متر واحد. ولقد تعمدت السير في الشوارع المخصّصة للسيارات، أو الشوارع الخالية والمعتمة، وهجرت الأرصفة إلا للضرورات الحاكمة.

كما رصدت ساعات نشاط الناس، وحددت لحظات ذروة نشاطهم؛ فاخترت السير متأخراً، حين تخلو الشوارع من شر الفايروس الذي يتلبس الأخيار، واخترت السير السريع صباحاً، قبل أن يتكاثر الذاهبون إلى أعمالهم، وكأن الآخر قد أمسى جحيماً، كما قال سارتر، فهل كنت أنا الآخر الجحيم بعين الآخرين! ولقد كنت أراقب السوبرماركت، فلا أدخل من أجل شراء حاجاتي إلّا حينما ينخفض عدد المشترين؛ فالتبضع قضية لا يمكن الاستغناء عنها- للأسف- في عصر العلم ورأس المال المتوحش هذا!

 أن الأوان قد حان؛ لكي تكون قواعد قانون حقوق الإنسان، هي القانون الحاكم على مستوى العالم، وهي أساس سياسته ومرجعها، وهي محدد أخلاقه ومنبعها؛ الأمر الذي يستدعي العمل من أجل عالم بلا أعضاء مجلس أمن دائمين أولاً؛ فهو حق لكل عضو في هيئة الأمم بالانتخاب والتناوب، وثانياً ألّا يكون لأحد حق النقض؛ لأن النقض حق الأغلبية

أما في المنزل فلم أقطع صلتي بالناس تماماً، ولكنني خفضت منسوب الصداقات كثيراً؛ وقاطعت نادي الرياضة قطيعة نهائية باترة. أما غسل الأيدي فقد صار همي وديدني، هذا غير هوس تطهير يديّ بالكحول. نعم، إن هناك ما يشبه فوبيا الكورونا، وقد أصبت بها فعلاً وقولاً.

العدو داخل الحصون

كورونا أم اللاجئون.. أيهما أخطر؟

18 آذار 2020
العزلة أمر صعب للغاية، فنحن كبشر نحتاج إلى بعضنا البعض أكثر مما كنا نتصور. وبناء على هذه الفكرة لا يمكننا فصل مشكلة الكورونا عن مشكلة اللاجئين العالقين اليوم على الحدود...

وقد حل يوم الرابع من آب، 2020، بعد مشواري الصباحي، حالما جلست على الشرفة، حيث شعرت ببرديّةٍ، قصمت ظهري، وارتجف جسدي بأكمله، كأن خنجراً أغمد فيَّ. مع ذلك، لم أعط الأمر أهمية تذكر؛ لقد توهمت أن ارتداء ملابس كافية كافٍ لدحر ما هو طارئ؛ فعمدت فوراً إلى ذلك. ولكن، لم تمض ساعة واحدة، إلّا وساخت ركبتاي، فأضحتا لا تقويان على حملي، وبدأت حرارتي بالارتفاع، واستمرت البرديّة، وحينها لو استطعت التدثر بكل صوف الدنيا لَما تأخرت عن ذلك للتخلص منها. ثم تراجعت البردية خلال الساعات اللاحقة، تاركة السيطرة لحرارة لاهبة استقرت، وتمكنت، وهذه كانت مشكلة أشد وألعن وأكبر.

إذاً، ها هو فايروس الكورونا: هكذا اعترفت أمام نفسي، وقد خارت قواي نهائياً، ولم يعد جسدي يطلب شيئاً، أي شيء، لقد أمسيت خرقة تافهة. اضمحلت شهيتي للطعام حتى انعدمت، وتعطلت حواس شمي وتذوقي بالتدريج، حتى صرت غريباً عني، وأصبح السيتامول هو السيد الذي لا بد منه كل ست ساعات، والمشروبات الساخنة، وكميات الماء الفاتر التي عليّ أن أشربها، حتى تحولت إلى جمل حقيقي، يبرك على سريره في غرفته تاركاً الصحراء لعواء الثعالب. ومع ذلك ما كانت الحرارة تنخفض، كنت أدفعها بالماء والسيتامول، ولكن جسدي يكاد يصبح جمراً، خصوصاً إن تأخرت بمواعيدهما.

ولقد علمت، وتأكدت: أن هذا لا تماثله أي تجربة سابقة، إن هذه الأعراض لم أعشها من قبل قط، لم أعشها حتى مع أشد حالات الكريب التي أعرف. ولقد تذكرت، أني، في إحدى السنوات، احتجت إلى أكثر من عشر إبر ديلكون للتخلص من الكريب، ولكن تجربتي الجديدة فاقت كل ألم عانيته سابقاً، حتى أن لا شيء يشبه ما يجري: فقدان الشهية، وفقدان الحواس، وضعف التركيز، والخوف مني على الآخرين؛ لأني تحولت إلى قنبلة موقوتة، مع أني مجرد كتلة لحمٍ، يتناقص وزنها بالتدريج، وهي تنتظر شيئاً ما في المستقبل، لكنها تجهل ما هو بالضبط. إنه الفايروس الفاتك، لقد سيطر عليّ تماماً، وأصبحت من رعيته: هذا ما قلته لنفسي.

اخترت السير السريع صباحاً، قبل أن يتكاثر الذاهبون إلى أعمالهم، وكأن الآخر قد أمسى جحيماً، كما قال سارتر، فهل كنت أنا الآخر الجحيم بعين الآخرين! 

وفي الليل كانت فرشة السرير تتحول إلى بركة ماء، وفي النهار أيضاً، حينما أنام قليلاً. ولقد تكاثر نومي وقلّ؛ فقد كنت أنام نوماً خاطفاً أو مخطوفاً، أوقات قصيرة كأنها جرعات تبلل الجسد وتمسكه حتى لا يتبخر؛ فالجسد بلا طاقة، والنوم سلوك لا شعوري، وجسدي المنهك يجبرني على الاستلقاء المستمر، وهي، بكل الأحوال، نصيحة عامة، مشاع بعد أن سكبت على النت سكباً. ثم تراجع ألم ركبتيّ، وتمكنت الحرارة من جسدي وسيطرت، وكنت في غاية الإجهاد والتعب والإرهاق؛ وبدأ الملل يتسلل إليّ، والتعاسة تثقل بقوةٍ على روحي. لقد كنت وحيداً أصارع ساعات اليوم وأقضيها، وتعطلت قدرتي على التفكير، والوقت لا يتقدم إلا على إيقاع الألم.

المرأة الطبيبة... الملاك في اليوم الثامن

سوريا وأسئلة كورونا

28 آذار 2020
نتأمل تداعيات هذا الزلزال الكبير الذي ضرب مركبنا الأرضي ككل، لتتوحد البشرية للمرة الأولى، ربما في تاريخها كله، حول عدو واحد. ومع ذلك، لن نعدم أن نجد من يسعى لاستغلال...

ولقد وصلت إلى اليوم الثامن، بعد أن أكلتني الحرارة أو كادت، وفقدت أكثر من عشرة كيلوغرامات، حينها هتفت روحي إلى صديقة؛ لتدبر لي طبيباً، فوصلتني بطبيبة، وهذا أفضل ما حدث لي في فترة الكورونا تلك؛ فأن أصاب بالكورونا، وأن يزورني طبيب ذكر، ويعالجني، فوالله إنها لكارثة كبيرة، تضمحل أمامها الكوارث كلها، وقد كانت لتكون الكورونا أرأف بحالي بالتأكيد! وقد زارتني الطبيبة حقاً وفعلاً، وكانت زيارتها هي العلاج وبدايته. لقد كنت أعتمد على تقديراتي الشخصية، فأتناول فيتامين c، والمشاريب الساخنة، وكنت آكل الخضار كخروفٍ مريض وهي تقديرات قاصرة وغير كافية، ولا بأي حالٍ من الأحوال. وقد أجرت الطبيبة كشفها الطبي الأوّلي؛ فتبيّن لها: أن حالتي لا تستدعي الانتقال إلى المستشفى، وأني أحتاج إلى بضعة معادن وفيتامينات، مثل: الزنك، وفيتامين دال، التي لا بد منها فوراً؛ لأني تأخرت عن تناولها! وسأبدأ بها، وسيكون الشفاء خلال عدّة أيام...هكذا تكلمت شهرزاد. ألم تكن الآلهة الأولى طبيبة!!

تحولت إلى قنبلة موقوتة، مع أني مجرد كتلة لحمٍ، يتناقص وزنها بالتدريج، وهي تنتظر شيئاً ما في المستقبل، لكنها تجهل ما هو بالضبط. إنه الفايروس الفاتك، لقد سيطر عليّ تماماً، وأصبحت من رعيته: هذا ما قلته لنفسي.

ومع تلك الزيارة البهية وأدويتها الجديدة، بدأت حالتي بالتعافي تدريجياً. وبدأ ينحسر السعال ويتراجع، وهو أصعب ما عانيت منه، فهو قد كاد يخنقني، ثم بقية الأعراض التي لم تأت قوية باستثناء انهيار ركبتيّ في الأيام الأولى، والحرارة المتفاخرة التي توهمتْ أنها قادرة على قتلي.

أما ودّ الأصدقاء والناس على الفيس بوك وعبر اتصال الخليوي، فهو أهم ما أشعرني بالدفء، والاطمئنان، وأقنعني من جديد: أن الحياة فيها الكثير من الحب والجمال، وأن فيها الكثير مما يُستحق أن يعاش لأجله.

لم أفكر بالموت أبداً

المرأة الخارقة في زمن كورونا

05 آب 2020
"ما بعرف كيف بدنا نتعقم ونتغسل ونحنا ما لقيانين مي نضيفة لنشربها". هذا جزء من حديث الجارات لبعضهن في شمال شرق سورية بمفرداتهن البسيطة، بما يسلط الضوء على المقاربات النسوية...

طبعاً، لم أفكر بالموت أبداً، رغماً عن فقداني الشهيّة بشكلٍ شبه كامل مدة أكثر من عشرة أيام. وقد تأكدت مما كنت أعرف: أن لديَّ رفض قديم لفكرة الموت والتفكير فيها، وقد كانت حكمتي، ولا تزال، أنه إمّا أن يأتي، وإمّا ألّا يأتي، وفي الحالتين لست من يقرّر ذلك، فلماذا أنشغل بقضيةٍ لا إرادة لي فيها؟ وهنا، أنا لا أعمّم فهماً خاصاً، ولكنني منسجم ومتوافق مع هذه الفكرة.

وحينما سجلت ملاحظة عن إصابتي على صفحتي الشخصية في الفيس، كان التفاف الناس حولي بكلماتهم العاطفيةٍ المُحبّة قوة داعمة لي، لمواجهة هذا الخطر الذي قتل ملايين الناس، ويستمر بقتلهم، بعد أن باعد بينهم، ورماهم في المشافي، وفي أماكن الحجر، والذي أخاف الدول العظمى، وشكك بجبروتها وادعاءاتها، بعد أن فتك بسكان معمورتنا.

في اليوم العشرين.. هزم العدو

أما في اليوم العشرين، فقد بدأ جسدي المثخن بطعنات رماح الكورونا بالتعافي؛ إذ شرعت الأعراض بالتراجع تدريجياً، واستقرت الحرارة في حدودها الطبيعية، وبدأت بتناول الطعام مثل سجينٍ مُنع عنه أياماً كثيرة، وعادت حاستا الشم والتذوق بدقة وحدة وصفاء، وبدأ جسدي يتقوى؛ فاستعدت مشيي السريع في المنزل، بعد أن كان إجهاداً لي. وقد يكون الأهم أني تخلصت من سماجة المشاريب الساخنة في هذا الصيف الحار.

كنت وحيداً أصارع ساعات اليوم وأقضيها، وتعطلت قدرتي على التفكير، والوقت لا يتقدم إلا على إيقاع الألم

إن اليوم العشرين كان عتبة نجاتي ومنصتها، فقد بدأت أشعر حينئذ: بأن حياة جديدة، بكل معنى الكلمة، قد بدأت؛ فقد لفظ جسدي الفايروس الحقير، وصرت أتذكر أيام مرضي الأولى، كمن يتذكر حالات قديمة: شعوري بأنني كنت عاجزاً بالكامل، وأني كنت أقرب إلى المشلول الذي ينتظر موته، مع أنني لم أفكر بالأمر أبداً.

وأما الآن: فوداعاً للجبار المخيف، المهاب من الجميع، سواء أكان صغيراً أم كبيراً، غنياً أم فقيراً.

لقد كانت تجربة، وهي تجربة جسدي؛ أي تجربتي أنا، وهي تجربة مرّة ومريرة بالتأكيد، ولكنها جعلتني وتجعلني أصفى وأقوى وأكثر تعاطفاً مع معاناة الناس أخوتي في أربع أركان المعمورة الذين كانت معاناتهم، وستكون، أكثر ألماً أو أقل، لكنه ألم، مهما كانت درجته وشروطه، يجب أن يدفعنا إلى التعاطف والتعاضد والتلاحم في مواجهة شرور السيطرة والاستغلال، وكوارث الطبيعة.

مقالات متعلقة

الكورونا في الساحل السوري

23 آذار 2020
ما هي حقيقة كورونا في سوريا؟ هل يخفي النظام الإصابات حقا؟ ولم؟ وحتى لو أراد إخفائها فهل يسطيع؟ وما حال المشافي السورية اليوم؟ هل هي مجهزة وقادرة على التعامل مع...
كاريكاتير... كورونا في سورية

02 نيسان 2020
كيف عبر الفنانون ورسامو الكاريكاتير عن كورونا في سورية؟ في هذه المادة، رسوم وصور تعكس واقع حال سورية في مواجهة جائحة الكورونا.
في عزلة كورونا.. إعادة اكتشاف البيت (١٢)

18 نيسان 2020
مع فرض الحظر الصحي يتشارك ملايين الناس حول العالم محاولات إعادة اكتشاف البيت. يَفتحُ هذا الخللَ في الحياة اليومية، أسئلةً حول معنى (البيت) بُنيته ومركزتيه، ومعنى خسارته والحرمان منه. وطالما...
مازن غريبة: النظام يواجه كورونا كخطر أمني

11 نيسان 2020
"يشعر السوريون بذعر متزايد، ويحاولون إخفاء عوارضهم أو تفادي الذهاب إلى المستشفى لتجنّب الاستجواب، لأنّهم يرون أنّ النظام يتعاطى مع الجائحة كخطر قومي أو أمني"، هذا ما يقوله الباحث مازن...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد